أفاد مسؤول عراقي في شركة مصفاة تكرير النفط في بيجي بمحافظة صلاح الدين، السبت، أنَّه يمكن إعادة وحدات المصفاة إلى كامل طاقتها الإنتاجية بعد إعادة تأهيل بعض الوحدات في غضون أربعة أشهر نتيجة تضررها من العمليات المسلحة لتنظيم «داعش» خلال الأشهر الماضية في مدينة بيجي (200 كم شمالي بغداد).
وقال المهندس أحمد القيسي وهو كبير المختصين في الصيانة والتشغيل في المصفاة لوكالة الأنباء الألمانية إنَّ المصفاة لم تتعرض إلى أضرار بالغة أثناء الهجمات الأخيرة التي شنَّها «داعش» عليها وإنَّ الأجزاء الرئيسية من المصفاة سليمة بالكامل باستثناء مصفى صلاح الدين/1 الذي تعرضت وحدته الإنتاجية إلى أضرار نتيجة سقوط قذيفة هاون عليها، فيما بقيت أجزاء المصفى الآخر الرئيسية سليمة ولم تتعرض للأضرار.
وأضاف قائلاً: «إنّ المصفى يمكن أن يعود إلى العمل بكامل طاقته الإنتاجية بعد إصلاح الأضرار التي لحقت به أو التي أدت إلى توقفه خلال مدة لا تتجاوز الأربعة أشهر فيما لو توافرت جميع مستلزمات التشغيل وهي الأموال الكافية والأيدي العاملة الفنية ذات الخبرة في هذا المجال، فضلاً عن الطاقة الكهربائية، والأهم من هذا كله توفير الأمن من أجل عودة العاملين والمهندسين المشغِّلين للمصفى».
تغذي المصفاة بالنفط الخام من حقول كركوك شرق بيجي عبر شبكة أنابيب تمر عبر مناطق في قضاء الحويجة يسيطر عليها «داعش»
وأوضح أنّ «المصفاة بحاجة إلى تجهيز وتحديث نظام المختبرات والحواسيب والأمور الملحقة والتي تضررت بفعل القذائف التي سقطت عليه لأنَّها تتطلب ظروف عمل خاصة كي تتمكن من الإنتاج وكذلك من أجل تحديث تلك الأنظمة وجعلها موازية لما يعتمد في أنظمة المصافي الحديثة».
وقال القيسي: «لقد تمكَّنا في العام 1991 بعد حرب الخليج الثانية من إعادة تشغيل المصفاة بالإمكانات الذاتية وقطع الغيار المتوافرة فيه على الرغم من التدمير الهائل الذي لحق بها وكذلك الحصار الذي فُرض على العراق، الذي منعه من استيراد أبسط المستلزمات التي تدخل في عمل المصفاة».
وتابع: «من حُسن الحظ أنَّ المصفاة كانت متوقفة للصيانة حينما سقطت المناطق القريبة منها بيد عناصر (داعش) يونيو الماضي وبذلك كان توقفها طبيعيًّا وليس اضطراريًّا وهذا ما أبقى جميع مفاصلها سليمة ولم تتعرض الأبراج والأفران إلى تفاعلات للمواد الكيماوية والأحماض والمعادن الأخرى والتي كانت ستكلف كثيرًا من الجهد والوقت والمال».
وتغذي المصفاة بالنفط الخام من حقول كركوك شرق بيجي عبر شبكة أنابيب تمر عبر مناطق في قضاء الحويجة يسيطر عليها «داعش»، حيث يتم تزويد المصفى بـ 250 ألف برميل يوميًّا من نفط كركوك، بينما يزود بـ35 ألف برميل إضافية من حقل عجيل في ناحية العلم جنوب شرق المصفاة وبالإمكان أيضًا تغذية المصفى من نفط جنوب العراق بالاعتماد على شبكة أنابيب الخط الاستراتيجي.
وتعد مصفاة التكرير في بيجي من أكبر مصافي التكرير في العراق بطاقة تصميمية تزيد على 400 ألف برميل يوميًّا وهي واحدة من ثلاث مصافٍ، الأولى في محافظة البصرة، والثانية في بغداد.
تعليقات