Atwasat

واشنطن تسعى لاستعادة دورها في ليبيا بعد 10 سنوات من مقتل سفيرها في بنغازي

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 11 سبتمبر 2022, 05:30 مساء
WTV_Frequency

قالت وكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس»، اليوم الأحد، إن الولايات المتحدة تسعى إلى استعادة دورها في ليبيا، وذلك بعد مرور 10 سنوات من مقتل سفيرها الأسبق في هجوم استهدف المجمع الدبلوماسي الأميركي في مدينة بنغازي.

وتحل اليوم الذكرى العاشرة للهجوم الذي استهدف مقر القنصلية الأميركية ومجمعًا تابعًا لوكالة الاستخبارات المركزية بمدينة بنغازي والذي أودى بحياة السفير الأسبق كريس ستيفنز والموظف شون سميث اللذين توفيا اختناقًا جراء حريق أُضرم في المجمع الدبلوماسي من قبل مسلحين.

صدمة في الولايات المتحدة جراء هجوم بنغازي
وجاء في تقرير الوكالة الفرنسية أنه «عقب عشر سنوات على الاعتداء الدامي الذي أدى إلى مقتل السفير الأميركي في ليبيا في بنغازي، تسعى واشنطن الى استعادة دور في تسوية سياسية في البلاد التي لا تزال في قبضة الفوضى».

ويذكر التقرير بالهجوم الدامي في 11 سبتمبر 2012، مشيرًا إلى أنه «في خضم الحرب الأهلية في ليبيا، دخل نحو عشرين مسلحًا المجمع الدبلوماسي في بنغازي (شرق) قبل إشعال النار في الفيلا التي كان يتواجد فيها السفير الأميركي كريس ستيفنز والموظف شون سميث اللذان توفيا اختناقًا».

وتضيف «فرانس برس» أن المهاجمين أطلقوا بعد اقتحام المجمع الدبلوماسي الأميركية قذائف «مورتر» على مبنى تستخدمه وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في منطقة أخرى من بنغازي، ما أسفر عن مقتل عنصرين سابقين في قوات البحرية، ينتميان الى قوة من النخبة كانت مكلفة توفير الحماية للبعثة الدبلوماسية في شرق البلاد.

وتسبّب الهجوم الذي وقع بعد 11 عامًا من اعتداءات 11 سبتمبر 2001، في صدمة في الولايات المتحدة، إذ «كان (كريس ستيفنز) أول سفير أميركي يُقتل منذ العام 1979. وأُلقي اللوم على عدد من أجهزة الحكومة الأميركية بسبب أخطاء وإهمال، لا سيما وزارة الخارجية التي كانت تتولاها هيلاري كلينتون» وزيرة الخارجية السابقة.

- دبلوماسي أميركي يروي تفاصيل جديدة عن «هجوم بنغازي».. ومآل 10 تحقيقات لـ«الكونغرس» حول الحادث
- ترتيبات أميركية قبل استئناف العمل من ليبيا تجنبا لتكرار سيناريو هجوم بنغازي
- بومبيو يعلق على سجن ليبي 19 عاما في أميركا لضلوعه بهجوم بنغازي
- ضابطان بالمخابرات المركزية يرويان تفاصيل الهجوم على المجمع الدبلوماسي ببنغازي لحظة بلحظة

وحُكم على ليبيين اثنين اعتقلتهما القوات الأميركية من ليبيا في الولايات المتحدة، وهما مصطفى الإمام وأحمد أبوختالة، بالسجن 19 و22 عامًا بعد إدانتهما بتنفيذ الهجوم، الذي وقع بعد قرابة عام على سقوط نظام العقيد الراحل معمّر القذافي تحت ضغط انتفاضة دعمها تدخل دولي أثار الكثير من الجدل برعاية حلف شمال الأطلسي. ومنذ سقوط القذافي، غرقت البلاد في فوضى سياسية وأمنية لا تزال مستمرة، بحسب «فرانس برس».

تأثير أميركي حاسم على الملف الليبي
وفي حين عادت بعثات دبلوماسية كثيرة إلى طرابلس العام الماضي بعد تحسن نسبي وملحوظ في الوضع على الأرض، لا تزال السفارة الأميركية تعمل من تونس ولا يقوم السفير ريتشارد نورلاند إلا بزيارات نادرة إلى العاصمة الليبية.

وبعد عامين من هجوم بنغازي ووسط اشتباكات عنيفة في طرابلس، أغلقت الولايات المتحدة مثل العديد من البلدان الأخرى، سفارتها في ليبيا العام 2014 ولم تُعِدْ فتحها منذ ذلك الحين. واعتبرت «فرانس برس» أن «فك الارتباط» الأميركي عن الملف الليبي في ظل إدارة دونالد ترامب (2017-2021) «ترك مجالًا واسعًا أمام جهات أخرى لملء الفراغ، لا سيما روسيا ومصر والإمارات وتركيا، حليفة حكومة طرابلس والغرب الليبي إجمالًا».

ويقول الباحث والمحلل المتخصص في الشؤون الليبية جلال حرشاوي لوكالة «فرانس برس» إن الهجوم الدامي على المجمع الدبلوماسي الأميركي في بنغازي «لم يمنع واشنطن من ممارسة مرارًا وتكرارًا بعد عام 2012، تأثيرًا حاسمًا على الملف الليبي»، مدللًا على ذلم بأنه «كانت هناك لحظات إيجابية مثل الاتفاق (حول حكومة الوحدة الوطنية) الذي جرى إبرامه برعاية الأمم المتحدة في الصخيرات (المغرب) في العام 2015، والذي عمل عليه الأميركيون كثيرًا»، لكن كانت هناك أيضًا «لحظات أكثر قتامة» عندما دعم الرئيس السابق دونالد ترامب رجل شرق ليبيا القوي المشير خليفة حفتر في هجومه على طرابلس في العام 2019»، وفق قوله.

الاهتمام الأكبر للأميركيين في ليبيا
وعاد الانقسام الحكومي إلى ليبيا منذ مارس الماضي عندما كلف مجلس النواب حكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا، لإدارة شؤون البلاد خلفًا لحكومة الوحدة الوطنية الموقتة برئاسة عبدالحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة قبل إجراء الانتخابات، ويمارس مهامه من طرابلس. وتسبّب قتال بين المجموعات المسلحة الداعمة لهذا الفريق وذاك في أواخر أغسطس في طرابلس، بمقتل أكثر من 40 شخصًا وإصابة 159 آخرين بجروح، وفقًا لإحصاء لوزارة الصحة.

ونقلت «فرانس برس» عن مصدر دبلوماسي أوروبي في طرابلس قولة «إن الحفاظ على إنتاج النفط الليبي بعيدًا عن الاضطرابات السياسية هو الهمّ الأكبر للأميركيين في الوقت الحالي، على الرغم من أن نورلاند يدعو أيضًا باستمرار إلى إجراء انتخابات في البلاد». وسبق له أن حذّر الخصمين المتنافسين في يونيو من استخدام النفط «كسلاح» في خلافاتهما السياسية.

وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن المواقف الأميركية من الأزمات المرتبطة بالنفط الليبي «غالبًا ما تحمل اهتمامًا ورسائل شديدة اللهجة». ويوم الأربعاء نقلت السفارة الأميركية عن السفير ريتشارد نورلاند قوله «إنه يتحتّم على جميع الأطراف الخارجية والداخلية التحرك نحو الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بأسرع ما يمكن».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
تطعيم حجاج سرت قبل الانطلاق لأداء الفريضة
تطعيم حجاج سرت قبل الانطلاق لأداء الفريضة
حبس مسؤول مكتب الضمان الاجتماعي ـ النقازة بتهمة الرشوة
حبس مسؤول مكتب الضمان الاجتماعي ـ النقازة بتهمة الرشوة
افتتاح «مركز جمال عبدالناصر» الطبي في سرت بعد تطويره
افتتاح «مركز جمال عبدالناصر» الطبي في سرت بعد تطويره
«تدخل الأعيان» يوقف اشتباكات الزاوية وارتفاع عدد المصابين
«تدخل الأعيان» يوقف اشتباكات الزاوية وارتفاع عدد المصابين
غدًا في ليبيا.. أكثر من 210 آلاف طالب يؤدون امتحانات «التعليم الأساسي»
غدًا في ليبيا.. أكثر من 210 آلاف طالب يؤدون امتحانات «التعليم ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم