Atwasat

مفاوضات حسّاسة في باريس حول معاهدة دولية لمكافحة التلوث البلاستيكي

القاهرة - بوابة الوسط السبت 27 مايو 2023, 04:24 مساء
WTV_Frequency

تُستأنف المفاوضات حول معاهدة دولية لمكافحة التلوث البلاستيكي الإثنين في باريس بمشاركة 175 دولة ذات طموحات متباينة، يتحتم عليها التوافق على الملامح الأولية لنص ينتظر بترقب شديد، تحت ضغوط طرفين متعارضين هما الصناعيين والمنظمات غير الحكومية.

يدخل البلاستيك المشتق من النفط في تركيبة كل ما يحيط بنا كالأغلفة وألياف الملابس ومواد البناء والأدوات الطبية وغيرها. وازداد إنتاجه السنوي بأكثر من الضعف خلال عشرين عامًا ليصل إلى 460 مليون طن، وقد يزداد بنحو ثلاثة أضعاف بحلول 2060 إذا لم يتخذ العالم تدابير حيال ذلك، بحسب «فرانس برس».

ومما يزيد الوضع خطورة أن ثلثي هذا الإنتاج يرمى في النفايات بعد استخدامه لمرة أو أكثر، وأن أقل من 10% من المخلفات البلاستيكية تخضع لإعادة التدوير. وينتهي الأمر بكمية كبيرة من هذه المخلفات من كل الأحجام في قعر البحار أو في الكتل الجليدية وصولاً إلى قمم الجبال وحتى في أحشاء الطيور. ورصدت لدائن بلاستيكية دقيقة في الدم وفي حليب الأم وحتى في المشيمة.

 الخطر على الصحة والتنوع الأحيائي
وبمواجهة هذا الخطر على الصحة والتنوع الأحيائي، أنشأت جمعية الأمم المتحدة من أجل البيئة، أعلى هيئة دولية معنية بهذا الشأن، في 2022 في نيروبي «لجنة تفاوض حكومية دولية» مكلّفة وضع معاهدة «ملزمة قانونًا» بحلول العام 2024.

- أبوظبي تحظر استخدام أكياس البلاستيك
-  تحذير من ارتفاع حاد في إنتاج البلاستيك ونفاياته

وبعد مفاوضات أولية تقنية نسبيًا جرت في نوفمبر في الأوروغواي، تستأنف لجنة التفاوض الحكومية أعمالها من 29 مايو حتى 2 يونيو في مقر اليونسكو في باريس، في ثاني مراحل التفاوض الخمس التي يفترض أن تفضي إلى اتفاق تاريخي يغطي كامل دورة حياة البلاستيك، بما يشمل آثار إنتاجه واستخدامه ومخلفاته وإعادة تدويره...

توازن قُوى 
ولن يفضي لقاء باريس الذي يشارك فيه أكثر من ألف مندوب، إلى مسودة معاهدة، لكنه سيرسم توجهاتها الرئيسية خلال المفاوضات الممتدة على خمسة أيام.

وستنبثق هذه الخطوط العريضة عن توازن القوى القائم ولا سيّما بين الدول الآسيوية التي تؤمّن أكثر من نصف الإنتاج وبعض كبار المستهلكين مثل الولايات المتحدة، والدول الـ53 المشاركة في «ائتلاف عالي الطموح لوضع حد للتلوث البلاستيكي».

ويضم الائتلاف الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك وأستراليا والإمارات العربية المتحدة وعدد من دول غرب أفريقيا وأميركا اللاتينية، بقيادة رواندا والنروج. ويتصدّر «الحد من استخدام البلاستيك وإنتاجه» خارطة طريق هذا الائتلاف، غير أن أهدافه مرفوضة ضمنًا من العديد من الدول التي تعوّل بالمقام الأول على إعادة التدوير والابتكار وإدارة أفضل للنفايات.

«إعادة الاستخدام وإعادة التدوير والاستبدال»
وتفادياً للجدل، أصدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة في منتصف مايو تقريراً أوصى بـ«إعادة الاستخدام وإعادة التدوير والاستبدال» لإنشاء «اقتصاد دائري» حقيقي للبلاستيك.

وبإمكان هذه الخطة بحسب البرنامج، خفض كمية المخلفات البلاستيكية المتروكة سواء التي تُلقى في مكبات نفايات عشوائية أو تُحرق في الهواء الطلق أو تترك في الطبيعة، لتصل إلى 41 مليون طن بحلول 2040، بالمقارنة مع حوالى 78 مليون طن عام 2019 وفق منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.

وقالت ديان بوموني جواني من منظمة «سورف رايدر» غير الحكومية «لو كان التقرير يتحدّث بصراحة أكبر عن خفض الإنتاج، فلن توقع دول كبرى  إطلاقاً على المعاهدة».

نفوذ القطاع الصناعي 
ولا يزال الجدل قائماً حول إلزامية المعاهدة. فالولايات المتحدة على سبيل المثال تطلب أن تكون وطأتها القانونية محدودة وأن تقتصر على المبادئ الكبرى للنص، فيما تترك للدول الموقعة حرية إيجاد حلول تناسبها ضمن خطط وطنية، وفق ما أوضح دبلوماسي فرنسي.

وانضم فنانون مثل خواكين فينيكس وجاين فوندا إلى منظمة غرينبيس الولايات المتحدة، لمطالبة الرئيس الأميركي جو بايدن في منتصف مايو برفع سقف طموحاته.

وكما في القمم السابقة حول المناخ أو التنوع البيولوجي، يتمحور التوتر أيضاً حول توزيع الجهود المطلوبة بين الاقتصادات الثرية التي تعتبر تاريخياً من الأكثر تلويثاً، ودول لا ترغب في وضع نموها الاقتصادي في خطر بدون الحصول على مقابل مالي.

من جهة أخرى، يثير ضم قطاع الصناعات البلاستيكية الذي يمثل مليارات الدولارات وملايين الوظائف إلى العملية، مخاوف المنظمات غير الحكومية. وكتبت حوالى 175 من هذه المنظمات بقيادة غريبنبيس إلى برنامج الأمم المتحدة للبيئة معددة سلسلة من التدابير للتصدي لـ«نفوذ شركات الصناعات البتروكيميائية غير المسوّغ» في المفاوضات.

وسيحضر ممثلون عن هذه الشركات ولا سيّما جمعية «بلاستيك أوروبا» إلى مقر اليونسكو، فيما لن يكون بوسع جميع المراقبين من مهنيين وعلميين وممثلي جمعيات حضور الاجتماعات كل يوم لعدم توافر مقاعد كافية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«بوينغ» تحقق خسائر أقل من المتوقع في الربع الأول من 2024
«بوينغ» تحقق خسائر أقل من المتوقع في الربع الأول من 2024
صندوق أممي لدعم اللاجئين في مواجهة الصدمات المناخية بقيمة 100 مليون دولار
صندوق أممي لدعم اللاجئين في مواجهة الصدمات المناخية بقيمة 100 ...
ألمانيا ترفع توقعاتها للنمو بشكل طفيف وتعترف بـ«خسارة القدرة التنافسية»
ألمانيا ترفع توقعاتها للنمو بشكل طفيف وتعترف بـ«خسارة القدرة ...
أسعار النفط تستقر مع تراجع الطلب على الوقود في أميركا
أسعار النفط تستقر مع تراجع الطلب على الوقود في أميركا
البنك الدولي: توترات الشرق الأوسط تهدد التقدم العالمي بشأن التضخم
البنك الدولي: توترات الشرق الأوسط تهدد التقدم العالمي بشأن التضخم
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم