أنهى الأكاديمي والمترجم نجيب الحصادي، ترجمة كتاب «الكراهية والسياسة والقانون» الصادر باللغة الإنجليزية عن منشورات جامعة «أكسفورد» سنة 2017، حيث يؤمن الكتاب تقصيا نقديا وتقويما للافتراضات الأساسية، والمُثل، والأجندات العاملة وراء المكافحة الحديثة للكراهية، وفقا للمترجم.

وأوضح الحصادي أنه في هذا الكتاب «تتقصى مجموعة من الباحثين في مجالات الفلسفة، وعلم الجريمة، والعلوم السياسية، والقانون، وعلم النفس، وعلم الاجتماع هذه الأسئلة وتطرح نطاقا من المنظورات التفسيرية والمعيارية لما يكون على المحك في العلاقة الشائكة بين الكراهية والديمقراطية الليبرالية»، وفقا لما نشره عبر صفحته على موقع «فيسبوك».

وأضاف: «فيه يُكشف عنه أنه على الرغم من مُكنة أن تكون الحرب على الكراهية شريفة وتخدم نوايا حسنة، فإنها مترعة بالتناقضات، والمفارقات، والشواغل غير المحسومة والمفتوحة للنقاش. وهو يخلص إلى قيام علاقات مركبة ودقيقة بين الكراهية، والسياسة، والقانون، وإلى تبصر يرتبط عادة بمن يدعمون تشريع الكراهية مؤداه أن هناك علاقة توتر عميقة بين الكراهية والسياسة الديمقراطية».

قيم التسامح
ولفت المترجم إلى أن الكتاب «يطرح ويحاول الإجابة عن تساؤلات من قبيل: ما الافتراضات المعيارية، والجذور الأيديولوجية، والوعود، والقيود، والنقاط المعتمة في الحرب الحديثة ضد الكراهية؟ متى ولماذا شُرعن تجريم الكراهية؟ وما المقصود من وصف فعل أو قول ما بأنه مكروه؟ وكيف يرتبط الاستخدام الحديث والعام لكلمة (كراهية) بالتاريخ الأطول والأوسع لمفهوم الكراهية؟».

وأشار الحصادي إلى أنه عادة ما تُعزى الكراهية إلى الآخر «المجرم، أو العدو، أو الغريب، أو المتطرف»، وغالبا ما ينطوي وصف شيء ما بأنه مسألة كراهية على دعوة للقيام بفعل ما: إحصاءات جديدة أو أكثر تفصيلا، أو مواد تجريم أو تعزيز للعقوبات، أو تدريب الشرطة، أو دفاع عن حقوق الإنسان، وقد ينطوي حتى على دعوة إلى شن حرب. ومؤدى الافتراض هنا هو أن أي دولة ليبرالية تحترم نفسها تنشد غرس قيم التسامح والاحترام المتبادل، وتكافح بالتالي عاطفة الكراهية، سواء تمظهرت قولا أو فعلا، بسبل متنوعة ليس أقلها التشريعات التي تحظر خطاب الكراهية وجريمتها.
- نجيب الحصادي: المترجم لص يدان على ما ترك وليس على ما سرق
- صدور كتاب «يمشي على مهل وسبقنا» لنجيب الحصادي
- ليبيان يترجمان «ضلع الإنسانية الأعوج»
الدفاع عن العلم
ويتكون الباب الأول «أرخنة الكراهية» من فصلين هما: (من العنصر إلى الكراهية)، و(الكراهية والدولة في اليونان القديمة)، بينما يتكون الباب الثاني «مفهمة الكراهية» من 7 فصول وهي: (الكراهية وراء التعصب)، و(أشكلة الكراهية في الدول الديمقراطية)، و(صوب مفهوم قانوني في الكراهية)، و(استجابات للكراهية)، و(تجريم الكراهية)، و(إعادة تفكر في جريمة الكراهية)، و(هل التسامح رد مناسب)، و(من الكراهية إلى التضامن السياسي)، بينما الباب الثالث «كراهات ديمقراطية» يتكون من 3 فصول وهي: (صناعة العدو الكاره في الديمقراطية)، و(حين تكره الدولة)، و(مشروعية الكراهية وسياساتها).

الأكاديمي نجيب الحصادي، ترجم 27 كتابا منها: «التفكير الناقد وطرح الأسئلة المناسبة»، «دفاع عن العلم ضمن حدود العقل: بين العَلموية والتهكمية»، «خريطة الثقافة: فك شفرة الكيفية التي تؤثر بها الثقافة في التفكير والقيادة وإنجاز المهام»، و«دليل أكسفورد في الفلسفة»، وبالتعاون مع الدكتور زاهي المغيربي ترجم كتب «ضلع الإنسانية الأعوج»، و«التنوير متنازعا فيه».

كما قام الحصادي بتأليف 18 كتابا نذكر منها: «أوهام الخلط»، و«تقريظ المنطق»، و«تقريظ العلم»، و«نهج المنهج»، و«ليس بالعقل وحده»، و«معيار المعيار» وأسس «المنطق الرمزي المعاصر»، «آفاق المحتمل جدلية الأنا-الآخر»، «الريبة في قدسية العلم»، «قضايا فلسفية»، «الأغاليط»، و«في الوعي الأخلاقي والعلمي».