Atwasat

شعر «سلام» يلهم الفنانين السنغاليين الباحثين عن الحرية

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 10 يناير 2022, 10:14 صباحا
WTV_Frequency

في حي سكانه من الطبقة العاملة في العاصمة السنغالية، تخطو ديلامينو ثيلا بثقة على خشبة مسرح لإلقاء أبيات من الشعر الحر عن الحب، على وقع موسيقى الهيب هوب.

وهذا النوع من الفن يعرف بـ«سْلام»، ويمكنك متابعته في معظم أنحاء دكار، حسب «فرانس برس».

وتقول بالفرنسية «مثل الابن الضال شرعت في اكتشاف العالم وإغراءاته لكن كل ما حصلت عليه هو الحزن»، مثيرة تصفيق عشاق الـ«سْلام» الحاضرين في القاعة والبالغ عددهم حوالي 50 شخصا.

وثيلا المواطنة الغابونية وطالبة الحقوق في سنتها الثانية، هي واحدة من عدد متزايد ممن ينجذبون إلى هذا النوع من الفن الذي يلاقي رواجا في عاصمة السنغال الواقعة في غرب أفريقيا.

في منطقة ميدينا في دكار، يجتمع العشرات من فناني «السْلام»، ومن بينهم الكثير من الشباب، في إحدى الليالي الأولى لمعاودة العروض بعد توقف استمر أكثر من عام بسبب جائحة «كوفيد-19».

الاستعمار ومكانة أفريقيا في العالم والنسوية والحب هي مواضيع متكررة يثيرها هؤلاء الشعراء الذين غالبا ما يلقون أبياتهم بسرعة خلال قراءتها على هواتفهم.

وقالت ثيلا بعد مغادرتها المسرح «سْلام بالنسبة إلينا هو شكل من أشكال التعبير لتحرير أنفسنا». وأضافت «جئت الليلة ولم أكن أنوي أن أؤدي» قائلة إن الأجواء دفعتها إلى المشاركة.

و«سْلام» هو نوع من الشعر الذي يُلقى على وقع موسيقى الهيب هوب، ويحظى بشعبية في كل الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية، لكنه متجذر في السنغال. فقد فاز السنغالي عبدالرحمن دابو الذي توفي العام الماضي، بأول بطولة لهذا الشعر أقيمت على مستوى أفريقيا في 2018.

وهناك جمعيات في مناطق البلاد ال14 بحسب رئيس الرابطة السنغالية لـ«سْلام» عمر كيتا، بالإضافة إلى العديد من المجموعات المدرسية والجامعية.

وقال كيتا «يتزايد عدد الأشخاص المهتمين» مضيفا أن كتابا ومخرجين مسرحيين معروفين يأملون في جذب جماهير جديدة» من خلال هذا الفن.

العلاج الأرخص
يعتقد كيتا أن هذا التقليد الأدبي الغني في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 16 مليونا، قد يساهم في زيادة شعبية شعر «سْلام».

وأدت مجموعة من رواة القصص والمغنين والمؤرخين، دورا مهما في الثقافة السنغالية.

لكن السنغال تتمتع أيضا بتقليد أدبي. فقد فاز الكاتب السنغالي محمد مبوغار سار بجائزة غونكور في أكتوبر، وهي أرقى جائزة أدبية في فرنسا. كذلك، كان أول رئيس للبلاد ليوبولد سيدار سنغور، شاعرا معروفا. وأوضح كيتا «نحن قريبون من الشعراء الكلاسيكيين».

وقال عدد من ممارسي هذا الفن قابلتهم وكالة «فرانس برس» إن «سْلام» سمح لهم بمزج اهتماماتهم بين الهيب هوب والأدب. وأشار كثر أيضا إلى أنهم يشعرون بشيء من الراحة عندما يؤدون على خشبة المسرح.

وروى مبلي موسى ندياي، أحد منسقي عرض تلك الليلة «إنه فن يسمح لي بتحرير نفسي وبأن أقول بصوت عالٍ ما أفكر فيه كما أنه يساهم في تخفيف الضغط الذي أواجهه في الحياة».

وهذا الرجل (31 عاما) والذي يعرف باسمه الفني «دينستروي»، هو مستشار ضريبي لكنه ما زال يدأب على هذه الهواية الذي يمارسها منذ الشباب.

وقال ندياي «نحن نعتبر أن العلاج الأرخص في العالم هو الكلمات، هو سْلام».

وخلال الأمسية، يؤدي المشاركون بلغات مختلفة ويتكلمون عن مواضيع عدة من بينها الجنس والعنف المنزلي، وهي مواضيع حساسة في مجتمع معروف بأنه محافظ.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
إطلاق اسم الفنان الجزائري إيدير على حديقة في باريس (فيديو)
إطلاق اسم الفنان الجزائري إيدير على حديقة في باريس (فيديو)
شاهد: الحلقة الخامسة من برنامج «كولاج» بعنوان «اشتياق»
شاهد: الحلقة الخامسة من برنامج «كولاج» بعنوان «اشتياق»
قضاء نيويورك يعيد 30 عملا فنيا منهوبا إلى كمبوديا وإندونيسيا
قضاء نيويورك يعيد 30 عملا فنيا منهوبا إلى كمبوديا وإندونيسيا
خبراء يزعمون اكتشاف سر «لعنة» توت عنخ آمون
خبراء يزعمون اكتشاف سر «لعنة» توت عنخ آمون
ساعة جيب لأغنى ركاب «تيتانيك» تُباع بمزاد
ساعة جيب لأغنى ركاب «تيتانيك» تُباع بمزاد
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم