ألقت الشاعرة والخطاطة، فريال الدالي، محاضرة بالمركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية، أدارها الباحث علي الهازل تناولت، فيها سيرة شيخ الخطاطين أبوبكر ساسي ورحلته مع علوم القرآن والخط العربي.
وعرض على هامش الأمسية معرض، أعدته المحاضرة لوثائق تضم جانبا من أعمال الشيخ وشهادات التقدير والأوسمة المتحصل عليها، عرفانا بدوره في ترسيخ الخط العربي وحفظ القرآن الكريم.
- في مثل هذا اليوم رحل شيخ الخطاطين أبوبكر ساسي المغربي
وأشارت الدالي في حديثها إلى أن الشيخ المولود 1917 تعلم القرآن وحفظه على يد نخبة من المحفظين، منهم الشيخ مختار حورية وغيره حتى أتم حفظه في سن الثالثة عشر، ثم وجد نفسه متطلعا للتوسع في دراسة علوم القرآن وأحكامه، وكان يستمع إلى آذان يشده وهو صوت الشيخ حسن شاهين بمسجد أحمد باشا، حتى أصبح تلميذا عنده يتلقى أصول التجويد والقراءة، ثم الشيخ علي الغرياني بجامع ميزران والذي تعلم منه أيضا علوم الفقه والعبادات.
فضاء الأزهر
وواصلت بالقول إن الشيخ كان حريصا على التشرب والإلمام بكل ما يتعلق بعلوم القرآن حتى أنه كان في اليوم الواحد يذهب لأكثر من مسجد، ومع حلول سنة 1936 وبدافع وتشجيع من إخوته سافر إلى الأزهر في مصر لطلب العلم في عمر التاسعة عشر.
وأوضحت أنه بحكم شغف الشيخ الشاب آنذاك بالخط العربي، اتجه إلى أهم أعمدته الخطاط سيد إبراهيم ليضع بين يديه نماذج من أعماله، وكانت نتيجة إعجابه أن وجه الخطاط الشاب إلى مدرسة تحسين الخطوط الملكية سنة 1937 ليتخرج فيها سنة 1941، وتلقى المغربي في هذه المدرسة أصول فن الخط العربي من كبار فنانيه مثل عبدالعزيز الرفاعي ومحمد مكاوي ومحمد حسني البابا.. وغيرهم.
وتوقفت عند فترة رجوعه إلى ليبيا سنة 1943، إذ اشتغل الشيخ بالتدريس وممارسة فن كتابة الخط الصحفي لعدد من المطبوعات والجرائد مثل «طرابلس الغرب» و«الحرية».. كما كان حاضرا في مشهد الحراك الوطني آنذاك المنادي بالاستقلال من الوجود الإيطالي والبريطاني، عبر كتابته لللافتات التي يشرف عليها حزب المؤتمر ويوزعها على مناطق وقرى الدواخل.
أبوبكر ساسي
وأردفت الدالي أنه في فترة الاستقلال خمسينيات القرن الماضي عين الشيخ خطاطا للقصر الملكي، وهو ما أعطاه فرصة تقديم مقترح لتأسيس معهد لتعليم الخط العربي، لكن الإجراءات لم تستمر في اتجاه الإنشاء، وفي موازاة ذلك استمر الشيخ أبوبكر ساسي في تعليم القرآن وعلومه ومقرئا في إذاعة القرآن الكريم، ثم تولى رئاسة وحدة المقرئين سنة 1966.
وأضافت أن محاولات أبوبكر ساسي توجت بإنشاء المعهد سنة 1976 على الرغم من كثرة العراقيل التي اعترضت طريق تحقيقه. وتناولت فريال كذلك جهود الشيخ فيما عرف بمصحف «الجماهيرية» سنة 1984 وكان أول مصحف على المستوى الإقليمي بخط النسخ برواية قالون وبرسم ابي عمرو الداني.
تعليقات