أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط انتهاء الترتيبات الوقتية لإيداع إيراداتها النفطية في حسابها لدى المصرف الليبي الخارجي، وذلك تماشيا مع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي نالت الثقة من مجلس النواب الأربعاء الماضي، لتؤكد المؤسسة بذلك انتهاء تلك الترتيبات المعمول بها منذ خلافها مع مصرف ليبيا المركزي.
وقالت مؤسسة النفط في بيانها مساء أمس الأحد، إن الاجمالي التراكمي للإيرادات النفطية المحتجزة منذ رفع حالة القوة القاهرة في 26 أكتوبر الماضي وصل حتى 10 مارس الجاري إلى 7 مليارات و767.4 مليون دولار «متضمنة حقوق الشركاء وحقوق المؤسسة ولا تشتمل الاتاوات والضرائب»
ونشب الخلاف بين المؤسسة والمصرف المركزي في نوفمبر الماضي، بسبب «تضارب البيانات وتبادل الاتهامات بين الجانبين حول الإيرادات النفطية ومآلات إنفاقها بشفافية وعدالة»، إذ اتهم المصرف المؤسسة بـ«مخالفة التشريعات النافذة، وعدم توريدها 3.2 مليار دولار من الإيرادات النفطية إلى الخزانة العامة»، وردت المؤسسة بإعلانها إيداع إيراداتها النفطية إلى حسابها بالمصرف الليبي الخارجي، وعدم تحويلها إلى حساب المصرف المركزي.
- حرب بيانات وتبادل اتهامات بين المصرف المركزي ومؤسسة النفط
وتطور الخلاف حتى تدخل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج الذي عقد اجتماعا مع كل من رئيس مجلس إدارة المؤسسة مصطفى صنع الله ومحافظ المصرف المركزي الصديق الكبير، حيث خلص الاجتماع إلى «تفعيل دور اللجنة المشتركة ولتي تضم في عضويتها كلا من: ديوان المحاسبة، ووزارة المالية بحكومة الوفاق، ومصرف ليبيا المركزي، وممثلين عن وزارة المالية بالمنطقة الشرقية، للتنسيق في المسائل ذات العلاقة بالمالية العامة تحقيقا للمصالح العليا للبلاد».
وتأتي خطوة مؤسسة النفط المعلنة أمس في إطار التطورات السياسية الأخيرة التي تشهدها ليبيا بعد الثقة التي نالتها حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة من مجلس النواب الأسبوع الماضي، فقد اجتمع صنع الله في طرابلس مع الدبيبة، الذي أكد على دعمه مؤسسة النفط والشركات التابعة لها «من أجل تحقيق أهدافها في زيادة الانتاج وتحقيق إيرادات أكبر لدعم الاقتصاد الوطني»، حسب بيان المؤسسة أمس.
وقال صنع الله إن المؤسسة «تتطلع للعمل مع وزارة النفط والغاز وتوسيع امكانات الموارد النفطية الليبية»، مشيرا إلى أن وزير النفط والغاز المهندس محمد عون سيترأس وفد ليبيا لدى منظمة أوبك في الاجتماعات الوزارية وفي المحافل الدولية، معتبرا ذلك «أمر هام وحيوي، كي تكون دولة ليبيا في مصاف الدول الرائدة في الصناعة النفطية».
ونوه بيان المؤسسة إلى أن الإيراد العام من مبيعات النفط الخام ومشتقاته لشهر فبراير الماضي بلغ مليار و235.7 مليون دولار، وهو المبلغ الذي أودعته المؤسسة في حسابها بالمصرف الليبي الخارجي.
تعليقات