Atwasat

تمويل «أونروا» يتراجع إلى النصف ومخاوف من وصول الوكالة إلى «نقطة الانهيار»

القاهرة - بوابة الوسط: ترجمة هبة هشام الإثنين 26 فبراير 2024, 04:14 مساء
WTV_Frequency

تواجه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) أزمة مالية حادة ونقصا كبيرا في التمويل بلغ 450 مليون دولار، وسط تحذيرات من بلوغ الوكالة «نقطة الانهيار»، وفشلها في مواجهة الأزمة الإنسانية الأكبر لها منذ تأسيسها منذ 75 عاما.

وتقف الوكالة الأممية، حسب جريدة «ذا أوبزرفر» البريطانية، أمام عجز مالي شديد، بلغ نصف موازنتها البالغة 880 مليون دولار، بسبب توقف التمويل من 18 دولة من الدول المانحة، ما اضطرها إلى وقف توصيل المساعدات الإنسانية إلى منطقة شمال غزة، وسط تقارير متزايدة تكشف انتشار المجاعة بين سكان المنطقة.

وقررت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، إلى جانب 15 دولة أخرى، وقف تمويل الوكالة الأممية، في أعقاب اتهامات أطلقها الاحتلال الإسرائيلي، يناير الماضي، لبعض موظفي الوكالة بالتورط في أحداث السابع من أكتوبر.

وتدير الوكالة الأممية مدارس ومراكز للرعاية الصحية وخدمات اجتماعية والصرف الصحي، وتوفر مساعدات إنسانية للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية وسورية ولبنان والأردن. وفي غزة، استشهد أكثر من 150 من موظفي الوكالة كانوا يقدمون الدعم الإنساني منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع.

وضع مالي معقد
وقالت مديرة الشؤون الخارجية في «أونروا»، تمارا الرفاعي، إن «الوضع المالي للوكالة محفوف بالمخاطر ومعقد»، مضيفة أنها «كانت قد أقنعت بعض الدول التي لم توقف تمويلها بتقديم تبرعات مسبقة، مع تأخير دفع بعض الفواتير من أجل دفع رواتب الموظفين في فبراير ومارس».

وأضافت، في تصريحات إلى جريدة «ذا أوبزرفر» البريطانية: «التمويل بالكاد يكفي. بالنسبة لمنظمة في حجم الأونروا، هذا أمر جنوني. من الجنون أننا بقينا على قيد الحياة لفترة طويلة دون شبكة أمان مالي، فمعظم المؤسسات من حجمنا لديها احتياطيات مالية. علينا أن نمد كل دولار».

وتابعت موضحة: «تلتزم غالبية الدول المانحة فقط بالتمويل المسبق لمدة عام واحد، على الرغم من وجود اتفاقات متعددة السنوات. الأمم المتحدة تغطي فقط رواتب طاقم التوظيف الدولي، ويتعين على أونروا جمع تمويل لدفع رواتب الموظفين المحليين وتكاليف الأعمال».

- مصر تعيد تذكير العالم بدعوة وزير إسرائيلي لاستخدام «النووي» ضد الفلسطينيين
- ارتفاع حصيلة حرب الإبادة على غزة إلى 29 ألفا و782 شهيدا

الحرب على غزة تقضي على الموارد
وواصلت المسؤولة في «أونروا» أن «الحرب على قطاع غزة استنزفت الموارد بشكل كبير. نواجه طلب غير مسبوق على الخدمات. تجميد تمويل الجهات المانحة لا يؤثر فقط على قدرتها على مواجهة الأزمة الإنسانية بهذا الحجم الضخم، لكن أيضا عملياتنا في الإقليم».

وقالت: «يجرى استخدام جميع مدارس (أونروا) في غزة كملاجئ للنازحين، وبالتالي فإن الأطفال لا يذهبون إلى المدرسة وهذا هو مصدر قلق كبير. إذا لم نسترجع التمويل، فلن يكون من الممكن إعادة كل هؤلاء الأطفال إلى المدارس في غزة».

كما أعربت الرفاعي عن بالغ القلق بشأن التأثير المباشر لتجميد التمويل على قدرة الوكالة على إطعام الناس أو إدارة الملاجئ أو تشغيل الخدمات الصحية.

وكانت الولايات المتحدة هي المانح الأكبر لـ«أونروا»، وقدمت 343 مليون دولار للوكالة بالعام 2022، يعقبها ألمانيا التي قدمت 202 مليون دولار، ثم الاتحاد الأوروبي بـ114 مليون دولار وبريطانيا بـ21 مليون دولار.

مساعٍ إسرائيلية لتشويه «أونروا»
وتحدثت الرفاعي عن مساعي الاحتلال الإسرائيلي مستمرة منذ سنوات لتشويه سمعة الوكالة ونزع الشرعية عن أعمالها، مشيرة إلى أن تلك المساعي اتخذت منحى أكثر جدية في الآونة الأخيرة.

ويزعم الاحتلال الإسرائيلي بتورط 190 من موظفي «أونروا» في أنشطة حركة «حماس» العسكرية منذ سنوات. وتشير الجريدة البريطانية إلى أن الاتهامات الإسرائيلية للوكالة تتزامن مع جلسات الاستماع التي عقدتها محكمة العدل الدولية بشأن اتهام الاحتلال بارتكاب إبادة جماعية في غزة.

وردت الرفاعي قائلة: «منظمة بحجم 30 ألف موظف محلي ستعكس المجتمعات التي تخدمها. لدينا كثير من التدابير الوقائية، لكن لا توجد بيئة خالية من المخاطر، لا سيما في بيئة مشحونة للغاية بالفعل».

تواطؤ غربي بمذبحة غزة
من جانبه، قال الناطق السابق باسم «أونروا»، كريس غانيس، إن «المانحين الذين أوقفوا تمويل الوكالة مذنبين بالتواطؤ في المذبحة والمجاعة المتفاقمة. هناك 1.2 مليون شخص على قوائم توزيع الغذاء لدى أونروا في غزة. ينزلقون إلى المجاعة الآن. ومن خلال وقف تمويل أونروا، فإن بريطانيا ودول أخرى تزيد أيضًا من عدم الاستقرار الإقليمي».

وأضاف: «تقدم أونروا التعليم لـ550 ألف طفل في أكثر من 700 مدرسة في الضفة الغربية ولبنان والأردن وسورية بالإضافة إلى غزة. وتشهد العيادات الصحية التابعة لأونروا في مختلف أنحاء الشرق الأوسط سبعة ملايين زيارة مريض سنويا. وتقدم الوكالة الغذاء والنقود إلى مليوني شخص في المجتمعات الأكثر هشاشة في منطقة تشهد حربا».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
النمسا تعلن استئناف تمويل «الأونروا» بقيمة 3.4 مليون يورو
النمسا تعلن استئناف تمويل «الأونروا» بقيمة 3.4 مليون يورو
«أمبري»: استهداف ناقلة نفط جنوب غربي المخا في اليمن
«أمبري»: استهداف ناقلة نفط جنوب غربي المخا في اليمن
أبوعبيدة: نتنياهو يزج بجنوده ليقتلوا بأزقة غزة بدلًا من تبادل الأسرى
أبوعبيدة: نتنياهو يزج بجنوده ليقتلوا بأزقة غزة بدلًا من تبادل ...
تظاهرات ومسيرات عالمية تندد بحرب الإبادة بغزة في ذكرى النكبة
تظاهرات ومسيرات عالمية تندد بحرب الإبادة بغزة في ذكرى النكبة
تونس: فقدان 23 مهاجرًا خلال محاولتهم العبور إلى إيطاليا عبر البحر
تونس: فقدان 23 مهاجرًا خلال محاولتهم العبور إلى إيطاليا عبر البحر
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم