Atwasat

«المشردون» من شوارع لوس أنجليس إلى سجادة الأوسكار الحمراء

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 01 مارس 2022, 11:18 صباحا
WTV_Frequency

تجمع هوليوود مرة واحدة في السنة النجوم بأبهى حللهم في حفلة توزيع جوائز «الأوسكار»، ولكن كل ليلة ينام مئات المشردين على أرصفة أحد أشهر أحياء لوس أنجليس، إلا أن هذين العالمين المتجاورين والمتناقضين في الوقت نفسه، يتقاطعان في نهاية مارس إذ ينوي مخرجو فيلم وثائقي عن المشردين في الولايات المتحدة، ينافس على هذه الجوائز السينمائية العريقة، دعوة عدد من شخصيات عملهم، إلى مرافقتهم على السجادة الحمراء خلال الأمسية.

وقال مخرج فيلم «ليد مي هوم» الوثائقي بيدرو كوس لوكالة «فرانس برس»، «آمل في أن نتمكن في يوم الحفلة من التركيز على هذا التعايش ولفت الانتباه إلى هذه البشرية الموجودة بالمعنى الحرفي في الجهة الأخرى من الشارع، والتي تجاهلناها جميعًا مدة طويلة». أما زميله جون شينك فأضاف «نتمنى أن نتمكن من المجيء مع اثنين أو ثلاثة منهم» في أمسية توزيع جوائز «الأوسكار».

ويرافق الفيلم القصير الذي يُعرض عبر «نتفليكس» عشرات الأشخاص المشردين في لوس أنجليس وسان فرانسيسكو وسياتل على مدى ثلاث سنوات، ويبين بالتفصيل حياتهم اليومية، مبرزا كفاحهم من أجل البقاء في الشوارع وآمالهم بمغادرتها ذات يوم. ومن بين هؤلاء لويس ريفيرا ميراندا، وهو أربعيني يحب الكلاب يعيش قصة حب مع مشردة، وروني ويليس الملقب «فيوتشرستيك أستير» الذي يرقص للسياح في شارع «هوليوود بوليفارد» حتى يكسب ما يتيح له شراء ما يقتات به.

وروى بيدرو كوس أن لويليس «قصة غير عادية، إذ تدرب على الرقص الكلاسيكي، ورقص مع جانيت جاكسون، وصمم رقصة «ثونغ سونغ+ للمغني سيسكو، وعانى يا للأسف أوقاتا صعبة».

- تسجيل تسليم جوائز «الأوسكار» لجعل النقل التلفزيوني أكثر جاذبية

- «ذي باور أوف ذي دوغ» يتصدر سباق الأوسكار هذا العام

وفي المشاهد المخصصة لويليس في الفيلم الوثائقي، يمكن بالفعل «مشاهدة مسرح (دولبي ثياتر)» الذي تقام فيه حفلة توزيع جوائز الأوسكار عادة.

ورأى المخرجان أن جزءا كبيرا من مشكلة المشردين تكمن في أن الكثير من الناس ينظرون إليهم بطريقة غير إنسانية ويعتقدون أنهم مسؤولون عما آلت إليهم حالهم.

لكن المشردين الذين يتناولهم الفيلم أوضحوا أنهم وصلوا إلى الشارع إما بسبب إعاقات، أو بسبب نبذهم من عائلاتهم بعدما جاهروا بكونهم متحولين جنسيا، أو حتى بفعل اكتئاب سببته اعتداءات 11 سبتمبر 2001.

وقال جون شينك «أعتقد أن هذه النظرة متأتية من مخاوفنا من المعاناة من المصير إياه». وأمل في أن يساهم الفيلم «في توفير وجهة نظر جديدة». وأضاف «فلنتذكر عمن نتحدث، إنهم أميركيون، إنهم جيراننا، لديهم حقوق، إنهم بشر».

أزمة إنسانية
وأخذ المخرجان الوقت الكافي لكسب ثقة الأشخاص الذين يشكلون موضوع فيلمهما. وبدلا من إجراء مقابلات معهم بشكل مباشر، كان يحرصان أولا على تثبيت كاميراتهما في الملاجئ التي تؤويهم، ولا يبدآن التسجيل إلا قبل مغادرة المكان ليتيحا لهم التعبير عن أنفسهم بحرية أكبر.

ومن أكثر لحظات الفيلم إثارة للتأثر مشهد امرأة مشردة تشكو إلى أخصائي اجتماعي تعرضها للضرب مجددا من رجل يدعى مايك.

ولاحظ شينك أن «العنف الجنسي واقع تعاني منه النساء المشردات» على نطاق واسع. وأضاف «لا أعتقد أننا التقينا أي امرأة مشردة ليست لديها قصة من هذا القبيل».

وليس لدى المخرجين أي حل سحري لهذه المشكلة التي يعانيها كل الساحل الغربي للولايات المتحدة، إذ تشير الإحصاءات إلى أن عدد المشردين في كاليفورنيا وحدها يبلغ نحو 150 ألفا، لكنهما يريان أن إلغاء العوائق الإدارية التي تحول دون الإفادة من برامج المساعدات يمكن أن يشكل خطوة أولى في هذا المجال.

وتابع شينك، قائلا «لا شك في رأينا أن ثمة أزمةَ إنسانيةٍ في الوقت الراهن في الولايات المتحدة». وقال «نأمل في أن نفيد من اللحظة الصغيرة» التي تمثلها حفلة توزيع جوائز الأوسكار «للفت الانتباه إلى فيلمنا الصغير لفتح نقاش يتيح للناس التعبير عن وجهة نظر لم يكن ممكنا أن تتاح لهم بطريقة أخرى».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بينهم ليبيون.. أكثر من 1000 مبدع ومثقف من 141 دولة يدعون إلى وقف فوري للحرب في غزة
بينهم ليبيون.. أكثر من 1000 مبدع ومثقف من 141 دولة يدعون إلى وقف ...
يختتم فعالياته اليوم .. مقتنيات تاريخية نادرة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب
يختتم فعالياته اليوم .. مقتنيات تاريخية نادرة في معرض أبوظبي ...
مسؤول ليبي أمام منتدى باكو: ليس للبشرية سوى الثقافة كجسر حضاري لتحقيق السلام
مسؤول ليبي أمام منتدى باكو: ليس للبشرية سوى الثقافة كجسر حضاري ...
في مؤتمر بالعاصمة طرابلس.. مقترح بمخطط لتنظيم التراث الوطني
في مؤتمر بالعاصمة طرابلس.. مقترح بمخطط لتنظيم التراث الوطني
أيمن الهوني ينطلق من جديد
أيمن الهوني ينطلق من جديد
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم