Atwasat

حظر فحص الحمض النووي في الكيان الصهيوني

عمر أبو القاسم الككلي الأحد 24 ديسمبر 2023, 02:21 مساء
عمر أبو القاسم الككلي

تمكن الإعلام الصهيوني، يهوديا كان أو غير يهودي، أن يجعل العالم يبتلع أكذوبة اعتبار الديانة اليهودية قومية يهودية، وأن هذه القومية ليست قومية سامية فحسب، وإنما هي السامية حصرا. لذا، فبالنسبة إلى هذا الإعلام اليهودية تساوي السامية، ومعاداة اليهود تساوي معاداة السامية، والعكس صحيح في الحالتين.

صحيح أن الديانة اليهودية، على خلاف المسيحية والإسلام، ليست ديانة تبشيرية ودعوية، وأنها كانت، في بدايتها، خاصة بقبيلة بعينها. لكنها، على الرغم من هذا، ولظروف تاريخية ليس هنا محل تبيانها، انتشرت في أماكن عديدة من المعمورة بين شعوب مختلفة.

أي أن وحدة الأصل اليهودي، ومحافظة اليهود على نقائهم العرقي هي مجرد أكذوبة أو خرافة، فيهود العالم، مثلهم مثل أتباع الديانتين المسيحية والإسلامية، لا يمثلون قومية متجانسة تنتمي إلى عرق معين ظهر في منطقة الشرق الأوسط، وهذا ينطبق على وضع المجتمع في دولة الكيان الصهيوني. ونقول المجتمع، وليس الشعب، لأنه لا يوجد في هذا الكيان «شعب» متجانس، وإنما «مجتمع» مكون من جماعات مختلفة تنتمي إلى عدة شعوب وقوميات وأعراق.

وسلطات الكيان الصهيوني تدرك هذه الحقيقة تمام الإدراك، لذا تمنع* مواطنيها من إجراء فحوص الـDNA إلا بموافقة من المحكمة الحاخامية، والحصول على هذه الموافقة يقتضي إجراءات معقدة وطويلة. إذن، واضح أن هذا الحظر يستهدف المحافظة على هذه الخرافة، لأنه «يمكن أن تحمل هذه الاختبارات آثارًا «وطنية»**، كون إسرائيل دولة دينية يهودية معترف بها» مثلما ورد في أحد أعداد جريدة «جيروزاليم بوست».

وفي دراسة نشرت سنة 2012، أجراها باحث يهودي في أميركا اسمه «إيرين حايك»، وصف الأسطورة الصهيونية الزاعمة وحدة الأصل اليهودي المشترك بـ«الهراء». وقد أشارت هذه الدراسة الجينية إلى أن اليهود عموما لا ينتمون إلى أصل واحد، فعلى سبيل المثال يهود أوروبا المعاصرون يشكلون خليطا ممن يُعرفون بـ«الخزر» (من اعتنقوا الديانة اليهودية من الشعوب التركية القديمة بمنطقة القوقاز) واليهود اليونانيين والرومان ويهود ما بين النهرين.

وعليه، يتزايد باستمرار فضح هذه الأكذوبة أو الخرافة الزاعمة الأصل الواحد المشترك ليهود العالم، وبالتالي الحق التاريخي لليهود في فلسطين.

* المعلومات التالية مستقاة من مواقع على الإنترنت لم نرَ داعيا للإحالة إليها.
** القوسان مني، لأن «إسرائيل» مستوطنة يهودية نصبت في فلسطين، وليست وطنا.