أشاد صندوق النقد الدولي، اليوم الثلاثاء، بانتعاش الاقتصاد في منطقة اليورو الذي وصفه بالواسع والقوي، إلا أنه حذر من أن تدني معدل التضخم وهشاشة البنوك وخروج بريطانيا من منطقة اليورو (بريكست) لا تزال تشكل مخاطر كبيرة.

وقال الصندوق في تقريره السنوي بشأن دول المنطقة الـ19 إن «الانتعاش قوي حيث عاد النمو واستحداث الوظائف في العديد من دول المنطقة التي شهدت انتكاسات شديدة»، بحسب «فرانس برس».  إلا أن الصورة ليست وردية تمامًا؛ إذ إن الصندوق حذر من أن تحسن التوقعات على المدى القصير «تشوبه مخاطر انخفاض كبيرة».

وقال إن هذه المخاطر تتطلب «تحركات حاسمة» من الحكومات من بينها تبني إصلاحات أكثر صرامة، وفي بعض الحالات الإنفاق العام بشكل أكبر على المشاريع والاستثمارات التي تشجع النمو.  وأشار الصندوق إلى أنه نظرًا للتحديات المستمرة فإن السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي «يجب أن تبقى متساهلة حتى يتحقق ارتفاع مستمر في معدل التضخم» لتحقيق هدف البنك بالوصول إلى نسبة 2%.

وشدد على وجوب عدم التهاون في هذه الجهود حتى لو وصلت دول مثل ألمانيا إلى معدل التضخم المستهدف قبل الدول الأخرى بكثير، مؤكدًا أن معدل التضخم «لا يزال منخفضًا» بسبب ضعف نمو الرواتب وارتفاع معدلات البطالة في بعض الدول.

وتوقع الصندوق أن تحقق منطقة اليورو نموًا قويًا يصل إلى 1.9% في 2017 وأن يتباطأ هذا النمو في 2018 إلى 1.7%.  ودعا الصندوق حكومات منطقة اليورو إلى استغلال النمو الحالي في الاقتصاد لإصلاح الإنفاق العام وتنفيذ الإصلاحات وتحقيق اندماج أكبر لعملة اليورو.

وقال إن بين المخاطر التي لا تعرف عواقبها بعد الطلاق الوشيك بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي «الذي يمكن أن يؤثر سلبًا على الاستثمارات والاستهلاك» في عدد من دول منطقة اليورو.