Atwasat

لأجل إسرائيل إقليم في حرب دائمة!

أحمد الفيتوري الثلاثاء 26 ديسمبر 2023, 01:01 مساء
أحمد الفيتوري

1-
صرح السفاح بايدن في محل تعليقه عن التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن الكيان الصهيوني: لو لم تكن إسرائيل لوجب أن نقيمها، أو كما قال. وإسرائيل هذه التي تحدث بايدن عن وجوب وجودها، كيان جرى اختلاقه كجيتو للأوربيين اليهود، وحلّ المسألة اليهودية المرض الأوروبي العضال، أي قاعدة دينية مسلحة جعل لها أيضا أنيابا نووية، ما الحديث عنه كفر لا محالة. وهذه الدولة المختلقة، قائمة على أسس أمنية، فهي دولة حرب بالضرورة «إسبارطة»، وبهذا كانت قنبلة دون فتيل أمان، وجودها أن تنفجر وتفجر، وأن تكون على شفا الحرب دائما، فمنذ إعلان تأسيسها عبر قرار زيف الوقائع من الأمم المتحدة، أي منذ سنة 1948م كان إعلان تأسيسها بمثابة إعلان حرب، وحتى ساعة حديث بايدن رئيس الولايات المتحدة كانت في حرب، حيث ترأس جو بايدن مجلس حرب إسرائيل، ما كان نتانياهو فيه كما سكرتير لبايدن.

إسرائيل التي لو لم توجد لوجب إيجادها حسب بايدن، أس تحويل إقليم الشرق الأوسط إلى إقليم الحرب، منذ حرب الغرب الكبرى الثانية وحتى قيام الساعة، وهذا يبين أهمية هذا الإقليم عند الغرب، الذي تترأسه الولايات المتحدة عقب الحرب الكبرى الثانية فتأسيس دولة ليهود أوروبا. وقد تداعى زعماء الغرب هذا خلف زعيمهم بايدن إلى الإقليم، حين ضربة 7 أكتوبر 2023م، التي زعموا أنها تمثل تهديدا لوجود دولتهم إسرائيل، هرولوا زرافات ووحدانا دافعين، قبلهم بجزء من أساطيلهم واستخباراتهم وخبراتهم، لحماية القاعدة المتقدمة المهددة دائما في زعمهم.

2-
إقليم بحاله، في حجم وكثافة الشرق الأوسط، يغص بالحروب، ويجعل العالم على شفا حرب كبرى. هذا الإقليم أرض الديانات الكبرى، المواد الأولية الأهم كالنفط، توسطه العالم، كل هذا وغيره الكثير، جعله سطح صفيح ساخن منذ نهاية الحرب الباردة. وبعد، فيه حروب صغرى تنشطر، وثورات تنفجر كقنبلة انشطارية، لا تقر ولا تستقر.

وكل أخبار هذا الإقليم تختزل في (عاجل)، ما بات اعتياديا حتى الثمالة، هذا الإقليم الذي عاد مرة ثانية، كمحطات لسفن دول إمبريالية، تتنافس بشكل محموم، لأجل العود الأبدي. خاصة أن أزمات مجتمعات، هذه الإمبرياليات المتنافسة، باتت تفرز يمينها المتطرف للقيادة، التي في ما مضى، كلفت دولها الكبرى الحربين الكبريين الساخنتين.

وما تتناقله الأخبار من تفاصيل حد اللامعقول، التفاصيل مكمن الشيطان، لا تزيد ولا تنقص، عن أن إقليم العجائب، أول وآخر معقل للتنافس الخارجي، فما زال الحلقة الأضعف، في تضاريس الكرة، ما فيها الأقدم أيضا. وهو إقليم غاص بالمشاكل التاريخية والجيوسياسية كما هو معروف لذا من السهل أن يكون مكبا لزبالة القوى العظمى، وهذا العامل الخارجي، الفاعل بالقوة والفعل. مع إضافة ضعف لقواه الداخلية، التي استنزفت منذ حقب طويلة، في صراعات داخلية، ما للخارج الدور الرئيس فيها.

وبطبيعة الحال، إن أي قوة تكبر تدخل المضمار، وتنافس من أجل نفوذها ومصالحها، في الإقليم المُوفّر، لمُكنة التدخل الأسهل، في العالم الراهن. فروسيا المثقلة، بشبح الإمبراطورية السوفيتية، تجد شيئا من خلاصها، في العراك الدائر في الشرق الساخن، ما في حكم الحديقة الخلفية. أما الصين الإمبراطورية التجارية الأحدث، فإن حروب الشرق الأوسط، تمنحها الامتداد خلسة في أسواق العالم، ومن هذا المختبر، تجرى تجربة أن تكون دولة كبرى على الأرض، وليس في أروقة الأمم المتحدة فحسب.

يقدم الإقليم مسرحا للحروب بحكم قاعدة الحرب إسرائيل، حروب حتى الآن، غير ضارة، بمعنى لا تستفحل. كما يقدم معضلات تحت الكنترول، ويستوعب رغم وهنه مشاكله، بل وبمستطاعه دفع ثمنها. ولهذا مَثلَ المذيعُ السابق ترامب، والرئيس السابق لبايدن، دور السمسار فهو رغب وعمل لأجل دفع إتاوات له لتحقيق أمن الإقليم، مع إن إسرائيل القوة الرئيسة الأساس في زعزعته، حاملة المرض الأوروبي العضال/ المسألة اليهودية إليه ليكون مريضا بالحروب الدينية أو ما شابه.