Atwasat

تنويه... وهمسة... يا فزاعة درنة... ربي يحفظكم.

خليفة محمود النواع الخميس 21 سبتمبر 2023, 02:30 مساء
خليفة محمود النواع

شيء يثلج القلب، ويخفف من حدة الألم والأوجاع، وله مردود معنوي ونفسي كبير على إخواننا في درنة والمناطق المجاورة المنكوبة من جراء عاصفة دانيال.

وهي الفزعات والحملات والقوافل الكبيرة، والانهماك من موظفي الدولة والشركات في تجميع الأموال، والمواد الغذائية والأغطية والاحتياجات عامة، بالإضافة إلى القوافل الطبية، وفرق الآليات والمعدات الداعمة من كل مدن ليبيا لإزالة الركام والإنقاذ.

ولكن صدقوني؛ ما لم يجند هذا الحماس والتلاحم الوطني الأخوي، والنخوة والشهامة الليبية الحارة، في جسم منظم، يضمن حراسة ورعاية وأمانة هذا الكم الهائل من المساعدات، وتوجيهها في الاتجاه الصحيح في مصارعة عامل الوقت، في ائتلاف مع الإعانات الخارجية الكثيرة، مع ما خصصته الدولة من مليارات ودعم الجهات الحكومية عامة واستغلاله الاستغلال الأمثل؛ لتعويض هؤلاء المنكوبين في مصيبتهم، بسرعة توفير السكن والمأوى وجميع الاحتياجات، بما يهون مصيبتهم، ويشعرهم بهذا الود والتكافل الكبير الذي حضنتموهم به جميعكم.

ولكن، يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا، ومراقبين لبعضنا البعض، فالنفس أمارة بالسوء، والشيطان والنفس والهوى والطمع، والفاسدون ومستغلو هذه الكوارث كثيرون، وهم متربصون بكل ما يسمى مالاً، ولو أفنوا عليه الكل؛ ولنا خبرات سابقة.

ولكم في كذبة ملف جرحى الثورة (3 مليارات يورو)، وبعده جرحى الحروب اللاحقة (قيم خيالية)، وملف منح الثوار، التي نصب عليها الكثير، واستغنوا منها، بمن فيهم تيارات سياسية بعينها، وصنع مليونيرات النصب والاحتيال لهذه الكوارث من المال العام.
وكذلك ملف نازحي تاورغاء وبنغازي، وبقية مدن ليبيا، الذي تاجر به الكثير بقصد أو بغير قصد، وكانت مؤتمرات الاستجابة لاحتياجات النازحين الثلاثة وصلت إلى 650 مليون يورو، دعماً للأزمة. وقتها كان سعر اليورو في السوق السوداء يبلغ 15 ديناراً ليبياً، ضاعت، ولم يستفد منها أي نازح!
ناهيك عن هرطقات الحكومات المتعددة، شرقاً وغرباً، ومتاجرتها بهذا الملف، وتكسُّب الكثيرين منه.

همستي السريعة لكم جميعاً، افطنوا لمن تدفعون تبرعاتكم، وأين تقدمون مساعداتكم، وتابعوها بكل شفافية، فيجب فتح حساب أزمة واحد وواضح، بإدارة نزيهة، واتفقوا على هيكلية واحدة من أهل الضرر المختصين، فهم أدرى بظروفهم، وادعموهم بالتخطيط بمكاتب خبرات دولية، لمصارعة عامل الزمن، والاستفادة من هذا الحماس والنخوة التي ستكون مباركة من رب العالمين؛ لأنها خرجت بطيبة خاطر، وود من كل الليبيين.

لو اتفق كل موظفي الدولة على استقطاع 100 دينار من كل موظف، لعدد 2 مليون موظف ليبي والتي ستكون على قلوبهم «زي العسل» ستشكل رقماً فعالاً، وستسرع في تخفيف أزمة إخوانكم، وتسرع من وتيرة حل أزمتهم وعودتهم لديارهم، ومواساتهم، ومواساتنا في شهدائنا الأبرار، الذين اصطفاهم الله ضيوفاً لجنته، بجوار خير خلقه؛ شفعاء لنا في صبرنا على فراقهم... والفاتحة معطرة بدعائكم على أرواحهم الطاهرة المباركة في جنة الخلد.