تضطلع الدول الجزرية الصغيرة بدور محوري في الدفع نحو التخلي عن الوقود الأحفوري للحد من ظاهرة الاحترار المناخي في أسرع وقت ممكن في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيُّر المناخ «كوب 28» المنعقد في دبي.
وقال وزير البيئة في ساموا والرئيس الحالي لتحالف الدول الجزرية، سيدريك شوستر، إن «الهدف الرئيسي بالنسبة لجزرنا الصغيرة النامية هو حصر ظاهرة الاحترار المناخي دون 1.5 درجة مئوية»، بحسب «فرانس برس».
وتؤيد هذا التوجه مجموعة من جزر المحيط الهادئ ومنطقة البحر الكاريبي وأماكن أخرى كانت في طليعة الدفع باتجاه سقف أكثر طموحًا لاتفاقية باريس في العام 2015. والجزر الصغيرة المعرضة للأعاصير أو ارتفاع مستوى مياه البحر، غالبًا ما تكون أول من يعاني من الآثار الكارثية لتغير المناخ.
وقالت مبعوثة المناخ في جزر مارشال، تينا ستيج، «الجميع يشعر بذلك الآن مع الحرائق وموجات الجفاف والأعاصير. ولكننا كنا أول من شعر بها ونتوقع أن نعاني من آثارها بسرعة أكبر».
«علينا أن نتحرك»
وتضيف الدبلوماسية التي زينت زهرة شعرها «أعتقد أننا فهمنا ما نحن معرضون له قبل الآخرين. وعندما تدرك أن جيرانك وعائلتك في خطر، عليك أن تتحرك». بعض هذه الجزر مهددة ببساطة بالاختفاء. وأخيرًا، أعلنت أستراليا أنها ستوفر تدريجًا اللجوء المناخي لنحو 11 ألف مواطن من توفالو، وهي مجموعة صغيرة من جزر المحيط الهادئ التي يهددها ارتفاع مياه البحر.
وقال كبير مفاوضي فيجي في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، أميناتاف ياوفولي، بين جلستي نقاش، «في بعض الجزر، عندما تقود سيارتك، ترى أحيانًا المحيط على أحد جانبي الطريق والبحيرة المالحة على الجانب الآخر ... ماذا يحدث عندما يرتفع البحر...؟».
- دراسة: حرارة سطح الكوكب قد تزيد 1.5 درجة مئوية خلال 7 سنوات
- فيتنام تطرح خطة بقيمة 15.5 مليار دولار للانتقال في مجال الطاقة
يتعين على هذه الجزر أن تعمل على تحويل هذا الطموح المناخي إلى سياسات ملموسة، وفي دبي، تتمحور المفاوضات على مستقبل الوقود الأحفوري، مع دفع بعض الدول لإدراج هدف «التخلي» عن النفط والغاز والفحم في النص النهائي. ومجموعة الدول الجزرية هي إحدى المجموعات التي تؤيد هذا الخيار، سواء في القاعات العامة أو في الاجتماعات السرية.
ويقول مراقب مطلع على المفاوضات «إنها جزء من مجموعات نشطة جدًا بشأن هذه القضايا» مثل مجموعة بلدان أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي أو الاتحاد الأوروبي.
«لن تكتب لنا النجاة»
ومع ذلك، فإن بعض البلدان في مجموعة تحالف الدول الجزرية الصغيرة يستغل الوقود الأحفوري مثل ترينيداد وتوباغو أو بابوا غينيا الجديدة التي تستفيد من الحاجة للغاز الطبيعي المسال.
لكن سكان الجزر يريدون من الدول الغنية المنتجة، مثل الولايات المتحدة أو المملكة العربية السعودية، أن تكون المبادرة في التوجه نحو التخلي عنه. تقول تينا ستيج «أولئك الأكثر غنى بالموارد يجب أن يقودوا الطريق، وأولئك الذين يستطيعون أن يكونوا قدوة يحتذى بها. وسيتعين على البقية منا أن يتبعوا خطاهم بسرعة».
في المفاوضات الحالية، تسعى بعض الدول الأخرى إلى الاتفاق على «خفض» أقل طموحًا في استخدام الوقود الأحفوري. وقد استبعد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان الإثنين الموافقة على أي خفض تدريجي لاستخدام النفط.
ويقر أميناتاف ياوفولي بواقع الأمر قائلًا «يمكننا أن نفهم موقفهم، بسبب الابتكارات التكنولوجية»، في إشارة إلى رغبة بعض البلدان في الاستفادة من احتجاز الكربون للحد من الانبعاثات. ويضيف «لكنني أعتقد أننا لكي نكون طموحين، علينا أن نحاول التخلص من (الوقود الأحفوري) وإلا فلن يتمكن هذا العالم من النجاة. بما في ذلك هم أنفسهم».
تعليقات