Atwasat

المسرح والسينما والتشكيل ثلاثية «بصرية» تضيء سماء ليبيا في 2023

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 27 ديسمبر 2023, 07:21 مساء
WTV_Frequency

نجحت فنون المسرح والسينما والرسم، في ليبيا، في التعبير عن المواضيع المتباينة والتي استطاعت استحضار المشاعر، وحققت نجاحات عالمية وعربية ومحلية.

فبما يلي نستعرض أبرز محطات الحراك السينمائي والمسرحي والفن التشكيلي :

الفنون التشكيلة ترسم ملامح الأمل
المشهد التشكيلي في ليبيا شهد تنوعاً كبيراً وتعدداً في الأساليب والرؤى التى عبر عنها عشرات الفنانين خلال معارضهم الفردية أوالجماعية، التي تناولت مواضيع متباينة بين الشخصي والعام، ومنها التي جسدت الأزمات السياسية والاجتماعية بشكل فني معبر ومستشرف للغد أملا وترقبا، متمثلا قول سلامة موسى: «إن اإلنسان لا يستجمل العالم وكائناته إلا بقدر ما في نفسه من جمال»، وإذ يعجز المفكرون والفلاسفة غاالبا عن اقتناص رؤية محددة للجمال على قول أرسطو، إلا أن الفنون البصرية الـ«متميزة» تفعل.

وآخر هذه المعارض جاء معرض الفنانة التشكيلية جميلة رزق الله تحت «درنة عقب الكارثة» الذي استضافته دار الفنون بطرابلس، برعاية السفارة الألمانية.

عن درنة أيضا أقيم في مطلع شهر ديسمبر الجاري معرض «دارنس» في دار حسن الفقيه حسن، تحت شعار «لا تنسوا درنة» بمشاركة نخبة من الفنانين والمصورين الليبيين وبمشاركة مركز إضافة لذوي الاحتياجات الخاصة وبمشاركة الجمعية الليبية لمتلازمة داونِ.

وتنوعت المعارض التي أقيمت في فضاءات ثقافية منها بيت اسكندر للفنون والثقافة بالمدينة القديمة، ورواق دار الفنون بمدينة طرابلس، ودار حسن االفقيه حسن، ودار كريسته، والجمعية الليبية للفنون التشكيلية، ومقر وزارة الثقافة، وكلية الفنون والعمارة في درنة قبل أن يجتاحها إعصار درنة.

كما تنوعت أهداف المعارض وخصص البعض منها للأطفال، ومنها معارض التصوير الضوئي. 

ثلاثة أفلام ليبية تشارك في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بالجزائر (صور)
بازينة والعابد ينجزان أكبر جدارية زجاجية في ليبيا

وتمكنت فنانتان ليبيتان من رسم جدارية فسيفسائية احتضنتها أروقة المعهد العالي لتقنيات الفنون، وهما التشكيليتان مريم بازينة ونادية العابد.

وقام فنانون ليبيون بإنجاز أطول لوحة محليا وعربيا، بعرض مئة وعشرين سنتيمتر وطول ثمانية أمتار، وتعتبر بذلك الأطول على المستوى الليبي والعربي، وهم محمد الخروبي وصبري سلطان ومحمد بركة، برعاية بيت اسكندر للفنون، وجهاز إدارة المدينة القديمة، ومنظمة طرابلس القديمة. 

كما شهد العام 2023، افتتاح قسم لترميم الآثار بالمعهد العالي لتقنيات الفنون طربلس، لأول مرة في ليبيا.

وشهد مشاركات فنانين ليبيين بأعمالهم خارج البلاد في عديد المعارض العالمية والعربية، ومنها مشاركة الفنانة التشكيلية مريم الصيد بتظاهرة فنية بفرنسا، نظمتها مجلة «مجلة رؤى للفنون الملكية».

 وحاز الرسام الليبي فيتوري روبيك على جائزة «ماستر الأفريقية» للرسم بقلم الحبر الجاف، وصنُف حسب مجلة «جوبال ارت» بالترتيب (11) وهو تصنيف عالمي خاص برسامي الحبر الجاف.

