Atwasat

هل تنهي زيارة يلين للصين ميراث الخصومة؟

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 07 أبريل 2024, 04:08 مساء
WTV_Frequency

عكس اللقاء بين رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، وضيفته وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، اليوم الأحد، مناخا إيجابيا بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم، مع تأكيد بكين رغبتها في الشراكة بدلا من الخصومة، على الرغم من إقرار واشنطن بوجود تباينات تتطلب نقاشات صريحة.

وزارت يلين بكين بعدما أمضت أياماً في مدينة قوانغتشو (جنوب)، حيث التقت مسؤولين محليين، أبرزهم نظيرها هي ليفنغ، ورجال أعمال أميركيون. وأكدت الوزيرة لمضيفها لي أن العلاقات بين البلدين لا يمكن أن تمضي قدماً سوى من خلال التواصل المباشر والصريح.

من جهته، أعرب لي تشيانغ، في مستهلّ اجتماعه مع يلين الأحد، عن أمله أن يكون بلداهما «شريكين وليس خصمين». وأكد على مسامع يلين أنّ روّاد الإنترنت الصينيين يتابعون من كثب زيارتها لبلدهم منذ وصلت هذا الأسبوع إلى قوانغتشو، مشيراً إلى أنّ اهتمامهم هذا يُظهر «التوقّعات والأمل في تحسّن العلاقة بين الصين والولايات المتحدة».

محادثات يلين في بكين
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، السبت، أن الجانبين اتفقا على إجراء «محادثات مكثفة حول نمو متوازن»، في ختام محادثات أجرتها يلين على مدى يومين مع هي ليفنغ في قوانغتشو. وركّزت يلين على المخاوف من حزم الدعم الصناعي التي تقدمها الصين، معتبرة «القدرة الفائضة» للإنتاج الصناعي في الصين في قطاعات مثل السيارات الكهربائية والبطاريات قد تتسبب في فائض بالمنتجات، وبالتالي تغرق الأسواق العالمية وتضعف هذه القطاعات في بلدان أخرى.

وتدفع واشنطن باتّجاه تهيئة ظروف منصفة وفرص متساوية للشركات الأميركية والعمال الأميركيين. وتعد زيارة يلين الثانية لها في أقل من عام إلى الصين، القوة الاقتصادية الثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة.

- اتفاق أميركي - صيني على إجراء محادثات حول «نمو اقتصادي متوازن»

وتأتي الزيارة في وقت يحاول فيه البلدان حلّ خلافاتهما حول قضايا تتراوح ما بين التكنولوجيا والتجارة وصولا إلى حقوق الإنسان مروراً بتايوان وتطبيق «تيك توك».

وقالت وزيرة الخزانة الأميركية في مستهل لقائها رئيس الوزراء الصيني: «في حين يبقى أمامنا المزيد من العمل، أعتقد أننا تمكنا مدى العام الماضي من وضع علاقاتنا الثنائية على أرضية أكثر صلابة». وأشارت إلى أن ذلك أفضى إلى «الإدراك أنه لا يمكننا التقدم إلا إذا تواصلنا مع بعضنا البعض بشكل مباشر وصريح». وقال مسؤول رفيع بوزارة الخزانة في تصريح لصحفيين إن يلين أجرت «محادثات بناءة» مع لي.

وفيما يتعلّق بالمخاوف من القدرات المفرطة، أثارت مسائل من منظور خبراء الاقتصاد الكلي، إذ سعت لفهم مصادر الطلب المتوقعة لتحقيق الأهداف الصينية للنمو مع تراجع إسهامات قطاعات على غرار العقارات في النمو مقارنة بالسابق، وفق المسؤول. وقبيل محادثات مع رئيس بلدية العاصمة الصينية، شددت يلين على أهمية التواصل مع المسؤولين المحليين من أجل فهم «المستقبل الاقتصادي» للصين.

توترات حاضرة بين أميركا والصين
ورأت يلين أنه يتوجب على الولايات المتحدة والصين «إدارة علاقتنا المعقّدة بشكل مسؤول، وأخذ موقع القيادة في مقاربة التحديات الدولية».

واتفقت واشنطن وبكين، السبت، على إجراء «محادثات مكثفة حول نمو متوازن». وتمثّل المحادثات المقررة خطوة جديدة في الجهود المشتركة لإرساء الاستقرار في العلاقات بين البلدين منذ قمة الرئيسين الأميركي جو بايدن والصيني شي جينبينغ في نوفمبر.

كما جرى الاتفاق، خلال زيارة يلين، على استكشاف سبل تعزيز حملة مشتركة على غسل الأموال من خلال التواصل في إطار «مجموعة العمل المالية الأميركية - الصينية»، على أن يعقد الاجتماع الأول «في الأسابيع المقبلة»، وفق البيان.

ويأتي التواصل بعد دعوات متكررة من واشنطن إلى بكين لوقف تدفق مادة «الفنتانيل» المخدرة والمواد الكيميائية ذات الصلة من مصانع في الصين، التي غالبا ما يجرى بيعها عبر تحويلات مالية غير نظامية لمشترين في أميركا الشمالية. وعلى الرغم من الأجواء الإيجابية المحيطة بزيارة يلين، حذرت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» من توجه نحو «الحمائية» في الولايات المتحدة.

وانتقدت الرسوم الأميركية على الواردات الصينية، واتهمت واشنطن بـ«قمع» صناعات الصين المرتبطة بالسيارات الكهربائية، مما قد يؤشر إلى أن التوترات لا تزال قائمة. كما أشارت جريدة «غلوبال تايمز» الرسمية إلى «إجراءات سلبية حيال الصين»، في إشارة إلى القيود الأميركية على التجارة والتكنولوجيا، و«قائمة لا تنفك تطول من العقوبات الأميركية على الشركات الصينية».

احتمال تحقيق تقدّم
ورأى الباحث في معهد بروكينغز، ريان هاس، أن «زيارة يلين أفسحت في المجال لاختبار احتمال تحقيق تقدّم في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين».

وأضاف لوكالة «فرانس برس» أن الزيارة «أظهرت أن الصينيين يقرون بالحاجة إلى التعامل مع مسألة القدرة الفائضة في الإنتاج، وأنهم مستعدون للبحث في سبل التعاون بشأن غسل الأموال»، مشددا على أن الوقت كفيل ببيان ما إذا كانت هذه الجهود ستؤدي إلى تحقيق تقدم ملموس.

وفي ملف شائك آخر بين القوتين، حذّرت يلين، السبت، من «عواقب بالغة» إذا تبيّن أن شركات صينية تساعد روسيا في حربها على أوكرانيا، بعد أيام من إبداء الولايات المتحدة قلقا من أن تكون بكين تساعد روسيا على إعادة بناء قطاعها الدفاعي العسكري. ومن المقرر أن تلتقي يلين، الأحد في بكين، وزير المال الصيني لان فوان، على أن تتحدث، الإثنين، إلى رئيس الوزراء السابق ليو هي، وحاكم المصرف المركزي بان غونشنغ.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
اليابان تصيغ استراتيجية جديدة للتحول الأخضر
اليابان تصيغ استراتيجية جديدة للتحول الأخضر
قطر تتوقع إبرام المزيد من اتفاقات الغاز الطبيعي المسال طويلة الأجل
قطر تتوقع إبرام المزيد من اتفاقات الغاز الطبيعي المسال طويلة ...
بريطانيا تصرف مساعدات إضافية لليمن بـ139 مليون جنيه إسترليني
بريطانيا تصرف مساعدات إضافية لليمن بـ139 مليون جنيه إسترليني
انخفاض مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة
انخفاض مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة
أسعار النفط تواصل ارتفاعها بعد مؤشرات على زيادة الطلب في أميركا
أسعار النفط تواصل ارتفاعها بعد مؤشرات على زيادة الطلب في أميركا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم