Atwasat

القارة السمراء تتعافى من أسوأ ركود اقتصادي منذ 50 عامًا

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 29 مارس 2021, 10:54 صباحا
WTV_Frequency

يتوقع البنك الأفريقي للتنمية، تعافي القارة السمراء من أسوأ ركود لها منذ نصف قرن وأن تصل إلى معدل نمو بنسبة 3.4% خلال العام الجاري 2021، على الرغم من التحديات الكبيرة التي فرضها واقع انتشار جائحة فيروس «كوفيد–19» على الصعيد العالمي، والصدمات الاقتصادية الخارجية التي أثرت في اقتصاد القارة الأفريقية.

وأوضح البنك، في تقريره الصادر بشأن آفاق الاقتصاد الأفريقي 2021، أن تفشي وباء «كوفيد–19» في ديسمبر 2019 تسبب في خسائر فادحة في أفريقيا؛ حيث أصاب الاقتصادات المعتمدة على السياحة، والأخرى المصدرة للنفط، وغيرها كثيرة الموارد الأخرى، فضلًا عن تعميقه لعدم المساواة في القارة السمراء.

ونقل التقرير عن رئيس البنك، أكينوومي أديسينا، قوله: «إن الأثر الاقتصادي لوباء كورونا يتنوع حسب الخصائص الاقتصادية المختلفة لكل منطقة، لكن هناك توقعات بحدوث انتعاش واسع النطاق، حيث أنه من المتوقع أن يرتفع متوسط نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي لأفريقيا بنسبة 10 إلى 15 نقطة مئوية على المدى القصير إلى المتوسط، لقد آن الأوان لتخفيف عبء الديون عن أفريقيا».

ويقدم تقرير آفاق الاقتصاد الأفريقي، الذي يُنشر سنوياً منذ العام 2003، الأرقام الرئيسية للأداء الاقتصادي والتوقعات الاقتصادية لأفريقيا. ويسلط تقرير هذا العام، المنشور بعنوان «من حل الديون إلى النمو: الطريق أمام أفريقيا»–ونقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط–الضوء على تأثير «كوفيد–19» والديون الحكومية، ويقدم تدابير مخففة للحكومات وصانعي السياسات.

توقعات بزيادة الفقر في أفريقيا رغم توقعات التعافي
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من التوقعات بتعافي القارة السمراء، في أعقاب انكماش بنسبة 2.1% والمسجل العام الماضي 2020، لا يزال خطر زيادة الفقر يهدد القارة فمن المحتمل أن ينزلق ما يقدر بنحو 39 مليون أفريقي إلى هوة الفقر المدقع العام الجاري، فضلًا عن 30 مليونًا آخرين تعرضوا للوقوع في براثن الفقر خلال العام الماضي 2020 نتيجة تداعيات وباء «كورونا». وأكد ضرورة حماية السكان ذوي المستويات التعليمية المتدنية والأصول القليلة والعاملين في وظائف غير رسمية؛ لأنهم الأكثر تضررًا من تداعيات «كوفيد–19».

وحذر نائب رئيس البنك الأفريقي للتنمية وكبير الاقتصاديين، رباح أرزقي، في عرضه للتقرير خلال حفل افتراضي، من أن النمو المتوقع في أفريقيا قد يتعرض لمخاطر سلبية كبيرة ناشئة عن عوامل خارجية ومحلية، مشددًا على أن «تكلفة التقاعس عن العمل على الحد من هذه المخاطر ستكون باهظة».

وتطرق التقرير إلى الديون التي أثقلت كاهل القارة السمراء خاصة في ظل جائحة «كوفيد–19»، لافتًا إلى أن الإنفاق الحكومي ارتفع في العام 2020 بجميع أنحاء القارة الأفريقية؛ حيث سعت البلدان جاهدة لدعم سكانها خلال الوباء، وتسبب هذا الأمر في حدوث تأثير سلبي مباشر على أرصدة الموازنة العامة وأعباء الديون.

وفي هذا الإطار، من المتوقع أن يرتفع متوسط نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي لأفريقيا بنسبة 10 إلى 15 نقطة مئوية على المدى القصير إلى المتوسط، مدفوعا بالزيادة في الإنفاق الحكومي وتقلص الإيرادات المالية نتيجة لتداعيات «كوفيد–19».

وأفاد التقرير بأن ذلك سيؤدي إلى تراكم ديون سريع الخطى على المدى القريب إلى المتوسط، مضيفًا أنه على الرغم من أن متوسط نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي قد استقر عند نحو 60 % من الناتج المحلي الإجمالي، إلا أن تجارب إعادة هيكلة الديون الأخيرة في أفريقيا كانت مكلفة وطويلة بسبب عدم تناسق المعلومات، ومشاكل تنسيق الدائنين، واستخدام أدوات دين أكثر تعقيدًا.

وبشأن استجابة البنك الأفريقي للتنمية لتداعيات جائحة «كورونا»، تطرق التقرير إلى سرعة استجابة البنك لهذه التداعيات؛ حيث أنشأ مرفقًا للاستجابة للأزمات لدعم البلدان في التخفيف من الآثار الصحية والاقتصادية للوباء.

كما أطلق البنك سندات اجتماعية بقيمة 3 مليارات دولار لمكافحة «كوفيد–19» في أسواق رأس المال العالمية، التي كانت في ذلك الوقت أكبر سند اجتماعي مقوم بالدولار الأمريكي على الإطلاق.

دعوة إلى إعطاء أولوية لديون القارة السمراء
وأكد رئيس البنك الأفريقي للتنمية أكينوومي أديسينا، أهمية إعطاء الأولوية لأساسيات عبء الديون في أفريقيا، قائلًا: «اتخذ البنك خيارًا استراتيجيًّا وتطلعيًّا؛ لمناقشة موضوع يمكن أن يصبح مصدر قلق رئيسي للسياسة على المدى القريب.. نحن بحاجة إلى معالجة تحديات الديون وتمويل التنمية في أفريقيا بالشراكة مع المجتمع الدولي.. هناك حاجة إلى دعم مالي أكبر بكثير، ويجب أن يكون دائنو القطاع الخاص جزءًا من الحل.. لقد حان الوقت الآن لإطلاق حملة تخفيف أعباء الديون الأخيرة لأفريقيا».

يشار إلى أن تقرير البنك الأفريقي للتنمية يقدم توصيات مهمة لنهج سياسي متعدد الجوانب للتصدي للوباء. وتشمل دعم القطاع الصحي بالموارد لأنظمة الرعاية الصحية لمواجهة الفيروس والأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها؛ الدعم النقدي والمالي لدعم الانتعاش الاقتصادي؛ توسيع شبكات الأمان الاجتماعي وجعل النمو أكثر إنصافا؛ التقليل من الآثار طويلة المدى للوباء على تراكم رأس المال البشري من خلال فتح المدارس وتوسيع نطاق سياسات سوق العمل النشطة لإعادة تجهيز القوى العاملة لمستقبل العمل من خلال الرقمنة والتصنيع والتنويع.

من جانبها، قالت حنان مرسى، مديرة إدارة سياسات الاقتصاد الكلي والتنبؤ والبحوث في البنك الأفريقي للتنمية: «لدينا فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في القرن للتقدم إلى الأمام بشكل أفضل وأكثر إنصافًا واستدامة وقبل كل شيء أكثر مرونة.. هناك حاجة ماسة إلى اتخاذ إجراءات أكثر سرعة وجرأة لتحقيق ذلك، مؤكدة أن التقرير يسلط الضوء على الإجراءات الواجب القيام بها».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
أوكرانيا والتجارة على جدول أعمال زيارة الرئيس الصيني إلى فرنسا
أوكرانيا والتجارة على جدول أعمال زيارة الرئيس الصيني إلى فرنسا
تغريم «كوانتاس الأسترالية» 66 مليون دولار بسبب فضيحة «رحلات الأشباح»
تغريم «كوانتاس الأسترالية» 66 مليون دولار بسبب فضيحة «رحلات ...
الرئيس الفرنسي يؤكد لنظيره الصيني أهمية وجود «قواعد عادلة للجميع» في التجارة
الرئيس الفرنسي يؤكد لنظيره الصيني أهمية وجود «قواعد عادلة للجميع»...
النفط يرتفع بعد قصف إسرائيلي لرفح.. خام برنت بـ83.56 دولار
النفط يرتفع بعد قصف إسرائيلي لرفح.. خام برنت بـ83.56 دولار
«أمازون» تستثمر 9 مليارات دولار في سنغافورة
«أمازون» تستثمر 9 مليارات دولار في سنغافورة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم