Atwasat

إلقاء الشعب الفلسطيني في البحر

عمر أبو القاسم الككلي الأحد 11 فبراير 2024, 01:57 مساء
عمر أبو القاسم الككلي

أنا من الذين يؤمنون بأن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي صراع وجود وليس صراع حدود، فهذا الكيان الصهيوني العنصري الاستعماري زُرع من قِبل القوى الاستعمارية الغربية في أرض فلسطين، وبذا فهو كيان استيطاني توسعي بمثابة فيروس يرفضه الجسم الفلسطيني ويقاومه. وعليه ينبغي، بصفته هذه، أن يزول. وأعتقد أن عمليات «طوفان الأقصى» تؤذن بهذا الزوال.

عندما قال جمال عبدالناصر في الستينيات إننا سنلقي بإسرائيل في البحر (ولم يقل اليهود) قام الإعلام الغربي الاستعماري بحملة مكثفة على هذا التصريح، وشُغِّلت أسطوانة «معاداة السامية»، على اعتبار أن السامية تعني اليهود حصرا، مع أن اليهودية، مثلها في ذلك مثل المسيحية والإسلام، ديانة وليست قومية.

وحتى لو سلمنا جدلا بأن اليهودية قومية، فليست هي القومية الوحيدة المشمولة بخانة السامية، فالعرب أيضا يصنفون على أنهم ساميون، وبالتالي فإن معاداة العرب تعتبر أيضا معاداة للسامية، ولكن هذه المسألة يتغاضى عنها الإعلام الغربي الاستعماري المنافق.

ومنذ فترة قصيرة، اقترح وزير خارجية الكيان الصهيوني يسرائيل كاتس، في اجتماع ببروكسل لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، بناء جزيرة اصطناعية في البحر الأبيض المتوسط ينقل إليها الفلسطينيون، وهو ما يعني، تماما، إلقاء الفلسطينيين في البحر. ولم يواجَه هذا التصريح الاستئصالي في الإعلام الغربي المنافق سوى باحتجاجات خجولة، ولم يعتبر معاداة لأي جنس من الأجناس البشرية.

لا ينبغي أن ننسى المشروع الصهيوني المعد له سلفا بتهجير الفلسطينيين (سكان غزة تحديدا) إلى صحراء سيناء، الذي يبدو أنه يستلهم الرواية التوراتية بشأن خروج «بني إسرائيل» من مصر، وتيههم في صحراء سيناء أربعين سنة. هناك، بالطبع، اقتراح تهجير الفلسطينيين، وتوزيعهم على بعض الدول العربية والأفريقية.

إذن، فالقضاء على الشعب الفلسطيني عن طريق الإبادة الجماعية، واقتلاعه من أرضه، هدف أساسي منذ تنصيب الكيان الصهيوني على الأرض الفلسطينية، إدراكا من هذا الكيان بأنه لن يحظى بوجود آمن واستقرار مستدام ما دام الشعب الفلسطيني متشبثا بأرضه، وعازما على مقاومة هذا الكيان وتفكيكه، واستعادة حقوقه كافة، وفي الجوهر من هذه الحقوق إقامة دولته على كامل أرضه: على أرض فلسطين التاريخية.