Atwasat

«سيدتي أنا» نسخة مصرية جديدة لرواية «بجماليون» على المسرح القومي

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 29 أغسطس 2023, 08:07 مساء
WTV_Frequency

يُستأنف عرض مسرحية «سيدتي أنا» المقتبسة عن نص برنارد شو، للمخرج المصري محسن رزق، اليوم الثلاثاء على خشبة «المسرح القومي» بالقاهرة والتي بدأ عرضها منذ مايو الماضي.

وجرى إجراء تعديلات عديدة على مشاهد العرض وحواراته طوال الأشهر الثلاثة الماضية بناء على طبيعة تفاعل الجمهور معها، بحسب تصريحات صحفية سابقة لرزق، حيث تدور أحداثه في قالب موسيقي استعراضي، وبطلها شخصيتا آدم هنري؛ عالم الصوتيات الذي يكره النساء، وصديقه الباحث مستر بيكو الذي يسعى إلى تحويل «ليزا» بائعة الزهور لسيدة مجتمع عبر تعلمها أصول الحديث والإيتيكيت.

يلتزم رزق بسير الأحداث كما تضمّنها النص الأصلي الذي نُشر العام 1912، وعُرض في المسرح بعد عام واحد، وأثارت حينها جدلًا واسعًا بسبب انتقاده لمسائل عديدة منها التمييز الطبقي في المجتمع البريطاني، بعد تحويره للقصة التي تحتفظ بها الميثولوجيا الإغريقية.

 110 أعوام على خشبة المسرح العالمي
منذ نحو 110 أعوام شهدت خشبة المسرح العالمي عرضًا مسرحيًا أحدث ضجة في الأوساط الفنية والثقافية، إذ انتقد الكاتب الإيرلندي الشهير جورج برنارد شو، التصنيف الطبقي للمجتمع من خلال قصة «بجماليون»، هذا الاسم المقتبس في الأساس من أسطورة يونانية.

نجاح القصة ذات المغزى الاجتماعي جعلها تجوب مختلف دول العالم بإصدارات مختلفة، وجرى تحويلها لفيلم سينمائي بعنوان «سيدتي الجميلة» أو «my fair lady»، العام 1964، بطولة أودري هيبورن وريكس هاريسون، حاز على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم، لتعرف طريقها بعد ذلك إلى خشبة المسرح المصري في أكثر من عمل أشهرها «سيدتي الجميلة» للراحلين فؤاد المهندس وشويكار، وأخيرًا مسرحية تحمل الاسم نفسه للنجم أحمد السقا والفنانة ريم مصطفى.

ويؤدي شخصيات المسرحية كل من الممثلين: داليا البحيري ونضال الشافعي وفريد النقراشي ومحمد دسوقي ونشوى حسن وأمينة سالم، بينما كتب أشعار العمل عادل سلامة وألّف الموسيقى محمود طلعت، وأُسند تصميم الديكور إلى حمدي عطية، وتصميم الملابس إلى مروة عودة، وتصميم الاستعراضات إلى مصطفى حجاج، وتصميم الغرافيك إلى جون بهاء.

 قصة نحّات وقع في غرام تمثال المرأة
رغم اتكاء عدد من النصوص المسرحية على أسطورة «بجماليون»، التي تروي قصة نحّات وقع في غرام تمثال المرأة الذي نحته، حيث تعدّدت وجهات نظر الكاتب الإيرلندي برنارد شو أو الكاتب المصري توفيق الحكيم أو الكاتب الإيراني صادق هدايت، حول الصراع بين الفن والحياة.

وتعدّدت أيضًا المعالجات الإخراجية لها، وتحميلها إسقاطات مختلفة على الواقع، بحسب الثقافة التي نُقلت إليها، حيث ذهبت بعضها إلى طرح الصراع الطبقي والتمييز العنصري وفساد السلطة والمجتمع وغيرها من القضايا في انزياح على مستوى الحدث أو القصة مع الاستفادة من حبكة العمل وشخصياته الأساسية.

أكد المخرج المصري محسن رزق أن مسرحية «سيدتي أنا» تعيد تقديم النسخة الأصلية لرواية جورج برنارد شو، في إطار غنائي موسيقي استعراضي، قائلًا: «وجدت أنها تتناسب مع الوقت الحالي، هي بعيدة تمامًا عن النسخة المصرية التي سبق أن قدمها الكاتب الراحل بهجت قمر رفقة الفنان الراحل فؤاد المهندس وشويكار».

تحديات وصعوبات
واجه المخرج محسن رزق العديد من التحديات في أثناء التحضير للمسرحية، موضحًا أن التحدي الأكبر يتمثل في عرضه على خشبة المسرح القومي العظيم، الذي سبق أن وقف عليه كبار نجوم الوطن العربي، وبالتالي لا بد أن نقدم عملًا محترمًا يليق بهذا المسرح، كما أن الظروف الإنتاجية الصعبة شكّلت تحديًا خاصًا، حاولنا تجاوزها بمساعدة فريق العمل، منهم الشاعر عادل سلامة والموسيقار محمود طلعت، ديكور حمدي عطية، الجرافيك جون بهاء، مصمم الاستعراضات مصطفى حجاج، بالإضافة لنجوم العمل، ونجوم المسرح القومي.

جدل ومقارنة
أثارت المسرحية الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعدما طرحت أخيرًا مسرحية تتناول القصة نفسها بعنوان «سيدتي الجميل» للفنان أحمد السقا والفنانة ريم مصطفى، لكن المخرج محسن رزق أكد في تصريحات صحفية أنه لا يوجد أي جدل في هذا الشأن، إذ إن الفن يعتمد على وجهات نظر، وهناك تجربة عظيمة تعد من أيقونات المسرح، هي «سيدتي الجميلة» للراحلين فؤاد المهندس وشويكار، لكن هذه التجربة كانت ملائمة في وقتها وحققت نجاحًا باهرًا، وبالتالي كان من الصعب إعادة طرح النسخة المصرية لأنه جرى تمصيرها بالفعل من خلال هذه المسرحية، والجمهور ارتبط بهذا العمل، كما أن المقارنة ليست في صالح العرض الحديث.

وأضاف رزق أن العرض الجديد قائم على الإبهار ويتضمن الكثير من عمليات الجرافيك التي تُقدم لأول مرة في البيت الفني للمسرح، موجهًا الشكر لرئيس قطاع الإنتاج الثقافي خالد جلال ومدير عام المسرح القومي الفنان إيهاب فهمي،  لأنهما تفهما الفكرة ورحبا بها، مشيرًا إلى أنه لا بد من مشاهدة التجربة وتقييمهما قبل الهجوم، لأن هذا مجهود فريق كامل.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ألبوم «مرا» للتونسية آمال المثلوثي.. نسوي بالكامل
ألبوم «مرا» للتونسية آمال المثلوثي.. نسوي بالكامل
الفنانة الانطباعية ماري كاسات
الفنانة الانطباعية ماري كاسات
السينما السودانية تلفت الأنظار إلى الحرب المنسية
السينما السودانية تلفت الأنظار إلى الحرب المنسية
المتاحف الفرنسية تبحث في أصول قطع أثرية أفريقية نُهبت خلال مرحلة الاستعمار
المتاحف الفرنسية تبحث في أصول قطع أثرية أفريقية نُهبت خلال مرحلة ...
إطلاق اسم الفنان الجزائري إيدير على حديقة في باريس (فيديو)
إطلاق اسم الفنان الجزائري إيدير على حديقة في باريس (فيديو)
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم