Atwasat

«حوار مع البعد الثالث».. إطلالة على خصوصية المكان

طرابلس - بوابة الوسط السبت 01 يونيو 2024, 03:21 مساء
WTV_Frequency

حاول الفنان محمد التومي الإجابة عن سؤال كيف يصبح الفن أكثر محاكاة للواقع؟ في معرضه «حوار مع البعد الثالث» بنسخته الثانية في دار الفقيه حسن، الإثنين، موظفا مشاهداته اليومية لمظاهر الحياة البشرية بشكل عام، وبتركيز أكبر على البيئة المحلية.

وقد أمكن للتومي، وفق ما توافر له من عناصر وأدوات، استنطاق مجالين في معرضه «المظهر الطبيعي والمنجز الإنساني»، ليشكلا في النهاية أهم ركائز حوارية بُعده الثالث.

لمعرفة فلسفة هذه الحوارية ووجهة نظره، كان حديثنا مع الفنان محمد التومي على هامش افتتاحية المعرض، مجيبا عن رمزية مضمون لوحاته بالقول: «هي محاولة لتغيير نمط الرسم المسطح إلى بارز، ولو بنسبة بسيطة، باستخدام ورق الكرتون مع التدقيق في المقاسات. إلا أن العنصر الرئيسي في المسألة هو الاستمرار، حيث يتمكن الهاوي أو المقعد او المتقاعد أو من لديهم وقت فراغ، وما أكثرهم في ليبيا، من تكوين فكرة ما، والصبر لترجمتها عمليا».

الفنان محمد التومي يحاور البُعد الثالث في دار الفقيه حسن
معرض للتشكيلي محمد التومي بمدارس بني وليد

ويضيف: «أتمنى لمن تتاح له الفرصة أن يخوض التجربة، وألا يفكر كثيرا في الإخفاق، فالفشل لا يعني الخسارة في المطلق، إذ يمكن اعتباره مفتاحا للنجاح، وما أقصده تحديدا صنع علاقة مع الأدوات، وهي معادلة تنشأ بالممارسة، وتتحول إلى كيمياء خاصة بين الفنان واللوحة. يمكن الإشارة أيضا إلى مسألة الدقة في المقاسات، التي ستتطور وتصبح عادة، وينطبق ذلك على جميع الحرف المقاربة لهذا الاتجاه كالتطريز والتفصيل، وكذلك الجبس».

ويكمل التومي: «حاولت في هذه النسخة إضافة ما صافحته مخيلتي من ملامح المدن القديمة في ليبيا كالمداخل والشرفات والقصور القديمة الموجودة في جبل نفوسة، بالإضافة إلى بعض المقتنيات التراثية، وكذا الورود وأنواعها وأحواضها».

• أنت تهدف للمزج بين تاريخ المكان وهويته؟
نعم، ولكن للأسف انسلخنا عن كل ما له علاقة بهويتنا وتقاليدنا، ولك أن تعاين التقليعات الحديثة في الموضة تحت مسمى الحداثة، وتدرك حجم التشويه الذي طال الكثير من معالمنا كليبيين «فنوننا وألحاننا ولباسنا ومدننا التاريخية»، والشاهد عندما تمر من أي شارع في منطقة أو مدينة ليبية لا تشعر بالخصوصية، في المقابل حافظت الكثير من الدول على نمطها المعمارية وجماليته. أنا لست ضد الحداثة، ولكن في المدن التاريخية يتوجب النظر إلى المسألة بشكل مختلف. نحن نتحدث عن تاريخ ورمزية وعلامة توثق جذور وجودنا على هذه الأرض.

• توثيقك للمكان فنيا هل يقودك إلى التقيد بتفاصيله أم لك إضافاتك الخاصة؟
يرتبط الأمر فيما أظن بعملية الاندماج الفني، أي تحقيق أكبر قدر من التواصل الروحي مع العمل، مما ينتج عنه فيما يعرف ببصمتك أو توقيعك أو أسلوبك، الذي ينشأ بفعل الإضافات، واعتماد صيغة ما لفنك. وقد حاولت تأكيد هذه الفرادة أو الملاحظة في كثير من الدورات التي قمت بها لأكثر من 500 معلم ومعلمة في مختلف المدن الليبية، في صبراتة وترهونة وزليتن والخمس وتاجوراء، ولاقت هذه الجولات تجاوبا كبيرا من هذه الشريحة، وهي في المنظور المستقبلي لمتعلميها تصبح وسيلة للدخل عندما يجرى التعامل معها كتجارة، علاوة على قيمتها الفنية، فالتحف والمشغولات اليدوية وغيرها لها جمهورها ومسوقيها.

•  هل يمكننا الحديث عن صعوبات واجهتك في هذا المجال؟
بحكم أن مادة الكرتون متوافرة، فهذا يمثل عاملا مهما في إنجاز أي مشروع، ولكن يتطلب الأمر منك معرفة الأنواع المناسبة لتنفيذ العمل، من حيث السمك والصلابة والملمس واستجابته للألوان، وامتلاكك أيضا مهارة القياس والقص التي ستمتلكها مع الممارسة.

• ما المناظر التي شكلت مركز اهتمامك؟
الأبواب والشبابيك. كذلك مداخل البيوت القديمة التي اندثرت بعد أن قمنا بهدمها وإزالتها. لذا يفترض الالتفات إلى المدن الزاخرة بالمعالم الأثرية، والاهتمام بنظافتها، وترميم ما يمكن ترميمه.

• وهل تعتمد على الصورة أم المخيلة؟
كلاهما، فبعض الأماكن تتطلب النقل من الصورة، وبعضها أستدعيها من المخيلة، حيث إن الكثير من المعالم احتفظت بها ذاكرتي، وهي حصيلة زياراتي وجولاتي العديدة، كما في رحلتي إلى جبال أطلس، ورؤيتي نماذج القرى الأمازيغية القديمة الموجودة بالوديان ومصب الأنهار، وقبل ذلك مشاهداتي في غدامس ومرزق وبنغازي وغيرها.

«حوار مع البعد الثالث».. إطلالة على خصوصية المكان
«حوار مع البعد الثالث».. إطلالة على خصوصية المكان
«حوار مع البعد الثالث».. إطلالة على خصوصية المكان
«حوار مع البعد الثالث».. إطلالة على خصوصية المكان
«حوار مع البعد الثالث».. إطلالة على خصوصية المكان
«حوار مع البعد الثالث».. إطلالة على خصوصية المكان

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
فرقة ميتال نسائية من إندونيسيا تستعد لأكبر المهرجانات في العالم
فرقة ميتال نسائية من إندونيسيا تستعد لأكبر المهرجانات في العالم
«إنسايد آوت 2» يواصل تصدر شباك التذاكر
«إنسايد آوت 2» يواصل تصدر شباك التذاكر
توقيف المغنية رقية تراوري في إيطاليا
توقيف المغنية رقية تراوري في إيطاليا
أغنية ألمانية عن نبتة الراوند تغزو العالم
أغنية ألمانية عن نبتة الراوند تغزو العالم
مراوح جديدة لطاحونة «مولان روج» في باريس
مراوح جديدة لطاحونة «مولان روج» في باريس
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم