Atwasat

ترتيبات أميركية قبل استئناف العمل من ليبيا تجنبا لتكرار سيناريو هجوم بنغازي

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 30 مايو 2021, 01:41 صباحا
WTV_Frequency

عادت الولايات المتحدة إلى ليبيا، حيث أطلقت إدارة جو بايدن، محاولة دبلوماسية جديدة لإخراج البلاد من «دوامة العنف» وتخطط لإعادة فتح السفارة الأميركية في طرابلس، بعد سبع سنوات من إغلاقها، على ما أفاد تقرير لقناة «إن بي سي» الأميركية.

وقال مصدران مطلعان للقناة، الخميس، إن الإدارة الأميركية نشرت فريقا في ليبيا؛ للعمل على الإجراءات اللوجستية المرهقة لإعادة فتح السفارة، عقب زيارة دبلوماسي أميركي رفيع المستوى طرابلس الأسبوع الماضي، حيث تتناقض هذه التحركات مع نهج عدم التدخل، الذي اتبعته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، حين اختارت «عدم ممارسة الضغط» على الحكومات - بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة - التي دعمت وكلاءها في الحرب الليبية في انتهاك صارخ لحظر الأسلحة، الذي تفرضه الأمم المتحدة.

وأشار تقرير صادر عن لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة في، مارس، إلى تورط القوى الأجنبية في نقل إلى ليبيا، طائرات دون طيار، وطائرات شحن، وصواريخ أرض جو، ومدفعية، وعربات مصفحة، إضافة إلى مرتزقة من تشاد و السودان وسورية.

مخاطر إعادة فتح السفارة الأميركية
ويلفت التقرير الأميركي إلى المخاطر السياسية لتفكير إدارة بايدن في إعادة فتح السفارة الأميركية، حيث يدرك المسئولون الأميركيون الخلاف الحزبي، الذي اندلع في واشنطن بعد هجوم على بعثة دبلوماسية أميركية في مدينة بنغازي في العام 2012، وأدى على أثره إلى وفاة السفير الأمريكي كريس ستيفنز، فقد أطلق الجمهوريون في مجلس النواب ستة تحقيقات حول طريقة تعامل إدارة أوباما مع الحادث.

وردا على سؤال حول مستقبل عمل السفارة في طرابلس، رفضت وزارة الخارجية التعليق على الموعد الذي قد تفتح فيه البعثة أبوابها مرة أخرى. لكن ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية قال لقناة «إن بي سي» المحلية: «نعتزم بدء استئناف العمليات في ليبيا بمجرد أن يسمح الوضع الأمني ولدينا الإجراءات الأمنية اللازمة». ومع ذلك يوضح إن «حدوث ذلك يتطلب تخطيطا لوجستيا وأمنيا دقيقا، إضافة إلى التنسيق بين الوكالات لتلبية المتطلبات الأمنية والقانونية».

حكومة الوحدة تحث الإدارة الأميركية على إعادة فتح السفارة
وأعاد الاتحاد الأوروبي فتح بعثته في ليبيا الأسبوع الماضي، واستأنفت حكومات أخرى بعثاتها الدبلوماسية منذ مارس في إظهار دعم لحكومة الوحدة الوطنية الموقتة، التي تم تشكيلها بعد وقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة في أكتوبر.

وقال مبعوث ليبيا لدى الولايات المتحدة محمد علي عبدالله، إن حكومة الوحدة الوطنية حثت إدارة بايدن على المضي قدما في خطط إعادة فتح السفارة الأمريكية ، قائلا إنها «سترسل رسالة رمزية مهمة».

وأُغلقت السفارة في العام 2014، عندما قرر المسؤولون أن القتال بالقرب من المدينة يجعل العمل في العاصمة غير آمن، حيث تم نقل السفارة إلى تونس المجاورة.

- واشنطن تجدد دعمها للانتخابات وتطالب برحيل القوات العسكرية والمقاتلين الأجانب من ليبيا
المبعوث الأميركي: لا بد من اختفاء دور المقاتلين الأجانب.. ودعم الاقتصاد الليبي يتطلب حكومة قوية

وحسب مسئول أميركي سابق عمل في إدارة باراك أوباما، فإن العمل دون سفارة يضع الحكومة في «موقف ضعيف ويحرمها من الصورة الكاملة للوضع على الأرض»، وقال إنه «لأمر محرج أننا لسنا هناك وأمر سيئ للسياسة الخارجية للولايات المتحدة».

ملف القوات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا
وبموجب وقف إطلاق النار في ليبيا، الذي تم الاتفاق عليه في أكتوبر، تعهدت الحكومات بضمان انسحاب جميع المقاتلين والمرتزقة الأجانب، ووقف المزيد من الانتهاكات لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة. لكن تقريرا صدر، أخيرا، للأمم المتحدة أوضح أن المقاتلين الأجانب ما زالوا على الأرض، وأن الأسلحة تستمر في التدفق إلى البلاد.

وقال الزميل البارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وهو مركز أبحاث في واشنطن، بن فيشمان، إن على الولايات المتحدة الآن دفع شركائها - بما في ذلك الإمارات - وخصومها لوقف التدخل في ليبيا.

وتساؤل فيشمان حول «مدى نشاط واشنطن فيما يتعلق بالمشاركة الدبلوماسية مع المفسدين، بشكل أساسي ، للتأكد من أنهم لن يفسدوا» العملية السياسية. مستطردا و«هل ستكون ليبيا على رأس جدول الأعمال في علاقاتها المعقدة مع بعض هذه الدول؟».  

ومن غير الواضح ما إذا كانت إدارة بايدن ستكون قادرة على مواصلة الجهود الدبلوماسية المستمرة، حيث أوضح البيت الأبيض أنه يعتزم استثمار وقت وجهد أقل في الشرق الأوسط للتركيز على مواجهة الصين. لكن فيشمان قال إن ليبيا تقدم فرصة للرئيس جو بايدن لمعالجة عدم الاستقرار على الجانب الجنوبي لحلف «الناتو» مع الوفاء بوعده بإصلاح العلاقات عبر الأطلسي ومصداقية الولايات المتحدة.

«سعادة» بدور أميركي «أكثر نشاطا»
ويعبر الدبلوماسيون الليبيون والأوروبيون حتى الآن عن سعادتهم لأن الولايات المتحدة يبدو أنها تقوم بدور أكثر نشاطا في لحظة محورية لليبيا.

وبصرف النظر عن إرسال القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جوي هود، إلى طرابلس لإجراء محادثات الأسبوع الماضي، قام بايدن، أخيرا، بترقية السفير الأميركي في ليبيا ريتشارد نورلاند، للعمل كمبعوث خاص إلى ليبيا، وهي علامة أخرى على أن الإدارة تحاول حشد الدعم الدولي للعملية السياسية.

ويدعم المشرعون الأميركيون من كلا الحزبين التشريع المقترح، الذي يفرض عقوبات على أي كيانات تنتهك حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة. وقال تقرير للمفتش العام بوزارة الدفاع الأميركية صدر العام الماضي، نقلا عن تقارير من وكالة استخبارات الدفاع، إن الإمارات «قد تقدم بعض التمويل لعمليات مجموعة فاغنر» الروسية.

بدورها، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تدعم «بقوة» اتفاق أكتوبر لوقف إطلاق النار، والذي يقضي بانسحاب جميع القوات العسكرية الأجنبية والمرتزقة. وهذا يشمل ضرورة خروج القوات الروسية المرتزقة، والقوات التركية، وكل القوات العسكرية الأجنبية، والوكلاء، والمقاتلين الأجانب، بما في ذلك من سورية وتشاد والسودان، وضرورة «إنهاء أي دعم للتدخل العسكري الأجنبي خاصة من جانب الإمارات»، وفق المسؤولة الأميركية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الحويج: «الاقتصاد» تستهدف رفع إيرادات الدولة غير النفطية لـ60%
الحويج: «الاقتصاد» تستهدف رفع إيرادات الدولة غير النفطية لـ60%
جريدة «الوسط»: قطاع النفط الليبي على صفيح ساخن
جريدة «الوسط»: قطاع النفط الليبي على صفيح ساخن
مصادرة كمية كبيرة من الوقود مخزنة في أرض فضاء ببنغازي
مصادرة كمية كبيرة من الوقود مخزنة في أرض فضاء ببنغازي
سكون سياسي في رمضان.. والقيادة تعلق المشاركة في «المصالحة»
سكون سياسي في رمضان.. والقيادة تعلق المشاركة في «المصالحة»
إطفاء حريق في نفايات قرب مستودع للغاز بالبيضاء
إطفاء حريق في نفايات قرب مستودع للغاز بالبيضاء
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم