رفعت ثماني جرائد أميركية، من بينها «شيكاغو تريبيون»، أمس الثلاثاء، دعوى قضائية ضد «أوبن إيه آي» القائمة على «تشات جي بي تي»، و«ميكروسوفت»، المستثمر الرئيسي فيها، متهمة الشركتين بانتهاك حقوق الملكية الفكرية الخاصة بها لإنشاء التكنولوجيا المستخدمة في برامج الذكاء الصناعي.

وجاء في الدعوى المرفوعة أمام محكمة في نيويورك أن «هذه الدعوى القضائية تنبع من حقيقة أن (الشركتين) سرقتا ملايين المقالات المحمية بحقوق الطبع والنشر للناشرين، من دون إذن أو دفع، من أجل تسويق منتجات الذكاء الصناعي التوليدي، بما في ذلك «تشات جي بي تي» و«كوبايلوت» من «ميكروسوفت»، وفقا لوكالة «فرانس برس».

وتنتمي الجهات المدعية، وهي «نيويورك ديلي نيوز»، و«شيكاغو تريبيون»، و«أورلاندو سينتينل»، و«صن سينتينل أوف فلوريدا»، و«سان خوسيه ميركوري نيوز»، و«دنفر بوست»، و«أورانج كاونتي ريجستر» و«سانت بول بايونير برس»، إلى مجموعة «ألدن غلوبال كابيتال»، وهو صندوق تحوّط يتخذ في فلوريدا مقراً أنشأ ثاني أكبر مجموعة صحفية أميركية بعد «غانيت»، مالكة جريدة «يو إس إيه توداي».

- ميكروسوفت: استثمار بـ3,5 مليارات دولار في ألمانيا بحلول نهاية 2025 يتركّز على الذكاء الصناعي
- «ميتا» تعزز شفافية الذكاء الصناعي بإضافة علامة مائية غير مرئية
- «الضرائب» الأميركية تطالب «ميكروسوفت» بدفع نحو 29 مليار دولار

وبحسب محامي المدعين، «ستثبت هذه المحاكمة أنه يجب على المتهمين الحصول على موافقة الناشرين لاستخدام محتواهم وتعويضهم بشكل عادل عن هذا الاستخدام».

كما يأخذ المدّعون على أدوات الذكاء الصناعي تقديمها مقتطفات من المقالات ونسب معلومات مضللة أو غير دقيقة إلى المنشورات في بعض الحالات.

ويتهم الكثير من المؤلفين والفنانين والمواقع الإخبارية شركة «أوبن إيه آي» ومنافسيها بانتهاك حقوق الملكية الفكرية في إطار السباق نحو تطوير الذكاء الصناعي التوليدي (وهي أدوات تتيح إنتاج نصوص وصور وغيرها من الوسائط بناءً على طلب بسيط باللغة اليومية)، وهو ما يتطلب كميات هائلة من البيانات.

وفي نهاية ديسمبر، أطلقت «نيويورك تايمز» دعاوى قضائية ضد شركتي «أوبن إيه آي» و«ميكروسوفت» للأسباب نفسها.

اهتمام بدعم المنظمات الصحفية
وردا على سؤال لوكالة «فرانس برس» الثلاثاء، لم تعلق «أوبن إيه آي» على ما ساقته ضدها هذه الجرائد، لكنها قالت إنها «تولي اهتماما كبيرا» بمنتجاتها وعملية تدريب نماذج الذكاء الصناعي التوليدي «لدعم المنظمات الصحفية».

كما سلطت الشركة الناشئة في كاليفورنيا الضوء على «الشراكات البناءة والمحادثات مع الكثير من وسائل الإعلام حول العالم لاستكشاف الفرص ومناقشة المخاوف وتقديم الحلول».

وأشارت إلى اتفاقيات ترخيص للمحتوى مع وسائل إعلامية بينها وكالة «إيه بي»، ومجموعة «أكسل سبرينغر» الألمانية، وجريدة «لوموند» الفرنسية اليومية، والمجموعة الإسبانية «بريسا ميديا»، وجريدة «فايننشال تايمز» البريطانية التي انضمت إلى القائمة الإثنين.

وفي القضية التي تتواجه فيها مع «نيويورك تايمز»، دافعت «أوبن إيه آي» عن نفسها بقوة، قائلة إن استخدام البيانات المتاحة للعامة، بما في ذلك المقالات الإخبارية، لتدريب النماذج العامة لا يشكل انتهاكاً لحقوق الملكية الفكرية.

كما اتهمت الشركة الناشئة الجريدة الأميركية اليومية بـ«قرصنة» تشات جي بي تي للحصول على «نتائج غير طبيعية بشدة».
ورفضت «ميكروسوفت» التعليق على الشكاوى المقدمة ضدها.