تراجعت أسعار النفط، الإثنين، بعدما أثار ضعف البيانات الاقتصادية الصينية مخاوف حيال الطلب في أكبر مستورد للخام في العالم بينما تستعد مجموعة «أوبك بلس» لكبار المنتجين لاتخاذ قرار بشأن الإنتاج في وقت لاحق هذا الأسبوع.

وتراجع خام (غرب تكساس) الوسيط المرجعي بنسبة 5% إلى 93.69 دولارا للبرميل، بينما تراجع خام (برنت) المرجعي الدولي بنحو 4% إلى أقل بقليل من 100 دولار، فوق «فرانس برس».

في غضون ذلك يجتمع تحالف «أوبك بلس»، بعد غدٍ الأربعاء، لوضع استراتيجيات جديدة تدفع باتجاهها عوامل عدة من بينها زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى جدة، ما يطرح تساؤلات عما إذا كان التكتل سيقوم بالمزيد لخفض أسعار النفط الخام.

 مفترق طرق لمنظمة «أوبك بلس»
ويقف الأعضاء الـ13 في منظمة الدول المصدرة للنفط بقيادة السعودية، وشركاؤهم بقيادة روسيا عند مفترق طرق،  وبعدما أقر التحالف تخفيضات شديدة في ربيع العام 2020 للتعامل مع تراجع الطلب الناجم عن جائحة «كوفيد-19»، عاد إلى مستويات إنتاجه قبل الأزمة الصحية.

- استقرار أسعار النفط مع قلة الإمدادات.. والأنظار تتجه لاجتماع «أوبك بلس»
-  «أوبك بلس» يحاول التوفيق بين الولايات المتحدة وروسيا في اجتماع الأربعاء

وفي الأوقات العادية، كان بإمكانه التوقف عند هذا الحد، ولكن الآن عليه أن يقرر ما سيفعله في مواجهة ضغوط واشنطن. ويشارف الاتفاق الذي أبرم في ربيع 2020 بين منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» بقيادة الرياض وحلفائها بقيادة موسكو لمواجهة التراجع الهائل للأسعار خلال وباء كوفيد، على الانتهاء.

فيما يلي تقييم هذه الاتفاقية والنتائج التي جرى تحقيقها والخطط المقبلة، قبل اجتماع تعقده دول تكتل «أوبك بلس» الأربعاء، في ظل بيئة مضطربة بسبب الحرب في أوكرانيا.

ماذا كان الهدف؟
في أبريل 2020، اتفقت دول منظمة «أوبك بلس» على خفض إنتاجها بشكل كبير من الخام بمقدار 9,7 مليون برميل يوميا للجم انهيار أسعار النفط في خضم جائحة «كوفيد-19». ونجحت الوصفة التي سمحت بارتفاع أسعار الخام بعد أن هبطت إلى المقياس السلبي. بعد عام، أمام انتعاش الطلب، بدأ التكتل في رفع إنتاجه تدريجيا.

في البداية، حدد الاتفاق مهلة للعودة إلى مستويات الإنتاج المعهودة بحلول أبريل 2022، قبل الموافقة على تمديدها لبضعة أشهر إضافية في ظل الشكوك المخيمة على الوباء. وقال، ماتيو هولاند، المحلل الجيوسياسي في معهد الأبحاث «إينرجي إسبكتس» من الناحية الفنية، الاتفاق يسري حتى نهاية العام.

لكن «في أغسطس، سيعيد طرح كل النفط الذي قرر عدم إنتاجه في العام 2020 في السوق»، على ما أشار المحلل في كوميرزبنك، كارستن فريتش، على الأقل «نظريا».

لماذا لم يتم بلوغ الحصص؟
في الواقع، لطالما فشل التحالف في تحقيق أهدافه. انخفض حجم الإنتاج الفعلي في يونيو بحوالي 2.8 مليون برميل يوميا عن المستوى الذي اتفقت عليه الدول الأعضاء، بحسب وكالة الطاقة الدولية.

واعتبر فريتش أنه «من غير المرجح تقليص هذا الفارق بشكل كبير» على المدى القصير. ويوجد «فاقد كبير يتعين تعويضه» بالنسبة لكريغ إيرلام، المحلل في مجموعة «أواندا» للاستشارات المالية.

لم يعد بوسع دول في التكتل يبدو أنها بلغت أقصى طاقتها، مثل النيجر وأنغولا، ضخ المزيد، في ظل أزمات سياسية متواصلة والافتقار إلى الاستثمار والصيانة أثناء الوباء التي أعاقت عمل البنية التحتية للنفط.