أكد مدير مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، أن هناك حاجة ماسة لإدخال آلاف الشاحنات لمحافظتي غزة والشمال، لتغطية جميع الأحياء، وإيصال المواد التموينية لجميع المواطنين. بينما استشهد، صباح اليوم الأحد، ثلاثة مواطنين بقصف للاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة.

وقال المسؤول الفلسطيني لوكالة أنباء العالم العربي: «في حال دخول عشرة آلاف شاحنة قد نستطيع أن ننقذ ما يمكن إنقاذه في ظل الوضع المأساوي في محافظتي غزة والشمال». وتابع الثوابتة: «جرى تسجيل سبع حالات وفاة خلال الأسبوع الماضي، بواقع حالة كل يوم، بين الأطفال نتيجة سوء التغذية والمجاعة، ونفد مخزون السلع كافة، وسترتفع الأعداد خلال الأيام القادمة كون المجاعة تتعمق يوميا في محافظتي الشمال وغزة».

حصار إسرائيلي وتجويع في غزة
وأضاف: «غزة والشمال تتعرضان لحصار شديد من قِبل الجيش الإسرائيلي منذ اليوم الأول للحرب، حيث منع دخول أي مساعدات للمحافظتين اللتين توجد فيهما نحو 700 ألف نسمة». وأردف مدير مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة: «جميع كميات الطحين والدقيق ومشتقاتهما من القمح والشعير وحتى الأرز نفدت منذ شهرين، بعد ذلك لجأ المواطنون لتناول أعلاف الحيوانات التي نفدت قبل أسابيع، وهذا الأمر أدى إلى تفاقم المجاعة في هاتين المحافظتين».

وأشار إلى أنه كانت هناك محاولات لإدخال المساعدات للشمال وغزة، ولكن جرى إطلاق النار على الشاحنات، ما أدى إلى مقتل 37 مواطنا كانوا بانتظار المساعدات، ولم تتمكن الشاحنات من الوصول للمحافظتين. وشدد الثوابتة على أن منظمات الأغذية العالمية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والمنظمات الدولية تتحمل المسؤولية عن تفاقم الكارثة الإنسانية في شمال غزة، بعد أن أوقفت إدخال المساعدات لهذه المناطق المنكوبة، ما يعمق شبح المجاعة، ويفاقم من صعوبة الوضع الإنساني.

في هذه الأثناء، يزداد الغضب في مخيم جباليا للاجئين، حيث شارك العشرات في تحرك عفوي، احتجاجا على ظروفهم المعيشية، وحمل طفل لافتة كُتب عليها «لم نمت من الغارات الجوية، ولكننا نموت من الجوع».

وفي المخيم، انتظر الأطفال يائسين مترقبين وهم يحملون حاويات بلاستيكية وأواني طهي بالية، للحصول على القليل من الطعام إذا توافر. واضطر السكان إلى تناول بقايا الذرة الفاسدة وأعلاف الحيوانات غير الصالحة للاستهلاك البشري، وحتى أوراق الشجر، لسد جوعهم. وقالت وزارة الصحة في غزة إن رضيعا عمره شهران، يدعى محمود فتوح، توفي بسبب «سوء التغذية». وتوقعت منظمة إنقاذ الطفولة (سايف ذا تشلدرن) الخيرية «أن يتزايد خطر المجاعة ما دامت استمرت حكومة إسرائيل في عرقلة دخول المساعدات إلى غزة، وكذلك الوصول إلى المياه والخدمات الصحية وغيرها».

- خبراء أمميون يدعون إلى حظر تسليح الاحتلال الإسرائيلي 
- مسؤولون إسرائيليون وغربيون: هدف القضاء على «حماس» بعيد المنال
- خطة نتانياهو لغزة بعد الحرب: إدارة مدنية ومناطق عازلة وسيطرة عسكرية

لكن إسرائيل زعمت أن 13 ألف شاحنة محملة بالمساعدات دخلت غزة منذ بداية الحرب. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، في تقرير الجمعة، إنه في رفح، بالقرب من الحدود المصرية، ورد أن الناس يوقفون شاحنات المساعدات لأخذ الطعام، ما يدلّ على مدى يأسهم.

ميدانيا، قالت مصادر محلية فلسطينية إن طائرات الاحتلال قصفت منزلا لعائلة كالي بحي الصبرة من مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين. وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد 29 ألفا و606 مواطنين، وإصابة 69 ألفا و737 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض.