ذكرت جريدة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن الولايات المتحدة تحقق في استخدام الاحتلال الإسرائيلي قنابل «الفسفور الأبيض» المحرمة دوليا في غارات نفذها على جنوب لبنان، وتحقق كذلك في عديد الغارات الجوية على قطاع غزة تسببت في مقتل عشرات المدنيين، بينها استهداف مخيم جباليا للاجئين.

وأفادت، في تقرير نشرته الجمعة، بأن ذلك يأتي في إطار تحقيق تجريه وزارة الخارجية الأميركية، لتحديد ما إذا أساء الاحتلال الإسرائيلي، الحليف الأقرب لواشنطن، استخدام القنابل والصواريخ الأميركية الصنع في قتل المدنيين.

ونقلت الجريدة عن مسؤولين أميركيين أن «الخارجية الأميركية تحقق في هجوم وقع في 31 أكتوبر الماضي استهدف مخيم جباليا للاجئين في غزة، وقتل 125 شخصا على الأقل».

ويشتبه محققو الأسلحة في أن «إسرائيل» استخدمت قنبلة تزن ألفي رطل بالغارة، من الممكن أن تكون الولايات المتحدة قد قدمتها، فيما قد يعد جريمة حرب، حسب مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

- «إسرائيل» تستخدم قنابل الفوسفور الأبيض أميركية الصنع في لبنان.. وواشنطن تطلب تفسيرا
- لبنان يتهم الاحتلال الإسرائيلي باستخدام الفوسفور الأبيض في القصف وحرق الأشجار

استخدام قنابل الفسفور الأبيض في لبنان
وبالإضافة إلى الغارة على مخيم جباليا، يحقق المسؤولون الأميركيون في احتمال استخدام «الفسفور الأبيض»، وهو مركب شديد الاشتعال ومحظور دوليا، خلال الهجمات الإسرائيلية على لبنان في منتصف أكتوبر، وفقًا لمسؤول أميركي.

وقال وزير البيئة اللبناني، ناصر ياسين، لـ«وول ستريت جورنال» إن «وزارته حللت عينات التربة التي جرى جمعها في جنوب لبنان، واكتشفت في بعض الحالات مستويات من الفسفور الأبيض تتجاوز بكثير المعايير التي حددتها وكالة حماية البيئة الأميركية».

وأضاف: «لقد قدمنا شكاوى رسمية، ونستعد حاليا لتقديم نتائج تحليلنا المعملي، إلى جانب الوثائق الشاملة، لاستكمال الشكوى المستمرة التي بدأتها وزارة الخارجية اللبنانية لدى الأمم المتحدة».

تقييد المساعدات العسكرية الأميركية
وتجرى التحقيقات في إطار عملية جديدة بدأتها وزارة الخارجية قبل بدء حرب غزة، تهدف إلى منح الولايات المتحدة المزيد من الأدوات لتقييد المساعدات العسكرية للدول إذا أساءت استخدام الأسلحة الأميركية الصنع.

وفي حال خلص المحققون، حسب «وول ستريت جورنال»، إلى أن «إسرائيل» أساءت استخدام الأسلحة الأميركية، فيمكنهم التوصية بقطع إمدادات المساعدات العسكرية، أو اقتراح قيود على استخدامها، أو اقتراح توجيهات جديدة.

بايدن أمام أزمة داخلية متنامية
يكشف ذلك الأزمة الداخلية التي تواجها إدارة الرئيس جو بايدن، التي استبعدت إلى الآن وضع شروط على مبيعات الأسلحة إلى الاحتلال، على الرغم من عدد الضحايا الهائل من المدنيين جراء العدوان العسكري على غزة. ويواجه بايدن مطالب متزايدة من الكونغرس بربط مبيعات الأسلحة إلى «إسرائيل» بوقف الحرب.

وعرض العدوان الإسرائيلي على غزة بايدن إلى حملة ضغوط متنامية داخل الولايات المتحدة قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية. وأثار دعمه القوي لـ«إسرائيل» حملة انتقادات عنيفة بين الناخبين، خصوصا في الولايات المتأرجحة الرئيسية.