- راديو الوسط
| - |
- جريدة الوسط
| - |
- قناة الوسط
| - |
- الأحد 28 / أبريل / 2024|
نظم المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية، أمس الأربعاء، بقاعة المجاهد بطرابلس، جلسة حوارية حول كتاب «مجلة ليبيا المصورة» للدكتور الباحث المختار الطاهر كرفاع، في إطار النشاط الثقافي الأسبوعي للمركز، قدم الحوارية وأدارها الدكتور علي الهازل.
قال الدكتور مختار الطاهر كرفاع، إن «علاقته بمجلة ليبيا المصورة (1935-1940) ترجع لسنوات دراسة تاريخنا المعاصر، حيث لاحظ اهتمام البحاث بالمجلة كأحد مصادر فهم التأثيرات الثقافية والأحوال الاقتصادية في المجتمع الليبي زمن الاحتلال الإيطالي.
عوامل ظهور المطبوعة
وعن عوامل ظهور المطبوعة، أوضح كرفاع في الندوة أن تولي الجنرال الإيطالي إيتالو بالبو حاكماً على ليبيا 1934، قاده لتبني سياسة تختلف عن سابقيه، وهي محاولة دمج الليبيين في المجتمع الإيطالي عبر مجموعة من الأساليب منها احتواء المؤسسة الدينية بالإشراف عليها والوقف التابع لها، وتعيين معلميها، وكذا فرض الثقافة الإيطالية من خلال نظام تعليمي ممنهج وخلق منظمات شبابية هدفها غرس الفكر الإيطالي.
- كتاب «مجلة ليبيا المصورة» في حوارية المركز الليبي للمحفوظات
محاولة لحجب الحقيقة
على خلفية هذه العناصر والأسباب، أشار كرفاع إلى توجه بالبو إلى إيجاد وسائل إعلامية دعائية ناطقة بلغة أهل البلد هدفها تحسين صورته ونظامه الفاشي ورسم أفق مستقبلي لما ستكون عليه ليبيا لاحقا،
وكانت مجلة ليبيا المصورة إحدى هذه الوسائل، ومن جانب آخر وجدت فيها بعض النخب المحلية رؤية مغايرة للانسلاخ إذ جهدت على إبراز ملمح وهوية البلد ومنع ذوبانها في الهوية الوافدة.
أبحاث مسكوت عنها
ويرى كرفاع أن دراسته للمجلة وزمن صدورها تدخل ضمن الأبحاث المسكوت عنها خصوصا خلال الفترة التي أعقبت نهاية المقاومة المسلحة ضد الغزو الإيطالي 1931وتنتهي بإعلان الاستقلال1951، مستشهدا بما ذكره الراحل خليفة التليسي «أن الذهاب في هذا الاتجاه يعد ضربا من المجازفة والمغامرة غير المأمونة بحكم الحساسيات المترتبة عليها، وبذا تحجب الحقيقة ويموت التاريخ»، ولكنها، بحسب تعبير كرفاع، محاولة لالتماس الطريق وسط حقل من الألغام الاجتماعية.
«حتحات على مافات»
ويرى المحاضر من وجهة نظره أن بعض الفئات قبلت الاستعمار ليس من باب الخيانة بقدر ما كان إدراكا لحيثيات الواقع، وبالتالي تقتضي الحكمة التعامل مع المحتل حفاظا لما يمكن الحفاظ عليه، لذا سيجد القارئ للدراسة صورا عديدة لشخصيات كان لها دور بارز في التعامل مع المستعمر ، ثم برزت لاحقا على الساحة الوطنية خلال عهد الإدارة البريطانية والاستقلال حيث تقلدت مناصب سيادية في الدولة الليبية الوليدة تطبيقا للشعار الذي رفعه الملك إدريس السنوسي «حتحات على مافات».
وحاور المحاضر في مادة الكتاب كل من الدكتور محمد الجراري رئيس مركز المحفوظات، والرويعي قناو، وأحمد نجم، وفاتح قدارة. وتطرق النقاش إلى عديد الملاحظات المعنية بطبيعة الدراسة وما يتعلق بإشكالية العلاقة بين الموضوعية والحقيقة التاريخية، والعناصر المكملة لخصوصية البحث وفترته الزمنية.
تعليقات