صدر للناقدة والروائية الدكتورة فاطمة الحاجي أخيرا روايتها الثانية «رحيل آريس» عن دار خريف للنشر بتونس، وهي إبحار سردي في منعطف التحولات الحاصلة بالمنطقة خلال السنوات الأخيرة، والوقوف على أسئلتها الملحة، المعنية بالوجود الإنساني، وسط زلزال الحروب والدمار وأصوات المدافع.

الحاجي تكاشف عبر أبطال روايتها الحاجة إلى عالم خال من رائحة الموت، وتمضي باستفاهماتها إلى استنكار توابع نوازلها الصادمة محلقة في كنه الذات البشرية وهي تحاول مقاومة تشظ ينازح روحها الشفيفة يقول النص:«بدت كتلة من فتنة الحياة ترقص على إيقاع صوت المدافع والرصاص لتقارع إله الحرب وتدوس وجهه بقدميها. قلت في نفسي: الحرب كانت من شؤون الرجال فكيف غيرت قواعد الكون وأصبحت الحرب هاجسها».

وتقول الدكتورة فاطمة الحاجي عن «رحيل آريس» بعد منجزها الروائي الأول «صراخ الطابق السفلي» الصادرة عن دار النهضة العربية ببيروت، إنها نزيف الروح لما يجري على بلداننا من ويلات دون التحيز لأي طرف بحوارية صادمة، تعاين مجريات الاحتراب القائم ووجهة نظر أغلب الأطراف المهمة، دون أن تكون معنية بتأييد أي طرف، وإنما تبرز وجهة النظر التي تريد الإفصاح عنها في النهاية وهي الانحياز للوطن.

صدام وتبصر
تمضي الكاتبة في تتبع مواطن الخروج من النفق مستعينة بتحسس آلام الشخوص، الذين أنهكتهم بشاعة الصدام ووجدوا ملاذهم الحقيقي بعد تبصر واستدراك.

ويقول النص: «لقد فقدت يدي لكني تعلمت الكثير جئت أبحث عمن يحميني من العدو فلم أجد، لن أبحث عن تكوين حزب كما كنت أرغب، حزبي الآن هو الله والوطن، فقط لن أبحث عن عدوي لأثأر منه وإنما سأزيل الركام من الطرقات، كثر هم أتباع من القلوب النيرة والمقيمين فلا تظن أنني الوحيد في درب الفضائل، سأتواصل بدعاء الغائب لأحبتي الغائبين الغافلين، وأصلي صلاة الاستسقاء إذا انكسرت الرحمة، سأستغفر لمن تسبب في قطع يدي وأدعو أن يبعد الله طيفه عن منامي».

فاطمة الحاجي تصدر روايتها الثانية «رحيل آريس» (بوابة الوسط)