Atwasat

تفكك «دولة» الكيان الصهيوني؟

عمر أبو القاسم الككلي الأحد 17 ديسمبر 2023, 05:05 مساء
عمر أبو القاسم الككلي

باستثناء الجريمة المضادة للإنسانية التي ارتكبتها الولايات المتحدة الأميركية الإرهابية في اليابان سنة 1945 بإلقائها قنبلتين نوويتين على المدينتين اليابانيتين، هيروشيما ونجازاكي، مودية بحياة مئات الآلاف، لم تحدث جرائم مذابح وإبادة جماعية وتطهير عرقي في التاريخ المعاصر، مثلما يرتكبه الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في غزة حاليًا.

لقد ألحق الكيان الصهيوني بقطاع غزة دماراً هائلاً وواسعاً، فهو يسوي، عن طريق الغارات الجوية والقصف المدفعي، البنايات ذات الطوابق العديدة والمنازل بالأرض على رؤوس ساكنيها المدنيين حيث تجاوز عدد الشهداء الآن تسعة عشر ألفِ مدني، أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء.

لكن المقاومة البطولية الباسلة والإعجازية تقتل وتصيب جنوده وكبار ضباطه وتدمر آلياته المختلفة جاعلة من جيشه، الذي صور للعالم على أنه جيش مرعب، فضيحة وأضحوكة حقيقية أمام العالم.
على الصعيد العسكري يتلقى جيش العدوان الصهيوني خسائر فادحة مذلة، ومن المتوقع، إذا استمر هذا الكيان في رعونته، أن يتكبد هزيمة نكراء. ومثلما قال أبوعبيدة فإنه ليست حماس هي التي ستتفكك، وإنما جيش العدو الصهيوني.

يطرح الغرب الرسمي الإمبريالي العدواني الآن سيناريوات عما سيكون عليه الوضع في غزة بعد الحرب (مفترضاً أن الكيان الصهيوني سيحقق هدف القضاء على المقاومة الفلسطينية). لكن يبدو لي أنه قد حان الوقت لأن يطرح هذا الغرب سؤالاً آخر، وهو كيف سيكون الوضع في فلسطين التاريخية بعد تفكك «دولة» العصابات الصهيونية؟

هناك معركة أخرى خسرتها «دولة» العدوان الصهيوني خسارة لا لبس فيها، وهي المعركة الإعلامية، حيث اتضح بجلاء كذب الإعلام الصهيوني وتلبيسه أمام العالم إزاء بيانات وأخبار المقاومة المعززة بالوثائق. ومن هنا سبب سعار هذا الكيان وحقده المصبوب على الصحفيين (مراسلي القنوات العربية، وخصوصاً الجزيرة) الذين ينقلون هزائمه وفضائحه للعالم. دور هؤلاء الصحفيين لا يقل أهمية عن دور المقاتلين. فهم جنود ومقاتلون على ساحة الإعلام. لذا يقوم باستهدافهم، ليس خلال هذه الحرب فقط، ولكن قبل سنوات أيضاً، وما قتل مراسلة قناة الجزيرة الشهيدة شيرين أبوعاقلة ببعيد. وقد بلغ عدد الصحفيين والإعلاميين الذين ترصدهم واستهدفهم جيش العدوان الصهيوني وقتلهم عمداً اثنين وتسعين صحفياً وإعلامياً، آخرهم مصور الجزيرة سمير أبودقة الذي حال جيش العدوان الصهيوني الهمجي سيارات الإسعاف دون الوصول إليه تاركاً إياه ينزف لمدة خمس ساعات.