Atwasat

الليرة تنتعش بعد إعلان إردوغان إجراءات للدعم النقدي

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 21 ديسمبر 2021, 09:30 صباحا
WTV_Frequency

انتعشت الليرة التركية، مساء الإثنين، بعد أن أعلن الرئيس، رجب طيب إردوغان، إجراءات جديدة للدعم النقدي فسرها محللون على أنها رفع غير مباشر لأسعار الفائدة.

وارتفعت الليرة التركية بنحو 10% بعد الإعلان عن الإجراءات الجديدة، متجاوزةً بذلك خسارة بنحو 10% من قيمتها عانت منها سابقًا خلال اليوم. وقال محللون إن إردوغان «رضخ» لضغوط السوق ورفع أسعار الفائدة بشكل غير مباشر، حيث أعلن سلسلة من الإجراءات المعقدة لإنقاذ العملة الوطنية، وفق وكالة «فرانس برس».

وتشمل هذه الإجراءات أداة مالية جديدة تهدف إلى تعويض الانخفاض في قيمة الودائع المصرفية الناجم عن انخفاض قيمة الليرة. ولم يشرح إردوغان كيف ستعمل هذه الأداة. لكن المستشار السابق للخزانة التركية، محفي إجلمز، وصف الإجراءات الجديدة بأنها «رفع غير مباشر في أسعار الفائدة».

ودفع التراجع المتواصل لقيمة الليرة التركية، الإثنين، التجار الذين يتوخون عادة الحذر إلى الخروج عن صمتهم لمطالبة إردوغان بإعادة النظر في سياسته النقدية. وإزاء تصميم إردوغان على مواصلة الدعوة إلى خفض أسعار الفائدة، دعته جمعية رجال الأعمال الأتراك التي تمثل حوالى 85% من شركات التصدير إلى تصحيح السياسة النقدية التي «تدفع الاقتصاد والبلد نحو الهاوية»، وفق الوكالة الفرنسية.

وتراجعت الليرة التركية مجددًا صباح الإثنين إذ فقدت نحو 10% من قيمتها مقابل الدولار قبل أن تعوض بعضًا من خسائرها، ما دفع السلطات إلى تعليق التداول في البورصة عصرًا بشكل موقت، وذلك للمرة الثانية منذ يوم الجمعة. وتواصل الليرة التركية تراجعها إلى مستويات قياسية، وتخطى سعر الصرف 17 ليرة للدولار، لتخسر أكثر من 45% من قيمتها مقابل الدولار منذ بداية نوفمبر.

تصميم إردوغان على سياسته الاقتصادية
ويأتي التراجع الجديد للعملة المحلية غداة تصريحات لرئيس الدولة نشرت مساء الأحد - لكنها سُجلت السبت - أكد فيها أنه لن يرفع أسعار الفائدة من أجل تثبيت سعر الصرف.

وعزا إردوغان قراره إلى تعاليم الإسلام الذي يحرم الربا، وقال: «بصفتي مسلمًا، سأفعل ما يأمرني به ديننا» و«إن شاء الله سينخفض التضخم في أسرع وقت ممكن».

وبذلك يكون إردوغان قد رد على جمعية رجال الأعمال الأتراك التي ناشدته في نهاية الأسبوع الماضي التحرك لمواجهة الأزمة.

وكتبت جمعية المصدرين في بيان نُشر على الإنترنت أن «الخيارات السياسية التي تم تنفيذها لم تخلق صعوبات جديدة لعالم الأعمال فحسب، بل لمواطنينا كذلك». وأشارت مجددًا إلى «تحذيراتها من مخاطر حدوث انخفاض كبير في قيمة الليرة والتضخم المتسارع والضغط على الاستثمارات والنمو والتوظيف وإفقار بلادنا».

وأضافت: «وبالنظر إلى ذلك، لا بد من تقييم الأضرار التي لحقت بالاقتصاد والعودة إلى المبادئ الاقتصادية الموضوعة في إطار اقتصاد السوق».

