دعت الحكومة الصينية شعبها إلى تخزين احتياطات غذائية، تزامنًا مع إجراءات مشددة عادت البلاد لفرضها في محاولة لاحتواء التفشي المحدود للوباء والأمطار الغزيرة؛ مما تسبب في ارتفاع أسعار سلع رئيسية، وأثار مخاوف بشأن نقص الإمدادات.

ونشرت وزارة التجارة، مساء الإثنين، إعلانًا على موقعها الإلكتروني قائلة: «ندعو العائلات إلى تخزين كمية معينة من المنتجات الأساسية لتلبية الاحتياجات اليومية وحالات الطوارئ»، بحسب «رويترز».

نقص الغذاء
ولم يحدد الإعلان سبب الدعوة أو ما إذا كان البلد مهددًا بنقص الغذاء، ولكن توجيه وزارة التجارة أثار القلق على وسائل التواصل الاجتماعي المحلية من أنه ربما يكون ناجمًا عن التوترات المتصاعدة مع تايوان.

 ونشرت وسائل الإعلام المحلية أخيرًا قوائم بالسلع الموصى بتخزينها في المنزل بما في ذلك البسكويت والمعكرونة سريعة التحضير والفيتامينات وأجهزة الراديو والمصابيح الكهربائية.

وعلق أحد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي الصيني الشبيه بموقع تويتر «Weibo»: «بمجرد ظهور هذه الأخبار، أُصيب جميع كبار السن بالقرب مني في السوبر ماركت بجنون الشراء».

تهدئة المخاوف
ودعت أيضًا الوزارة السلطات المحلية المختلفة إلى تسهيل الإنتاج الزراعي وتدفقه والإمداد ومراقبة مخزون اللحوم والخضار والحفاظ على استقرار الأسعار.

وتعطلت سلاسل التوريد بسبب الحجر الصحي في ذروة تفشي الوباء في مطلع العام 2020 في عدة أجزاء من البلاد وأُغلق عديد الطرق السريعة. وأجبرت الاستجابة العامة وسائل الإعلام الرسمية، اليوم الثلاثاء، على محاولة تهدئة المخاوف وتوضيح بيان الوزارة.

-  تباطؤ كبير للنمو الاقتصادي في الصين في الفصل الثالث من 2021
-  الصين تغلق جزئياً أحد أكبر مرافئ العالم بسبب كوفيد

وفي هذا الإطار، طالبت جريدة «إيكونوميك ديلي»، وهي جريدة مدعومة من الحزب الشيوعي، المواطنين بعدم الإفراط في الشراء، موضحة أن الغرض من التوجيه الحكومي هو التأكد من أن المواطنين لم يفاجؤوا إذا كان هناك إغلاق في منطقتهم.

فيما قالت جريدة الشعب اليومية إن الوزارة تصدر مثل هذه الإخطارات كل عام، لكنها أصدرت تعليماتها في وقت سابق من هذا العام بسبب الكوارث الطبيعية وارتفاع أسعار الخضراوات وحالات الإصابة بفيروس «كورونا المستجد».

استقرار الأسعار
وحث بيان الوزارة، في وقت متأخر يوم الإثنين، السلطات المحلية على القيام بمجهود لضمان الإمدادات واستقرار الأسعار، وإعطاء تحذيرات مبكرة بشأن أي مشاكل في الإمداد.

وتعد الصين أكبر مستورد للمنتجات الغذائية في العالم ما يجعلها عرضة لتداعيات اقتصادية للتوترات الدبلوماسية مثل تلك القائمة مع مورديها الرئيسين كالولايات المتحدة وكندا وأستراليا.

وذكرت الصحف الصينية أن أسعار 28 سلعة غذائية ارتفعت الشهر الماضي بنسبة 16% عن الشهر السابق، بالاعتماد على بيانات رسمية. ودعا الرئيس شي جينبينغ مواطنيه العام الماضي إلى التوفير، منددًا بهدر الطعام. 

وتعرضت الصين في تاريخها لفترات مجاعة، لا سيما في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات عندما تسبب نظام الملكية الجماعية للأراضي الذي فرضه النظام الشيوعي بعشرات ملايين الوفيات في الأرياف.

الوباء يفاقم الأزمة
وتعطلت سلاسل التوريد بسبب الحجر الصحي في ذروة تفشي الوباء مطلع العام 2020 في أجزاء عدة من البلاد وأُغلقت عديد الطرق السريعة.

ومع اقتراب موعد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في فبراير المقبل، تخشى الحكومة من تفشي الوباء من جديد، واتخذت إجراءات مشددة في الأسابيع الأخيرة بعد ظهور حالات تفشٍ متفرقة شمال البلاد.