السينما والمسرح ينطلقان بنجاح ملحوظ
على الرغم من تأجيل فعاليات مسرحية عديدة، إلا أن الفنون استطاعت تحقيق ذاتها وتخطي أزمات الأوضاع الراهنة وتحقق نجاحات فنية، بأبهى صورة وكان آخر هذه الفعاليات نجاح الدورة الثانية عشرة للمهرجان الوطني للفنون المسرحية، والتي جاءت تحت عنوان «غدا سيزهر الليمون»، التي نُظمت على خشبة ثلاثة مسارح في طرابلس ومصراتة، وجمعت رواد المسرح وممثلين من 11 مدينة من كل أنحاء ليبيا على مدى عشرة أيام، إضافة إلى الورشات والندوات الثقافية التي أجريت على هامش المهرجان.

وشارك في المهرجان أكثر من 60 مسرحيا وفناناً، إلى جانب تسجيل مشاركة العشرات من المخرجين والمؤلفين الليبيين.

-المسرح الليبي يعود بعد غياب نافضا غبار الخلافات السياسية

وانتظمت في مدينة بنغازي، أغسطس الماضي، فعاليات «مهرجان بنغازي للفنون المسرحية» في دورته الأولى تحت عنوان (دورة الفنان الراحل فرج الطيرة).

وإلى جانب العروض المسرحية شهد العام مهرجانات فنية وشعبية عديدة منها مهرجان الشهامة للفروسية بسبها، ومهرجان ملاقاة الربيع في دورته الثامنة تحت شعار«تراثنا هويتنا» والتي عبرت عن تلاحم الليبيين ووحدتهم شعبا وترابا وتضحياتهم اعتزازا بتاريخهم، ومهرجان أوباری للفروسية والميز الشعبی.

وفي مطلع العام انطلقت فعاليات مهرجان سبها الثقافي في دورته الثانية، تحت شعار «سبها بكل الألوان»، والذي أشرفت عليه منظمة «شغف للحوار والمناظرة»، والمهرجان كان ليوم واحد تخلله العديد من الفقرات، منها الفنية والثقافية.

كما تحصلت مسرحية «الوصيد» لفرقة المسرح الجامعي بجامعة بنغازي، في مستهل العام، على ثلاث جوائز في مهرجان المونولوج بالقيروان بدورته الثالثة والعشرين، حيث نالت الفرقة جائزة الترتيب الأول لأفضل عرض متكامل، وجائزة أفضل ممثل للطالب مروان العبار، وجائزة أفضل مخرج للأستاذ توفيق قادربوه.

الأفلام الوثائقية تحقق المعادة الصعبة
استطاعت الأفلام القصيرة والوثائقية، تحقيق المعادلة الصعبة والتغلب على الظروف المحيطة وقلة الدعم، وحققت نجاحات ملحوظة، وشهد العام الجاري مشاركة أفلام ليبية في مسابقات رسمية دولية، ومنها مشاركة ثلاثة أفلام في مهرجان عنابة الجزائري، اثنان منها جاء ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية وهما «حقوق تائهة، وأصدقاء الجبل»، والثالث ضمن فئة الأفلام الروائية وهو فيلم «أثر».

فقد شارك الوثائقي القصير «باب رزق» ضمن قائمة الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية في العديد من المهرجانات الدولية.

وشارك الفيلم القصير «القصيدة السوداء»، في الدورة الثانية لمهرجان الباطنة في سلطنة عمان، وجرى تصويره في مدينتي مصراتة والخمس، وأخرجه «سيف الدين الهمامي»، وإنتاج شركة برانويا للإنتاج الفني، وتنفيذ شركة سلم للإنتاج الفني والإعلامي، وشارك فيه الممثلون محمد العموري ويوسف عفط وكنان يوسف وزهرة صافي، والنص والتعليق للشاعر «يوسف عفط» .

كما اختارت إدارة مهرجان أفلام صناع الإعلام الحضري (UMFF) العالمية مسلسل «حلقات القودية (قصة جوديا)» للمخرج الليبي مؤيد زبطية في المسابقة الرسمية لأفضل خمس مسلسلات هذا العام، وهي أربعة مسلسلات أميركية والمسلسل الليبي. 

انطلاق فعاليات مهرجان أيام سينمكنة للأفلام الشعرية بمشاركة ليبية وحضور فلسطيني

فيما تحصّل الفيلم الليبي «الباروني» للمخرج الليبي أسامة رزق أهم جوائز مهرجان مهرجان السينما والهجرة الدولي في مدينة وجدة بالمغرب، حيث نال جائزة الإخراج (أسامة رزق) والسيناريو (عزة شلبي) والتمثيل (ربيع القاطي). 

وتحصّل الفيلم الوثائقي الليبي «حقوق تائهة» للمخرج محمد مصلي على ثلاث جوائز في الشهور الأخيرة من العام الجاري، وهي جائزة «العدالة والسلام» بمهرجان مينا الدولي للأفلام (MSFF -The Hague) المقام في مدينة لاهاي‬⁩ بهولندا‬⁩، وجائزة الخلال الذهبي، لأفضل فيلم وثائقي بـالمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي والروائي القصير بـ«مدنين» ‎بدورته التاسعة، وجائزة لجنة التحكيم بمهرجان سينما المرأة والطفل الدولي بمسقط، تنظيم الجمعية العمانية للسينما.

درنة الزاهرة والحاضرة في قلوب المبدعين
ويأتي الأمل متلحفا عباءة الرجاء بغدٍ أكثر إشراقا تستحقه ليبيا وشعبها ومثقفوها، ويستحقه فنانوها وأدباؤها الذين يسعون لتجاوز المحن التي مرت على الشعب الليبي بالفن (صورة وكلمة وموسيقى)، بداية من اللاستقرار السياسي إلى الكارثة المدمرة، والتي تمثلت في إعصار دانيال، الذي ضرب المنطقة الشرقية، فترك أثره الباقي على معالم كثيرة من مدينة درنة التي إما تضررت أو دمرت، ومنها بيت ثقافة درنة الذي لم يبق منه إلا جذع نحلة، كما فقدت درنة شعراء وكتاب ومنهم الشاعر مصطفى الطرابلسي، والكاتب سمير الشويهدي، والمناضل عزالدين بوخنة، والدكتور خالد عبدآلة، والأستاذ يحيى الميسوري.

وأقيمت لأجل درنة عديد الفعاليات الشعرية، والمسرحيات، والمعارض الفنية، والتي خصص عائد البعض منها لإعادة اإعمار لتستعيد «درنة الزاهرة» سحرها القديم.

كما فقدت الساحة الفنية تفقد أحد نجومها الرواد وهو «نوشي خليل»، ووفاة الفنان الكبير عبدالنبي المغربي بعد صراع مع المرض ، وأيضا وفاة المخرج التلفزيوني يحيى جرناز.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
انطلاق الدورة الأولى لمهرجان «بردية» لسينما الومضة وفلسطين ضيف الشرف
انطلاق الدورة الأولى لمهرجان «بردية» لسينما الومضة وفلسطين ضيف ...
المخرجة نادين لبكي: علاقتي بمهرجان كان «عائلية تقريبا»
المخرجة نادين لبكي: علاقتي بمهرجان كان «عائلية تقريبا»
المدّعون يسعون إلى صدور إدانة جديدة لهارفي واينستين
المدّعون يسعون إلى صدور إدانة جديدة لهارفي واينستين
البرلمان الفرنسي ينشئ لجنة تحقيق بالاعتداءات الجنسية في السينما
البرلمان الفرنسي ينشئ لجنة تحقيق بالاعتداءات الجنسية في السينما
سويسرا ضيفة الشرف في سوق الأفلام خلال مهرجان كان
سويسرا ضيفة الشرف في سوق الأفلام خلال مهرجان كان
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم