أعلن منظمو جوائز «غولدن غلوب»، الإثنين، التوصل إلى اتفاق مع شبكة «سي بي إس» التلفزيونية الأميركية يقضي بتوليها خلال السنوات الخمس المقبلة عرض حفلة توزيع هذه المكافآت السينمائية، مما يؤشر إلى انتعاش هذا الحدث بعد أزمة وجودية عاناها أخيرًا.

ووافقت «سي بي إس» من خلال هذا الاتفاق على أن تخصص شاشتها على المدى الطويل لعرض هذا الحدث، الذي يحاول منظموه محو الصورة التي تكونت عنه بفعل الاتهامات بالعنصرية والفساد، بعدما تولت المحطة نقله في يناير الماضي، وفقًا لوكالة «فرانس برس».

وقال جاي بينسكي، أحد المسؤولين الجدد عن «غولدن غلوب»: «نحن فخورون جدًا بقدرتنا على الاستمرار في الاعتماد على شبكة (سي بي إس) في عرض حفلة توزيع الجوائز». وأضاف: «لقد دافعت شبكة (سي بي إس) عن جوائز غلوب خلال مرحلة بالغة الصعوبة، وفهمت قيمتها».

وتولت «إن بي سي» سابقًا عرض حفلة توزيع جوائز «غولدن غلوب» التي اعتُبِرت طويلاً نقطة انطلاق أساسية للأفلام الطامحة إلى الفوز بجوائز الأوسكار.
لكن هذه المحطة التلفزيونية فسخت شراكتها مع «غولدن غلوب» في ضوء الفضائح التي طالت هذا الحدث، بعدما كشفت جريدة «لوس أنجليس تايمز» العام 2021 عدم وجود أعضاء سود في رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود (HFPA) التي كانت تتولى حينها تنظيم «غولدن غلوب» واختيار الفائزين بها، مشيرة إلى أن أعضاءها كانوا يقبلون هدايا فخمة من الاستوديوهات.

-«أوبنهايمر» يحصد أبرز جوائز النقاد «كريتيكس تشويس أووردز»
-وسائل إعلام أميركية: فوز غلادستون بجائزة «غولدن غلوب» تاريخي

أدى ذلك إلى أزمة واسعة النطاق هددت في السنوات الأخيرة وجود الحدث ومكانته بالنسبة لهوليوود. ولمحو صورة هذه الفضائح من أذهان الجمهور، حُلّت هذه الرابطة، وبيعت حقوق الجوائز لمستثمرين من القطاع الخاص، وجرى تنفيذ مجموعة إصلاحات هدفت إلى تعزيز التنوّع في الهيئة الناخبة، وتحسين التزامها الأخلاقي.

وبعد مقاطعة هوليوودية تامة لحفلة 2022، بدا بعد ذلك أن الأوساط السينمائية طوت الصفحة السوداء، فعلى الرغم من استمرار غياب قلّة من الوجوه البارزة، شهدت حفلتا غولدن غلوب سنتَي 2023 و2024 عودة كثيفة للنجوم، في مقدمهم ستيفن سبيلبرغ وميشيل يو ومارغو روبي.

ويتضمن الاتفاق الجديد مع الشبكة عرض حفلة توزيع الجوائز على منصة البث التدفقي «باراماونت +».
وقد تكون نسبة المشاهَدة العالية التي حققتها «سي بي إس» بفضل عرضها حفلة «غولدن غلوب» هذا السنة من العوامل التي شجعتها على الاتفاق مع المنظمين على تولي المهمة في السنوات الخمس المقبلة، إذ شهدت انتعاشا على صعيد نسبة المتابعة التلفزيونية باستقطابها 9 ملايين و400 ألف مشاهد، بعد مستوى انخفاض تاريخي العام 2023 بلغ 6 ملايين و300 ألف مشاهد.