Atwasat

«ابني في الجرافة».. مقابر جماعية توثق وحشية الاحتلال قرب مجمع ناصر الطبي

بوابة الوسط - القاهرة الخميس 25 أبريل 2024, 12:04 مساء

ظلت ريم زيدان تبحث عن ابنها طيلة أشهر لتعثر أخيرا على جثته عندما انتشلت جرافة رفات من حفرة خارج مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوب قطاع غزة.

وقالت الأم الفلسطينية الثكلى لوكالة فرانس برس «قالوا لي ابتعدي من هنا، فقلت لهم ابني في الجرافة... قلب الأم هو من دلني أنه نبيل» الذي استشهد عن 22 عاما.

مع تراجع حدة العدوان على خان يونس بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة التي نفذت فيها عمليات قصف عدواني مكثفة وشهدت معارك، بدأ العاملون الصحيون بانتشال جثث دُفنت بجوار مجمع ناصر الطبي، وهو أكبر مستشفى في جنوب قطاع غزة. وقالت الأم «لم أره منذ ثلاثة أشهر، واليوم وجدته»، مضيفة أنه «استُشهد» بشظايا إثر غارة جوية إسرائيلية.

 340 جثة فلسطينية
وقال جهاز الدفاع المدني في غزة الثلاثاء إن أفراده عثروا على ما يقرب من 340 جثة على مدى عدة أيام لأشخاص اغتالتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي ودفنتهم في المجمع الطبي. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس «فوجئنا بأن هناك مقابر جماعية داخل مجمع ناصر الطبي أقامها الاحتلال الإسرائيلي». وقال بعض الأهالي لوكالة فرانس برس إن الجثث التي جرى انتشالها دفنها أقارب الشهداء والمتوفين.

خلافا لريم زيدان، لم يعثر آخرون ذهبوا إلى مجمع ناصر على جثث أقاربهم. وقالت صونيا أبورجيلة (52 عاماً) وهي من خان يونس، إن ابنها حازم البالغ من العمر 29 عاماً دفنه أصدقاؤه بالقرب من المستشفى، لكنها لم تتمكن هي وأخوته من العثور عليه. وقالت لوكالة فرانس برس «الآن أنتظر الجثث التي يتم انتشالها على أمل التعرف على جثمانه». وقالت الأم إنها تبحث علها ترى القميص البيج والسروال الرمادي اللذين كان يرتديهما في المرة الأخيرة التي رأته فيها.

تزايدت الدعوات لإجراء تحقيق دولي في الوفيات التي وقعت في مجمع ناصر بما في ذلك من الولايات المتحدة ومنظمة العفو الدولية. وطالب البيت الأبيض أمس الأربعاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإجابات بعد العثور على مقابر جماعية في مجمع ناصر ومجمع الشفاء الذي حاصره الجيش وقصفه واقتحمه في مدينة غزة. وقال جايك ساليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن، «نريد إجابات... نريد أن يتم إجراء تحقيق شامل وشفاف في هذا الأمر».

وقالت مديرة السياسات في منظمة العفو الدولية إريكا جيفارا في بيان «دون تحقيقات مناسبة لتحديد كيف حدثت هذه الوفيات أو ما هي الانتهاكات التي ربما تكون قد ارتكبت، قد لا نعرف أبدًا حقيقة الفظائع الكامنة وراء هذه المقابر الجماعية».

شهادة فلسطينية لم تجد ابنها 
وتنصل المتحدث باسم حكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر من جرائم الجيش ودفن جثث فلسطينيين، دون أن يتطرق بشكل مباشر إلى ما قالته سلطات القطاع بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي كانت وراء عمليات القتل.

- 34 ألفا و305 شهداء حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة 
- اعتقال 93 طالبا من مظاهرة داعمة لغزة في جامعة أميركية
- الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق مستقل في المقابر الجماعية بغزة

وأقر بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي فحصت الجثث المدفونة في المجمع أثناء بحثها عن الرهائن المحتجزين في غزة. وقال منسر إن «الجثث التي تم فحصها والتي لا تعود للرهائن الإسرائيليين أعيدت إلى مكانها». وأدى العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر إلى استشهاد 34262 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.

وشن الاحتلال عدوانا عنيفا في منتصف فبراير في المنطقة المحيطة بمستشفى ناصر الذي حاصرته الدبابات والمدرعات الإسرائيلية في 26 مارس.

وقالت نوال الزقزوق (60 عاما) لوكالة فرانس برس إنها تأتي يوميا إلى المستشفى بحثا عن ابنها علاء العتال الذي قتل في الأول من يناير. واضافت أن ابنها توفي جراء النزيف بعد أن أطلق عليه قناص النار، ودفنه شقيقه في المستشفى. وأضافت «قلنا عندما تهدأ الأمور وتعلن هدنة، سنبحث عنه وننتشله لندفنه في مقبرة يافا. لكننا لم نجد جثمانه حتى الآن».