توصلت دراسة حديثة إلى أن تلوث الهواء يزيد من خطر مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية، وهي حالة خطيرة تهدد حياة البشر بسبب الاعتماد الواسع على المضادات الحيوية لعلاج مختلف الأمراض.
ولاحظت الدراسة، المنشورة في دورية «Lancet Planetary Health»، رابطًا قويًّا بين التلوث وزيادة مقاومة المضادات الحيوية. وأنشأ البحث نموذجًا لفحص مستويات التلوث، أُطلق عليه اسم «تلوث الجسيمات» أو «PM2.5»، ومستويات مقاومة المضادات الحيوية في 166 دولة، حسبما نقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية.
وتعقب البحث العلاقة بين المستويات المرتفعة من التلوث وارتفاع مقاومة المضادات الحيوية، التي أصبحت أقوى من ذي قبل. ووجدت أنه كلما زادت جسيمات التلوث ارتفعت مقاومة المضادات الحيوية.
ويُظهر النموذج أن تلوث الجسيمات مسؤول عن 11% من التغيرات في متوسط مستويات مقاومة المضادات الحيوية حول العالم، مما يجعله أحد المحركات الرئيسية لمقاومة المضادات الحيوية.
4 دول فقط بالعالم تبنت جميع إجراءات مكافحة التدخين
مفاوضات حسّاسة في باريس حول معاهدة دولية لمكافحة التلوث البلاستيكي
التلوث يغير من طبيعة البكتيريا المسببة للأمراض
وتشير الدراسة، التي نظرت في تسعة مسببات الأمراض البكتيرية و43 نوعًا من المضادات الحيوية، إلى أن كل ارتفاع بنسبة 1% في تلوث الهواء يرتبط بزيادة مقاومة المضادات الحيوية بين 0.5 و 1.9%، اعتمادًا على العامل الممرض.
وقد يكون التلوث نفسه السبب وراء تغير طبيعة البكتيريا وجعلها أكثر مقاومة للمضادات الحيوية. وعند التقائهما، يجعل التلوث البكتيريا أكثر ضراوة. كما يمكن أن يؤدي تلوث الجسيمات إلى تغيير الجينات داخل البكتيريا لجعلها مقاومة للأدوية.
وتلوث الجزيئات هو مزيج من القطرات الصلبة والسائلة التي تطفو في الهواء، يحدث نتيجة نشاط السيارات والزراعة والطرق غير المعبدة ومواقع البناء وحرائق الغابات.
وأصبحت مقاومة المضادات الحيوية مشكلة كبيرة في جميع أنحاء العالم؛ حيث تسارعت بما يسميه بعض العلماء «بوتيرة مثيرة للقلق» وتسبب في وفاة ما يقدر بنحو 700 ألف شخص سنويًّا. وتعتبر الأمم المتحدة مقاومة المضادات الحيوية «تهديدًا أساسيًّا» لصحة الكوكب بأكمله وسلامته.
تعليقات