Atwasat

موجة ذعر في «وول ستريت» بعد تراجع مؤشر «ناسداك»

القاهرة - بوابة الوسط السبت 22 يناير 2022, 07:11 مساء
WTV_Frequency

شهدت «وول ستريت» موجة ذعر هذا الأسبوع بعد التراجع الحاد في مؤشر ناسداك، ما حمل المستثمرين على التساؤل إن كانت الأسواق ستكتفي بعمليّة تصحيح؛ أم أنها مقبلة على انكماش طويل يحمل مخاطر للاقتصاد ولإدارة جو بايدن.

وانهار مؤشر ناسداك لشركات التكنولوجيا بأكثر من 15% عن آخر رقم قياسي سجّله في منتصف نوفمبر، ما يضعه بشكل مؤكد في هامش التصحيح، مسجلاً أسوأ شهر له منذ  أكتوبر 2008 في ظل الأزمة المالية. أما مؤشر ستاندارد آند بورز 500 الذي يمثل السوق الأميركية بمجملها، فتراجع بـ8.3% منذ ذروته الأخيرة في مطلع العام، وفق «فرانس برس».

 تدهور حاد في أسهم نتفليكس
حتّى أسهم نتفليكس، أحد الأسهم الأكثر رواجا في وول ستريت، شهدت تدهورا حادا وصل إلى -21.79% الجمعة فتدنت إلى حوالي 400 دولار للسهم بعد بلوغ 700 دولار في نوفمبر، ما أثار مخاوف كبرى وبدأ ينشر القلق لدى صغار المساهمين الذين يعوّلون على خطة ادخارهم التقاعديّ المستثمرة في البورصة والمعروفة في الولايات المتحدة بـ«401 كاي».

وكتب أحد رواد الإنترنت شاكيا «خطتكم 401 كاي باتت على الأرجح أدنى بـ40% مما كانت عليه قبل ثلاثة أشهر. عمري 65 عاما ولا وقت لديّ لإعادة بناء نفسي. شكرا جو بايدن». وكتب آخر «الناس يخسرون مبالغ كبيرة على خططهم 401 كاي. المحفظة هي التي تحسم الانتخابات، توقعوا إذا هزيمة نكراء للديمقراطيين».

-  نائب رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي يترك منصبه وسط انتقادات لمداولاته في البورصة
-  قيمة «آبل» تبلغ 3000 مليار دولار في البورصة

ويواجه بايدن في الخريف انتخابات تشريعية صعبة في منتصف الولاية الرئاسية، في وقت تراجعت شعبيته إلى أدنى مستوياتها.

وما يبعث المخاوف في وول ستريت هو احتمال زيادة الاحتياطي الفدرالي الأميركي معدلات فائدته سعيا لاحتواء تضخم في أعلى مستوياته منذ جيل. وتشير التوقعات إلى زيادة في معدلات الفائدة تقارب نقطة مئوية هذه السنة، بعدما أبقيت بمستوى الصفر أو ما يقارب منذ بدء تفشي وباء كوفيد-19.

ويعتقد العديدون أن الاحتياطي الفدرالي أخفق في التعامل مع التضخم، وقد يعمد الآن إلى تشديد سياسته بشكل أكثر صرامة.

من سوق «الثور» إلى سوق «الدبّ»
لكن السؤال الحقيقي يقتضي معرفة عند أي نقطة يمكن لعملية تصحيح أن تتحوّل إلى «سوق الدب»، أي سوق ذات منحى هبوطيّ، خلافا لـ«سوق الثور» التصاعديّة المنحى.

قال المحلّل لدى شركة «سبارتان كابيتال» بيتر كارديلو معلقا على موجة الذعر «صحيح أن السوق تشهد تطورات لا تتبع أي منطق، باستثناء سوق ناسداك»، لكنه رأى أن موسم إعلان نتائج الشركات التي ستميل إلى الإيجابية، سيبدل التوجّه.

