في اعتقادي، القمة العربية الأخيرة في جدة بالمملكة العربية السعودية هي القمة الأهم في تاريخ القمم العربية، حيث أنها تأتي في ظل انقسام عالمي بين معسكرين شرقي وغربي. المعسكران تقريباً متكافئان على عدة صعد وكلاهما يواجه خطر انهيار وشيك.

اكتسبت هذه القمة أهميتها من كون أنها تأتي في ظل مصالحة عربية كاملة ربما، وآخرها عودة سورية للحضن العربي المثمتل في الجامعة العربية وحضور الرئيس الأسد للقمة بعد غياب أكثر من 12 عاماً. من ناحية أخرى أنها تقام في «المملكة العربية السعودية» الدولة العربية الأقوى حالياً من ناحية جيوسياسية، أيضاً على المستوى الإقليمي تشهد المنطقة توازناً سياسياً وعودة قوية للعلاقات «السعودية- الإيرانية» بعد انقطاع، ولعل الاتفاق على أن تكون القمة المقبلة في العراق فيه العديد من الإشارات بين السطور لاستعادة العراق وضعه من جديد. 

اكتسبت هذه القمة أهمية أخرى في الحضور غير المتوقع للرئيس الأوكراني زيلينسكي للقمة العربية، رغم الدعم الكبير والتحشيد الذي يتلقاه من المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وتأكيد زيلينسكي على أهمية دور دعم الدول العربية في حرب طاحنة على الأغلب ستعيد تشكيل وترتيب العالم من جديد.
أيضاً لم تغب القضية التاريخية للأمة العربية عن القمة وهي قضية فلسطين ورغم مرور 77 عاماً على تاريخ أول قمة!، بل أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة على حدود الـ67 وعاصمتها القدس الشرقية، هذا الحق المشروع الذي كفلته كل الأعراف والقوانين الدولية. 

يأتي هذا في ظل سباق محموم يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو للحصول لإسرائيل على التطبيع الكامل مع المملكة العربية السعودية، وهنا كانت القوة والأهمية للموقف العربي والسعودي تحديداً من الأمير محمد بن سلمان ورغم موجة التطبيع التي شهدتها المنطقة ختمها «بختام من مسك» كما يقولون، بأن لا تطبيع من غير حقوق كاملة للشعب الفلسطيني وعودة لاجئيه.