نجح العلماء في فك لغز استمر قرابة 75 عامًا حول ثقب الجاذبية الموجود في المحيط الهندي، وهي منطقة تقل فيها قوة الجاذبية الأرضية، حيث ينخفض مستوى سطح البحر في هذه المنطقة عن 100 متر.

وتوصل باحثون من المعهد الهندي للعلوم إلى حل لهذا اللغز، وهي أعمدة الصهارة القادمة من أعماق الكوكب، مثل تلك التي تؤدي إلى تكوين البراكين، كما نقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية.

وللتوصل إلى هذه النظرية، استخدم العلماء حواسيب عملاقة لمحاكاة كيف يمكن أن تكون المنطقة، والعودة بالزمن إلى 140 مليون سنة. والنتائج، المفصلة في دراسة نُشرت أخيرًا في مجلة «Geophysical Research Letters»، تتمحور حول محيط قديم لم يعد موجودًا.

اكتشاف نجم غريب بوجهين مختلفين يبعد 1300 سنة ضوئية عن الأرض
كويكب يحمل ما قيمته 10 كوينتيليونات دولار من المعادن يقترب من الأرض

كوكب الأرض ليس مثاليًا
قال المؤلف المشارك في الدراسة أتريي غوش، وهو عالم جيوفيزيائي وأستاذ مشارك في مركز علوم الأرض التابع للمعهد الهندي للعلوم: «الأرض في الأساس عبارة عن بطاطس متكتلة. من الناحية الفنية، فهي ليست كرة، ولكن ما نطلق عليه الشكل الإهليلجي، لأنه عندما يدور الكوكب، ينتفخ الجزء الأوسط إلى الخارج».

وأضاف غوش أن «كوكبنا ليس متجانسًا في كثافته وخصائصه، حيث تكون بعض المناطق أكثر كثافة من غيرها، مما يؤثر على سطح الأرض وجاذبيتها. إذا سكبت الماء على سطح الأرض، فإن المستوى الذي يأخذه الماء يسمى الجيود، ويجري التحكم في ذلك من خلال هذه الاختلافات في الكثافة في المادة داخل الكوكب، لأنها تجذب السطح بطرق مختلفة اعتمادًا على مقدار الكتلة الموجودة تحتها».

ويُعد ثقب الجاذبية في المحيط الهندي أدنى نقطة في ذلك الجيود وأكبر شذوذ في الجاذبية، ويشكل منخفضًا دائريًا يبدأ قبالة الطرف الجنوبي للهند ويغطي حوالي 3 ملايين كيلومتر مربع.

واكتشف الجيوفيزيائي الهولندي فيليكس أندريس فينينج ماينز هذا الشذوذ في العام 1948، خلال مسح للجاذبية من سفينة وظل لغزًا إلى الآن.

حل لغز ثقب الجاذبية في المحيط الهندي
ولحل اللغز، أجرى فريق العلماء 19 عملية محاكاة على مدار 140 مليون سنة، وأعادوا خلق حركة الصفائح التكتونية وسلوك الصخور المنصهرة، داخل الوشاح، الطبقة السميكة من باطن الأرض التي تقع بين اللب والقشرة. وفي ستة من السيناريوهات، تشكلت طبقة جيود منخفضة مشابهة لتلك الموجودة في المحيط الهندي.

وجد العلماء أن السيناريوهات الستة تشترك في شيء واحد، هو وجود أعمدة من الصخور المنصهرة الساخنة منخفضة الكثافة، التي تتكون تحت القاع. هذه الأعمدة، بالإضافة إلى هيكل الوشاح (الأرضي) المميز، هي التي خلقت منخفَض الجيود، إذا ارتفعت بما فيه الكفاية.

وتشكلت هذه الأعمدة منذ 20 مليون عام فقط، إلى الجنوب من المحيط الهندي منخفض الجيود. ومع انتشار الأعمدة تحت الغلاف الصخري، اتجهت ببطء نحو شبه الجزيرة الهندية، مما أدى إلى زيادة هذا الانخفاض.

وقال غوش: «الهند كانت في مكان مختلف تمام منذ 140 مليون عام، وكان هناك محيط بين الصفيحة الهندية وآسيا.. بدأت الهند تتحرك شمالا، واختفى المحيط، وانغلقت الفجوة مع آسيا».