إردوغان: لا تنتظروا مني شيئًا آخر
وردًا على هذه الدعوة، قام أردوغان بتسجيل الفيديو الذي بُث مساء الأحد وقال فيه: «إنهم يشتكون من خفض سعر الفائدة. لكن لا تنتظروا مني شيئًا آخر».

- الليرة التركية تهوي إلى أدنى مستوى على الإطلاق مع خفض جديد للفائدة
الأتراك المتضررون من تدهور الليرة يلجؤون إلى أكشاك «خبز الشعب»
-  التجار الأتراك يدعون السلطة إلى التحرك لمواجهة انهيار الليرة

ومساء الإثنين، هاجم إردوغان مجددًا جمعية رجال الأعمال الأتراك في مؤتمر صحفي إثر جلسة للحكومة، وقال متوجهًا إلى الجمعية: «أنتم تتآمرون لإطاحة الحكومة»، واتهمها بالعمل مع المعارضة من أجل تنظيم انتخابات مبكرة.

وقال إردوغان: «آمالكم ستتبدد. إنها أضغاث أحلام. عليكم أن تنتظروا يونيو 2023»، في إشارة إلى موعد الاستحقاق الانتخابي المقبل.

وأعلن الرئيس التركي مجموعة تدابير ترمي إلى جعل حسابات الادخار بالليرة التركية أكثر جاذبية مقارنة بالحسابات بالعملات الأجنبية.

وفيما يضغط الرئيس على البنك المركزي الذي أقال ثلاثة من حكامه منذ 2019، لخفض معدل فائدته، البالغ حاليًا 14%، وصل معدل التضخم السنوي إلى 21%، وقد يبلغ 30% في الأشهر المقبلة، وفقًا لخبراء الاقتصاد.

لكن المعارضة تتهم مكتب الإحصاء الوطني بتعمد التقليل، إلى حد كبير، من زيادة الأسعار، بحيث شهدت أسعار السلع الأساسية مثل زيت عباد الشمس ارتفاعًا بنسبة 50% خلال عام.

رفع الحد الأدنى للأجور
ويسعى الأتراك إلى استبدال عملتهم المحلية بالدولار والذهب حفاظًا على قدرتهم الشرائية. واشارت منظمة رجال الأعمال إلى ذلك مستنكرة «فقدان الثقة والبيئة غير المستقرة»، مؤكدة أن «الطلب الهائل على العملات الأجنبية يعرقل سائر التوازنات الاقتصادية».

وتداولت صور على نطاق واسع والتعليق عليها أخيرًا في تركيا، تظهر طوابير طويلة أمام مستودعات الخبز المدعومة من قبل بلديات المعارضة، في أنقرة وإسطنبول بشكل خاص، حيث يباع الخبز بنصف سعر السوق.

في هذا السياق، رفع الرئيس، الخميس، الحد الأدنى للأجور بنسبة 50% إلى 4250 ليرة (240 يورو) اعتبارًا من العام المقبل.

خسرت الليرة التركية أكثر من 57% من قيمتها مقابل الدولار منذ بداية يناير، وقد أدى هذا الانهيار إلى ارتفاع غير محتمل في الأسعار، في ظل اعتماد الدولة بشكل كبير على الواردات، وخصوصًا بالنسبة للمواد الأولية والطاقة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
انخفاض مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة
انخفاض مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة
أسعار النفط تواصل ارتفاعها بعد مؤشرات على زيادة الطلب في أميركا
أسعار النفط تواصل ارتفاعها بعد مؤشرات على زيادة الطلب في أميركا
الهند تقلل من التهديدات الأميركية بعد الاتفاق مع إيران على تطوير ميناء
الهند تقلل من التهديدات الأميركية بعد الاتفاق مع إيران على تطوير ...
«داو جونز» يخترق 40 ألف نقطة لأول مرة في تاريخ الأسهم الأميركية
«داو جونز» يخترق 40 ألف نقطة لأول مرة في تاريخ الأسهم الأميركية
أميركا تحظر واردات 26 شركة نسيج صينية
أميركا تحظر واردات 26 شركة نسيج صينية
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم