شبهت جريدة فرنسية مصرع الرئيس التشادي إدريس ديبي بمقتل معمر القذافي؛ حيث حذرت من ارتدادات قد تشهدها المنطقة ككل بعد تفجر الاضطرابات الأمنية.  

وأكدت جريدة «لكسبريس» الفرنسية، اليوم الخميس، أن السيناريو الأسود الذي خشي الإليزيه حدوثه وقع للرئيس التشادي وشريكها رقم واحد الذي قتل في صراع مع المتمردين جاءوا من ليبيا بعدما جعلت باريس نجامينا محور نظام مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل. وتعليقا على التطورات اعتبر المحلل في مركز الأبحاث الأمريكي «أتلانتيك كاونسل» كاميرون هدسون أن وفاته بمثابة «زلزال يمكن مقارنته بسقوط معمر القذافي في ليبيا؛ حيث يمكن أن تكون عواقبه كارثية على المنطقة».

وفي هذه الدولة الواقعة في وسط أفريقيا، التي يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة، وتقع على حدود ليبيا والسودان والنيجر ونيجيريا والكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى، احتل الجيش الفرنسي موقعا مركزيا.

كيف جعل ديبي نفسه حليف لا غنى لفرنسا عنه
ويتابع الباحث كامرون: «تشاد هي أكبر قاعدة عسكرية خارجية لفرنسا، وهي آخر بقايا الإمبراطورية»؛ حيث ساعدتها في حربها ضد ليبيا خلال ثمانينات القرن الماضي في حين أصبح لها مقر لقوات «برخان» العسكرية منذ العام 2014، إذ تم حشد 5100 رجل ضد الجماعات الجهادية.  

وأشارت الجريدة الى قدرة الجنود الفرنسيين على الاعتماد على تفاني ديبي، كـ«محارب الصحراء» الذي وصل إلى السلطة في العام 1990 بفضل انقلاب بدعم من باريس. وتوضح الباحثة في جامعة باريس نانتير مارييل ديبوس: «لقد جعل نفسه لا غنى عنه بإرسال تعزيزات إلى العملية الفرنسية في مالي في العام 2013؛ كما أن جيشه المعروف بفعاليته في القتال، يلعب دورا رئيسيا في القوة المشتركة لمجموعة الساحل الخمس (التي تضم خمس دول من المنطقة)». 

وفي مقابل خدماتها المتعددة تدخلت فرنسا مرارا وتكرارا لمساعدة ديبي، الذي تعرض للتهديد المستمر من قبل المتمردين. ففي فبراير 2019 أرسلت طائراتها من طراز ميراج 2000 لقصف رتل من المتمردين في شمال البلاد، ومرة أخرى أصبح يُنظر إليها على أنها حامية لنظام قمعي.

من جانبه، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى مرحلة انتقالية عسكرية محدودة تؤدي إلى «حكومة مدنية وجامعة». وقالت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية فلورانس بارلي إن فرنسا «خسرت حليفا أساسيا في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل».

ومن المقرر أن تنظم جنازة وطنية لإدريس ديبي، يوم الجمعة، في العاصمة نجامينا بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

-  نجل ديبي يتولى «رئاسة الجمهورية» في تشاد
-  رحيل ديبي يفتح الباب لمرحلة من عدم اليقين في تشاد
-  المتمردون في تشاد يتعهدون بمواصلة الهجوم بعد وفاة ديبي
-  الجيش التشادي: وفاة الرئيس ديبي متأثرا بجروح أُصيب بها على الجبهة

الإبن يتولى مهام رئيس الجمهورية خلفا لوالده
وكان الجنرال محمد إدريس ديبي (37 عاما) أعلن، أمس الأربعاء، توليه مهام رئيس الجمهورية خلفا لوالده. وقال إنه «يتولى مهام رئيس الجمهورية»، وإنه أصبح «القائد الأعلى للقوات المسلحة»، وفق ما جاء في الميثاق الانتقالي الذي نشر الأربعاء على الموقع الإلكتروني للرئاسة.

وقاد ديبي الابن الحرس الرئاسي وعمل مساعدا لقائد القوات المسلحة وعيّن الثلاثاء 14 جنرالا آخرين مقربين من والده الراحل بالمجلس الانتقالي، وهي الهيئة التي ستتولى شؤون الحكم 18 شهرًا حتى إجراء انتخابات وفقًا لما أعلنته.

وضمن قراراته، أعلن المجلس العسكري الانتقالي إعادة فتح حدود البلاد البرية والجوية، بعد ما كان أمر بإغلاقها وفرض حظر التجول، الثلاثاء، عقب إعلان مقتل والده.

كما بحث رئيس المجلس العسكري الانتقالي في تشاد محمد إدريس ديبي، مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، خريطة طريق المرحلة الانتقالية، بينما جددت قوى المعارضة رفضها لسيطرة الجيش على السلطة.

وقالت الأمانة التنفيذية لمجموعة دول الساحل الخمس، إنها تدعم بشكل كامل المرحلة الانتقالية المعلنة في تشاد، إثر وفاة الرئيس الذي كان يتولى الرئاسة الدورية للمجموعة.