Atwasat

عيد الفصح في غزة.. أصوات الرصاص تعلو ترانيم الكنائس

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 05 مايو 2024, 08:59 صباحا
القاهرة - بوابة الوسط

على وقع أصوات القصف وأزيز طائرات الاحتلال الحربية، يحيي مسيحيو مدينة غزة، الذين يسيرون حسب التقويم الشرقي، عيد الفصح، دون أي مظاهر احتفالية.

واقتصرت احتفالات نحو 100 عائلة مسيحية في كنيسة الروم الأرثوذوكس في مدينة غزة، على إقامة الصلوات والشعائر الدينية، دون أي مظاهر أخرى، حسبما قال رئيس مجلس إدارة جمعية اتحاد الكنائس في غزة عماد الصايغ، لوكالة «الأناضول» التركية.

لا مجال للفرح والاحتفال
وأوضح الصايغ الذي نزح إلى كنيسة الروم الأرثوذوكس، شرقي مدينة غزة بحثًا عن الأمان كباقي العائلات المسيحية بالمدينة، أن حرب الإبادة الجماعية جعلت مراسم العيد هذا العام تختلف عن باقي الأعوام السابقة، فلا مظاهر فرح وابتهاج في الكنيسة.

وقال: «الحزن يخيم على الأجواء داخل الكنيسة، كما الحال خارجها، فلا مجال للفرح والاحتفال، في ظل الدمار الهائل والقصف المتواصل وسقوط الضحايا».

وتنتقل شعلة «النور» المقدس من كنيسة القيامة في القدس المحتلة في كل عام، إلى كنائس المنطقة والعالم وسط أجواء احتفالية، غير أنّ الصايغ أكد أن كيان الاحتلال لم يسمح بإدخال «النور المقدس» إلى كنائس غزة، ضمن عدوانه الصهيوني المتواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي.

- بداخلها نازحون.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف كنيسة الروم الأرثوذكس في غزة

وأدت الكنائس المسيحية التي تسير على التقويم الشرقي الطقوس الدينية، وأحيت أمس الأول «الجمعة العظيمة»، بينما احتفلوا أمس بـ«سبت النور».

وتوجه آلاف المسيحيين منذ ساعات الصباح الأولى في "سبت النور" نحو البلدة القديمة من القدس المحتلة، آملين الوصول إلى كنيسة القيامة للاحتفال بسطوع النور المقدس.

وبعد «سبت النور» احتفل المسيحيون في فلسطين، اليوم الأحد، بـ«عيد الفصح»، ورددوا مع ساعات الفجر الأولى الترانيم والدعوات من داخل كنيسة القديس برفيريوس ليعم الأمن والسلام ربوع الوطن وأن ينتهي العدوان على غزة.

العدوان الإسرائيلي حرم المسيحيين من الاحتفال
ويعيش في غزة نحو 1200 مسيحي من مجموع مواطني القطاع البالغ قرابة 2.3 مليون نسمة، في أوضاع صعبة ومعقدة.

ويأمل الصايغ أن ينتهي العدوان المدمر ويعم السلام في قطاع غزة.

المواطن جميل ترزي يتفق مع الصايغ، بأن العدوان الإسرائيلي حرم المسيحيين من الاحتفال هذا العام بالعيد، كما حرم المسلمين من الاحتفال بعيد الفطر.

وقال ترزي الذي فقد نجله في قصف إسرائيلي استهدف كنيسة القديس بيرفيريوس في البلدة القديمة وسط غزة في أكتوبر الماضي: «إسرائيل لم تفرق في حربها الشرسة بين كبير وصغير، بين مسلم ومسيحي، العدوان استهدف الوجود الفلسطيني».

ولم يسلم المسيحيون في قطاع غزة من عدوان الاحتلال المدمر والغارات العنيفة والمكثفة، فقد تعرضت كنيسة القديس برفيريوس، لقصف إسرائيلي في 19 أكتوبر الماضي، أسفر عن استشهاد 18 مواطنا كانوا يتواجدون بداخلها معظمهم من الأطفال والنساء.

هؤلاء الضحايا كانوا من المسيحيين والمسلمين، ممن نزحوا من بيوتهم واحتموا داخل الكنيسة جراء العدوان الإسرائيلي.

وخلال العدوان تضررت ثلاث كنائس بشكل كبير، كما استهدفت قوات الاحتلال المركز الثقافي الأرثوذكسي في حي الرمال الجنوبي غربي مدينة غزة، والذي يضم مرافق وقاعات عدة ونادٍ رياضي، ما أدى إلى تدمير أجزاء واسعة منه.

وأضاف ترزي أن العدوان حرم مسيحيي غزة من «زيارة كنيسة المهد في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، للاحتفال بعيد الميلاد، كما حرمهم من زيارة كنيسة القيامة للاحتفال بعيد الفصح».

وأعرب عن حزنه الشديد لما آلت إليه الأوضاع في قطاع غزة، من كوارث وأزمات إنسانية، في ظل صمت دولي.

وفي الضفة، غابت المظاهر الاحتفالية والمسيرات الكشفية التي تجري سنويا لمناسبة عيد الفصح، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني.

وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة برا وبحرا وجوا منذ السابع من أكتوبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد 34,654 فلسطينيا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 77,908 آخرين، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.