عشية الاحتفال بعيدها الوطني والاستقلال عن الدولة العثمانية، وقعت اليونان، اليوم الخميس، عقدين لشراء ثلاث فرقاطات للدفاع والتدخل، وست مقاتلات «رافال» من فرنسا، ما يشكل تعزيزًا جديدًا للتعاون العسكري بين البلدين، ويعزز من قوة آثينا التي دخلت في نزاع متكرر سابقًا مع تركيا.

وصرحت وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورنس بارلي، بأن «ضمان الدفاع عن بلد يتطلب الاستعداد لجميع الاحتمالات حتى الأكثر قسوة»، مضيفة أنها مقتنعة بأن «دفاعنا يبدأ في البحر، حيث تحققنا من ذلك مرة أخرى منذ بداية الغزو في أوكرانيا».

وجرى توقيع العقد الذي يتعلق بثلاث فرقاطات، بحضور بارلي ونظيرها اليوناني نيكوس بانايوتوبولوس، ووقع مدير عام المجموعة البحرية «نافال غروب»، بيار-إريك بوميليه ونائب الأدميرال اليوناني أريستيسيدس أليكسوبولوس المدير العام لاستثمارات الدفاع والتسلح،

أهمية التعاون العسكري بين فرنسا واليونان
وتحدث وزير الدفاع اليوناني نيكوس بانايوتوبولوس، عما سماه «مرحلة مهمة في تعاوننا الدفاعي الثنائي وبشكل عام في العلاقات بين فرنسا واليونان».

وعلى خلفية توتر مع تركيا المجاورة، قررت اليونان السنة الماضية تعزيز قدرتها العسكرية، وطلبت من فرنسا 24 مقاتلة «رافال» وثلاث فرقاطات بقيمة إجمالية بلغت أكثر من 5.5 مليار يورو.

الفرقاطات الحديثة.. هل تكون مصدر قوة أعلى لليونان؟ 
وأعلن بوميليه في بيان: «اختارت اليونان أحدث جيل من الفرقاطات التي تجمع أفضل الخبرات البحرية الفرنسية»، مرحبًا «بفصل جديد في التحالف الاستراتيجي بين اليونان وفرنسا».

وفي سبتمبر الماضي، أبرم البلدان شراكة استراتيجية وصفتها بارلي اليوم بـ«الميزة الأساسية لبناء دفاع أوروبي أقوى مستقبلًا».

وهذه السفن القتالية المتعددة المهام ستصنعها المجموعة البحرية في لوريان بغرب فرنسا، على أن تسلم أول فرقاطتين للبحرية اليونانية في 2025، والثالثة في 2026. وهناك خيار لشراء فرقاطة رابعة.

طائرات «رافال» إضافية تطلبها أثينا 
وحضر أيضًا المدير العام لمجموعة «داسو للطيران»، إريك ترابيه لتوقيع عقد ثانٍ يتعلق بتسليم ست طائرات «رافال» جديدة إضافية اعتبارًا من صيف 2024.

وفي وقت سابق جرى توقيع صفقة لبيع 18 من هذه المقاتلات السنة الماضية بينها ست مستعملة، تم تسليمها إلى اليونان، في حين تسلم الطائرات الأخرى بحلول صيف 2023.

يأتي توقيع هذه العقود، التي تبلغ وحدها أكثر من ثلاثة مليارات يورو، في وقت يبدو أن العلاقات تهدأ بين اليونان وتركيا اللتين وعدتا بالتعاون بشكل إضافي في مواجهة الحرب في أوكرانيا.

ما علاقة تركيا بالصفقات العسكرية اليونانية؟
وكانت اليونان وفرنسا بدأتا بتعزيز تعاونهما العسكري في صيف 2020 للتصدي للمحاولات التركية للتنقيب عن الغاز في المناطق المتنازع عليها بشرق البحر المتوسط.

وانتقدت أنقرة الاتفاق الفرنسي-اليوناني عدة مرات، معتبرة أنه يهدد السلام والاستقرار الإقليميين.

لكن قمة غير متوقعة في إسطنبول بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ورئيس الوزراء اليوناني عقدت أخيرًا أسهمت في تحسين العلاقات الثنائية بسبب الحرب في أوكرانيا، كما قال خريستوس روزاكيس نائب رئيس المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان سابقًا للوكالة الفرنسية.

وتحتفل اليونان في 25 مارس ببداية حرب الاستقلال عن الإمبراطورية العثمانية في العام 1821، ولهذه المناسبة توقفت حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» قبالة مرفأ بيرايوس.

وستقلع طائرات «رافال»، الجمعة، من حاملة الطائرات «شارل ديغول» قبالة كريت للمشاركة في العرض العسكري التقليدي الذي ينظم في أثينا، وتحضره فلورنس بارلي للمرة الثانية على التوالي.