Atwasat

«سحور بالقنابل».. غزة تحت رحمة سلاح «التجويع»

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 13 مارس 2024, 12:38 مساء
WTV_Frequency

يتضور أهالي قطاع غزة جوعًا وعطشًا جراء الحصار والدمار الذي خلفته حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع، في حين ندد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستخدام الجوع «سلاح حرب».

ودلالة على تدهور الوضع الإنساني، قالت وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس إن 27 شخصًا استُشهدوا بسبب سوء التغذية والجفاف، معظمهم من الأطفال. في الأثناء، تستمر الجهود لوقف لإطلاق النار، لكن قطر وهي الوسيط الرئيسي قالت إنه ما زال بعيد المنال.

لكن حرب الإبادة مستمرة في القطاع. فقد أفاد مراسل «فرانس برس» في وقت مبكر الأربعاء عن دوي قصف وغارات. وقال المكتب الإعلامي لحماس إن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن «أكثر من خمسين غارة جوية»، تركزت على دير البلح في الوسط وخان يونس وبلدتي بني سهيلة والقرارة ورفح في الجنوب وحي الزيتون في مدينة غزة. كما طال قصف مدفعي مكثف شرق رفح وخان يونس في الجنوب والبريج والشجاعية وجباليا في الشمال.

وأحصت وزارة الصحة بين من وصلوا «إلى المستشفيات 70 شهيدًا، على الأقل، وغالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن».

وعشية اليوم الثالث من رمضان، قالت إن غارة استهدفت في «موعد السحور منزل عائلة عزام في حي الزيتون» في غزة موقعة عشرة شهداء، وأخرى استهدفت منزل عائلة اللولو في حي الدرج موقعة أربعة قتلى. وقال الدفاع المدني إن الجيش «نسف أكثر من 17 عمارة وبرجًا سكنيًا، واعتقل عشرات المواطنين بينهم فتيات وأطفال في مدينة حمد شمالي غربي خان يونس».

حرب على أطفال غزة
وندد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الثلاثاء بما وصفها بأنها «حرب على الأطفال». وكتب فيليب لازاريني على منصة «إكس» «أمر صادم. عدد الأطفال الذين أحصي قتلهم في أربعة أشهر فقط في غزة يفوق عدد الأطفال الذين قتلوا مدى أربعة أعوام في جميع النزاعات في أنحاء العالم».

- لازاريني يندد بشن إسرائيل «حربًا على الأطفال» في قطاع غزة 
- «الصحة الفلسطينية» تستغيث: العالم يشهد خلال أيام أكبر عدد لضحايا الجوع
- بوريل: إسرائيل تستخدم الجوع «سلاحًا للحرب» في غزة

واعتمد لازاريني في منشوره مرجعًا أرقام الأمم المتحدة التي تظهر أن 12 ألفًا و193 طفلًا قتلوا في نزاعات حول العالم بين العامين 2019 و2022. وأمام مجلس الأمن الدولي، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن «تجويع السكان يستخدم سلاحًا للحرب» في غزة. وأضاف جوزيب بوريل «هذه الأزمة الإنسانية ليست كارثة طبيعية، ليست فيضانًا أو زلزالًا بل من صنع الإنسان»، مطالبًا بتسهيل إدخال المساعدات.

غلاء في غزة
ولا يعاني الغزيون ولا سيما في شمال القطاع فقط من النقص الحاد في المواد الغذائية وغيرها من الضروريات، فقد أدى الحصار والحرب إلى رفع أسعار القليل المتوفر منها. وقال طبيب الأسنان باهر حسونة النازح في رفح «حاجات كثيرة في السوق غير متوفرة، وحتى لو توفرت، فهي بأسعار فلكية». 

وقال عبدالمجيد أبوشمالة (36 عامًا) وهو من سكان حي الزيتون «رمضان قاس علينا. نحن عاجزون عن توفير لقمة الخبز لأولادنا. نحن في مدينة غزة صائمون منذ شهور بسبب المجاعة، لا خبز ولا طعام. منذ شهرين لم يدخل الخبز على عائلتي».

وقال فهد الغول (50 عامًا) وهو من مخيم جباليا، «رمضان هذا العام بطعم الموت والقنابل الإسرائيلية ... نحن صائمون غصبًا عنا منذ شهرين أو أكثر ... رمضان لا يغير شيئًا، نحن صائمون أساسًا. وأمس أفطر أولادي بعد أذان العشاء، كنت في الخارج وحصلت على بعض الأرز لكني وصلت متأخرًا وانتظروني لأن لا طعام في البيت».

على شفا المجاعة
مع تقليص كبير في عدد الشاحنات الداخلة إلى غزة، تجري مساع لإنزال المساعدات جوًا أو إيصالها عبر ممر بحري مع قبرص من حيث انطلقت سفينة «أوبن آرمز» وهي تحمل 200 طن من الأغذية في رحلة طولها 400 كيلومتر تقريبًا. وقالت منظمة «وورلد سنترال كيتشن» الخيرية الأميركية إن العمل جارٍ لبناء رصيف لتفريغ الحمولة، فيما قالت قبرص إنه يجري تجهيز سفينة ثانية.

وأفاد شهود عيان أن جرافات وآليات هندسية من شركات خاصة فلسطينية وبالتنسيق مع منظمات دولية، تنقل كتلًا أسمنتية من ميناء الصيادين بخان يونس إلى شاطئ البيدر بمنطقة الشيخ عجلين في غزة. وأفادوا عن أعمال تمهيد لاستقبال المساعدات.

وقالت منسقة الأمم المتحدة للمساعدات في غزة، سيغريد كاغ، ورئيس مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، خورخي موريرا دا سيلفا، في بيان مشترك إنهما «يرحبان بفتح ممر بحري ... لكن لتوصيل المساعدات على نطاق واسع، لا يوجد بديل فعلي للطرق البرية».

وفي شمال القطاع، أفاد شهود عن إدخال 6 شاحنات من المعبر رقم 96 في منطقة السودانية قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنها من برنامج الأغذية العالمي وأدخلت كجزء من «مشروع تجريبي لمنع حماس من الاستيلاء على المساعدات»، حسب زعمه.

ومن دون الحديث عن المسار الجديد، أفاد برنامج الأغذية العالمي على منصة «إكس» أنه «سلم أغذية تكفي 25 ألف شخص في مدينة غزة الثلاثاء في أول قافلة ناجحة إلى الشمال منذ 20 فبراير». وأضاف «مع الناس في شمال غزة على شفا المجاعة، نحتاج إلى توصيل المساعدات كل يوم».

والثلاثاء، أعلن المغرب أنه أرسل 40 طنًا من المساعدات وصلت إلى مطار تل أبيب ثم نُقلت عبر معبر كرم أبو سالم وسُلمت للهلال الأحمر الفلسطيني.

وما زالت هذه الكميات شحيحة ولا تلبي الحد الأدنى من احتياجات القطاع حيث تحذّر الأمم المتحدة من أن 2.2 مليون شخص من سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون، مهددون بالمجاعة. وقد نزح 1.7 مليون جراء الحرب ويتجمع القسم الأكبر منهم قرب الحدود مع مصر في رفح المهددة باجتياح بري تعد له إسرائيل، وهو ما كرره الثلاثاء رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.

توازيًا، انطلقت من فرجينيا أربع سفن أميركية تقل نحو 100 جندي وتجهيزات لبناء ميناء موقت على ساحل غزة لإنزال المساعدات. ويتوقع أن تستغرق الرحلة نحو 30 يومًا وبناء الرصيف نحو 60 يومًا.

وتقول وكالات إغاثة وحكومات أجنبية إن إيصال المساعدات إلى غزة عن طريق البر يواجه عقبات متزايدة لإصرار إسرائيل على عمليات تفتيش تستغرق وقتًا طويلًا والقصف الذي يعرقل توزيعها.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة الثلاثاء أن 31 ألفًا و184 شخصًا 72% منهم على الأقل من النساء والأطفال، استُشهدوا في قطاع غزة جراء الحرب المتواصلة منذ أكثر من خمسة أشهر. وارتفع عدد الجرحى إلى 72 ألفًا و889 شخصًا.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
وزيرا خارجية مصر وفرنسا يبحثان مفاوضات الهدنة في غزة
وزيرا خارجية مصر وفرنسا يبحثان مفاوضات الهدنة في غزة
بلينكن يزور معبر كرم أبو سالم الحدودي مع قطاع غزة لتفقد تسليم المساعدات
بلينكن يزور معبر كرم أبو سالم الحدودي مع قطاع غزة لتفقد تسليم ...
محكمة «إسرائيلية» ترفض إنهاء العزل الانفرادي للأسير مروان البرغوثي
محكمة «إسرائيلية» ترفض إنهاء العزل الانفرادي للأسير مروان ...
الرئيس الكولومبي يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع «إسرائيل» غدا الخميس
الرئيس الكولومبي يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع «إسرائيل» غدا ...
الشرطة تعتدي على اعتصام طلابي مؤيد للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا
الشرطة تعتدي على اعتصام طلابي مؤيد للفلسطينيين في جامعة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم