Atwasat

رحيل ديبي يفتح الباب لمرحلة من عدم اليقين في تشاد

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 21 أبريل 2021, 03:48 مساء
WTV_Frequency

يدشن رحيل الرئيس إدريس ديبي إتنو الذي حكم تشاد لأكثر من ثلاثين عاما وكان شريكا رئيسيا للغرب ضد «المتطرفين» في منطقة الساحل، فترة من عدم اليقين في هذا البلد الذي وعد المتمردون فيه بالزحف إلى العاصمة نجامينا.

أعلن الجنرال محمد إدريس ديبي (37 عاما) نجل الرئيس الراحل الذي كان حتى ذلك الحين يتولى قيادة الحرس الرئاسي المتمتع بنفوذ هائل ويتولى حماية النظام والحكومة والجمعية الوطنية أنه «يتولى مهام رئيس جمهورية» تشاد، حسب ميثاق انتقالي نُشر الأربعاء على الموقع الإلكتروني للرئاسة، وفق «فرانس برس».

تشكيل المجلس العسكري الانتقالي
وكان محمد إدريس ديبي قد عين الثلاثاء 15 جنرالا من المعروف أنهم من بين الأكثر ولاء لرئيس الدولة لتشكيل المجلس العسكري الانتقالي، وأكدت هذه الهيئة أن مؤسسات جديدة ستظهر بعد انتخابات «حرة وديمقراطية» في غضون عام ونصف العام.

وعلى الجانب الآخر وعد المتمردون الذين يشنون هجوما ضد النظام التشادي منذ تسعة أيام بالتقدم إلى نجامينا ورفضوا «بشكل قاطع» هذا المجلس العسكري. وأكد الناطق باسم «جبهة التناوب والوفاق في تشاد» كينجابي أوغوزيمي دي تابول: «نعتزم مواصلة الهجوم».

-  المتمردون في تشاد يتعهدون بمواصلة الهجوم بعد وفاة ديبي.. ويرفضون «المجلس العسكري الانتقالي»
-  أحزاب المعارضة الرئيسية في تشاد تندد بـ«انقلاب مؤسساتي»

وستنظم الجنازة الوطنية لإدريس ديبي إتنو الذي توفي الإثنين بحسب رئاسة الجمهورية، الجمعة في نجامينا. وأعلن قصر الإليزيه في بيان أن فرنسا «فقدت صديقا شجاعا»، مشددا على أهمية «الانتقال السلمي» و«التزامها الراسخ باستقرار تشاد ووحدة وسلامة أراضيها».

ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى فترة انتقالية عسكرية محدودة تؤدي إلى «حكومة مدنية وشاملة». من جهتها، أكدت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية فلورنس بارلي أن فرنسا «خسرت حليفا أساسيا في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل».

بعد طرده عن طريق الترهيب أو العنف المعارضين الأقوياء النادرين، أُعلن فوز الماريشال ديبي مساء الإثنين، لم يكن قد أعلن عن إصابته، في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 11 أبريل لولاية رئاسية سادسة. وحسب الإعلان الذي صدر قبل الموعد المحدد له، حصل ديبي على 79.32 بالمئة من الأصوات.

وكان هذا العسكري البالغ من العمر 68 عاما، متمردا قبل أن يستولي على السلطة بقوة السلاح في 1990. ولم يكف عن الظهور ببزة عسكرية وعن تقديم نفسه «كمحارب». وقد أصيب بجروح خطيرة عندما توجه إلى الجبهة ليقود بنفسه القتال ضد رتل من المتمردين المتسللين من ليبيا.

 إغلاق الحدود
قال الناطق عند إعلانه وفاة ديبي على التلفزيون الرسمي الثلاثاء إن الماريشال «تولى قيادة العمليات خلال المعركة البطولية التي خاضها ضد جحافل الإرهاب القادمة من ليبيا»، موضحا أنه «جرح خلال الاشتباكات وتوفي بعيد إعادته إلى نجامينا».

وأوضح الجيش أن المجلس العسكري الانتقالي «برئاسة الجنرال محمد إدريس ديبي يضمن الاستقلال الوطني وسلامة الأراضي والوحدة الوطنية واحترام المعاهدات والاتفاقات الدولية ويؤمن انتقالا لمدة 18 شهرا». وفُرض حظر تجول وأغلقت الحدود.

وكان ديبي أطاح حسين حبري (حكم من 1982 إلى العام 1990) بعدما كان قائد الجيش في عهده. وقام الحرس الرئاسي لسنوات بقمع أي معارضة بقوة قبل أن يخفف من تشدد نظامه ويفتحه لتعددية حزبية «مضبوطة»، على حد قول الخبراء.

وقد تمت ترقيته إلى رتبة مشير في أغسطس الماضي بسبب إنجازات عسكرية بعد أن قاد شخصياً قبل عام هجوماً في عمق نيجيريا المجاورة لملاحقة جهاديي «بوكو حرام» الذين جاؤوا لمهاجمة ثكنة عسكرية تشادية.

ويعتبر الغربيون، خصوصا فرنسا القوة الاستعمارية السابقة، نظام إدريس ديبي شريكا أساسيا في الحرب ضد الجهاديين في منطقة الساحل. وتحيط بتشاد التي لا تملك أي منفذ على البحر دول تشهد اضطرابات مثل ليبيا والسودان وجمهورية أفريقيا الوسطى. وهي مسهم رئيسي بالجنود والسلاح في هذا النزاع.

ويشارك الجيش التشادي في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي بواحدة من فرقهم الرئيسية ويعتبر الأكثر خبرة في القوة المشتركة G5 الساحل (موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد).

مات على أرض المعركة
شهدت تشاد عبر تاريخها سلسلة من حركات التمرد القادمة من الشمال من ليبيا أو السودان المجاور. وكان إدريس ديبي نفسه إلى السلطة على رأس قوات من المتمردين اقتحمت العاصمة نجامينا.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، انضم إلى ابنه محمد لقيادة القتال في الشمال ضد تحالف المتمردين. وأعلن الجيش التشادي الإثنين أنه تمكن من سحق المتمردين لكن شائعات تحدثت عن قتال عنيف أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى من الجانبين.

ولم يعترف الجيش سوى بستة قتلى في صفوفه وقال إنه قتل أكثر من 300 «عدو». وفي جبل تيبستي على الحدود مع ليبيا، ولكن أيضًا في الشمال الشرقي المتاخم للسودان، يواجه المتمردون التشاديون الجيش باستمرار من قواعدهم الخلفية في هذه البلدان.

وفي فبراير 2019 أوقف قصف جوي فرنسي بطلب من نجامينا، المتمردين القادمين من ليبيا لمحاولة إسقاط النظام. وفي فبراير 2008 وصلوا إلى أبواب القصر الرئاسي قبل صدهم بفضل الدعم العسكري من باريس أيضا.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مقتل شخصين في قصف أوكراني قرب بيلغورود الروسية
مقتل شخصين في قصف أوكراني قرب بيلغورود الروسية
ألمانيا: إعادة انتخاب بوتين نتيجة عملية اقتراع دون خيار آخر
ألمانيا: إعادة انتخاب بوتين نتيجة عملية اقتراع دون خيار آخر
اللجنة الانتخابية: بوتين حصد 87,28% من الأصوات في الانتخابات الروسية
اللجنة الانتخابية: بوتين حصد 87,28% من الأصوات في الانتخابات ...
«رويترز»: بايدن ونتنياهو يجريان محادثة هاتفية الإثنين
«رويترز»: بايدن ونتنياهو يجريان محادثة هاتفية الإثنين
مسلحون يخطفون 100 شخص خلال هجومين في شمال نيجيريا
مسلحون يخطفون 100 شخص خلال هجومين في شمال نيجيريا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم