احتفى جهاز إدارة المدينة القديمة طرابلس في حفل توقيع، الثلاثاء، بإصدار أربعة كتب تاريخية تبحث في هوية المدينة وتاريخها ومعالمها وهي (ذكريات وأحاديث طرابلسية) للكاتب المبروك فنقه، و(يا طرابلس يا عزيزة عليا) للدكتور عبدالله سويد، و(نفحات طرابلسية في التاريخ والعمران) للباحث سعيد حامد، و(الموثق من الشواهد التاريخية في مدينة طرابلس) المؤرخ سالم شلابي.
استعراض بعض ما حوته طرابلس
حول كتابه (نفحات طرابلسية) أشار الباحث سعيد حامد في كلمة بالمناسبة إلى محاولته في هذا الإصدار استعراض بعض ما حوته طرابلس من الآثار وجزء من تاريخها وصناعتها التقليدية والحياة الاقتصادية بها وهي في العموم أي مادة الكتاب مجموعة من الدراسات والبحوث كتبها منذ سنة 1974.
وتحدث الدكتور عبدالله سويد عن كتابه (يا طرابلس) موضحًا أنه قراءة توضيحية وكشف معرفي وإطلالة علمية وتاريخ إنساني تناوله عبر 240 صفحة، يقتفي أثر ما توارد عن طرابلس القديمة من أخبار وما وقع فيها من حروب وفتن وثورات، وما دوَّنه الرحالة والمؤرخون عنها. كما يحوي الكتاب رصدًا لطفولة وشباب الكاتب وذكرياته فيها.
وعلى نحو بحثي توقف الكاتب المبروك فنقه في كتابه (ذكريات وأحاديث) عند مراحل مهمة مرت بها ليبيا، منها ما هو في التاريخ القديم زمن الفينيقيين والرومان، وأخرى في التاريخ الوسيط الذي الذي أطلق عليه عصر القوة البحرية وشاركت فيه الامبراطورية العثمانية التي أنهك أسطولها البحري القوي أساطيل أوروبا التي كانت تجوب البحار حيث ليبيا إحدى ضحايا.
وأضاف فنقه أن الكتاب يُعنى كذلك بتاريخ التنظيمات الإدارية بمدينة طرابلس وكذا العمارة والثقافة والأسواق والحمامات، إضافة للتقاليد والعادات الاجتماعية والمناسبات التي يهتم بها الأهالي.
وتطرق المؤرخ سالم شلابي في كتابه (الموثق من الشواهد التاريخية) إلى مسار أعمال التوثيق التي تجري بطريقة النقش على الصخور والقطع الرخامية والممر، حيث عرف هذا النوع من التوثيق منذ أقدم العصور ونماذجه في ما خلفه الرومان في لبدة، والإغريق في شحات وغيرها من المدن الإغريقية على الساحل الليبي، وصولًا إلى العهد العثماني حيث أعطى سلاطينهم في طرابلس لهذا النوع من التوثيق اهتمامًا خاصًا باللغتين العربية والتركية.
وعمل شلابي على إبراز الجانب الفني لهذه النقوش والشواهد التي نصبت على أضرحة وقبور الولاة وأصحاب المناصب والوظائف، ورياس البحر وزوجاتهم.
كذلك اللوحات المقامة على جدران بعض الأبنية الدينية كالمساجد والمدارس القرآنية والزوايا.
ومن جانبه، أثنى رئيس جهاز إدارة المدينة القديمة المهندس محمود النعاس على الجهود التي بذلها البحاث والكتاب لإبراز جماليات المدينة وتاريخها الاجتماعي والسياسي.
واختتم الأمسية بحفل توقيع للكتاب وسط جمهور غفير من أصدقائهم ولفيف من الصحفيين والإعلاميين والمهتمين بشؤون التاريخ والثقافة.
تعليقات