وقال غريغوري فولوخين، مدير محافظ الأوراق المالية لدى شركة «ميسشيرت فاينانشل سيرفيسز»، «ما زلنا بعيدين من سوق الدبّ، لكن إذا بدأنا نترقّب تباطؤا اقتصاديا مع ارتفاع معدلات الفائدة، عندها سنواصل عمليات البيع، ما قد يجعلنا ننتقل فعليا من مجرّد تصحيح إلى سوق الدبّ».

ومن المرتقب أن يواصل الاقتصاد الأميركي نموّه بوتيرة قوية العام 2022 متعافيا من تبعات الأزمة الصحية، غير أنه تمّ خفض التوقعات بهذا الصدد.

فهل ما زال من الممكن أن تنعكس سوق مالية متعثرة على النمو؟ يؤكد سام ستوفال من شركة «سي إف آر إيه» للاستثمار أن «هذا قد يبطّئ الانتعاش، لكنه لن يدخلنا في مرحلة انكماش».

وأوضح الخبير «خفضنا للتو توقعاتنا لنمو إجمالي الناتج الداخلي في 2022 من 4.6% إلى 4.2%، لكن هذا على ارتباط بالأحرى بمدة التضخم والتطلعات بأن الاحتياطي الفدرالي سيرفع معدلات الفائدة في كل فصل من هذه السنة».

تراجع مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بنسبة 15%
ويرى آخرون أن التصحيح، إذا لم يستمر لفترة طويلة جدا، هو إجراء سليم في سوق تكون أسعار الأسهم فيها أحيانا مبالغا فيها. وتبلغ نسبة أسعار الأسهم إلى عائداتها، وهي نسبة تعتبر من المؤشرات الأساسية لتحديد قيمة الأسهم، 21.2 لشركات مؤشر ستاندارد آند بورز 500، ما يعني أن من يريدون أن يصبحوا مساهمين يدفعون ثمنا للسهم يفوق قيمة أرباحه بأكثر من 21 مرّة.

وتظهر الإحصاءات التاريخية، بحسب سام ستوفال، أن هذه النسبة يمكن أن تتدنى في أفضل الظروف إلى 19.7 في ظل معدلات تراوح بين 1.75% و2.25% على عشر سنوات. وقال الخبير «هذا يتناسب مع تراجع مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بنسبة 15%، ما يعني بالتالي أننا وسط عملية تصحيح».

وتابع «التاريخ يقول لنا أيضا إننا قد نتراجع بمعدل الضعف إلى -30%» إذا تدنت النسبة إلى 16.2، متوسّطها التاريخي في ظل معدلات فائدة مماثلة.  لكن التاريخ يحمل كذلك عزاء، إذ لفت الخبير إلى أنه «بعد عملية تصحيح، يعود المستثمرون بقوة ولا يتطلب الأمر أكثر من متوسط أربعة أشهر للعودة إلى التوازن».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
السودان.. الموسم الزراعي مهدد وخطر المجاعة يخيم على الأجواء
السودان.. الموسم الزراعي مهدد وخطر المجاعة يخيم على الأجواء
ارتفاع التضخم في أميركا قبل أيام من اجتماع الاحتياطي الفدرالي
ارتفاع التضخم في أميركا قبل أيام من اجتماع الاحتياطي الفدرالي
بعد «تيك توك».. واشنطن تتجه لحظر منصات تجارية صينية
بعد «تيك توك».. واشنطن تتجه لحظر منصات تجارية صينية
تقرير أميركي: عراقيل اقتصادية وجيوسياسية تمنع واشنطن من تقييد صناعة النفط الإيرانية
تقرير أميركي: عراقيل اقتصادية وجيوسياسية تمنع واشنطن من تقييد ...
الفيدرالي الأميركي يتجه لتغيير لهجته عن خفض الفائدة مع عودة التضخم
الفيدرالي الأميركي يتجه لتغيير لهجته عن خفض الفائدة مع عودة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم