Atwasat

الصحفيون العرب.. ضجيج بلا طحين!

حمدي الحسيني الأحد 08 يناير 2023, 09:04 مساء
حمدي الحسيني

قادتني الصدفة لحضور جانب من المؤتمر العام الرابع عشر لاتحاد الصحفيين العرب، الذي عُقِد في القاهرة أخيرًا، وجرى خلاله انتخاب رئيس وأعضاء الأمانة العامة للاتحاد.

باستثناء الاشتباك الذي جرى بين نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبوبكر، ومستشار الاتحاد الكاتب التونسي الهاشمي نويرة، وخروج الأول من القاعة محتجًا أثناء فرز الأصوات، بعد أن استشعر عدم حصوله على الأصوات التي تؤهله لمنافسة العراقي مؤيد اللامي على رئاسة الاتحاد، فقد جرت الانتخابات في أجواء ديمقراطية، مع توافر قدر كبير من الشفافية؛ لكنها لم تقدم أي جديد، ولم تحقق أي تغيير، لا شكلًا ولا مضمونًا، ولا حتى بالنسبة للوجوه المكررة والمعروفة في الاتحاد منذ سنوات.

الطريف أن اتحاد الصحفيين العرب شعاره «حرية.. مهنية.. مسؤولية»، ومن يتابع نشاطه لن يجد أي علاقة على أرض الواقع بين أدائه المتواضع، وثلاثية شعاره الرنان!

ربما تكون الفائدة التي خرجت بها من حضوري المؤتمر، هي لقائي بزملاء وأصدقاء كتَّاب وصحفيين جاءوا من 18 دولة عربية، أحرص من جانبي على استمرار التواصل معهم، بصرف النظر عن مواقعهم الوظيفية.

ورغم تأسيس الاتحاد في القاهرة فبراير العام 1964، وتولي شخصيات وأسماء مصرية لامعة رئاسته، أبرزهم الراحل أحمد بهاء الدين؛ فإن عضوية الاتحاد لا تزال مقتصرة على نقباء الصحفيين ورؤساء جمعيات وروابط الصحافة في الدول العربية، وبما أن أغلب الدول العربية علاقاتها لا تزال غير ودية بحرية الصحافة، فمن الطبيعي أن يكون هؤلاء الأعضاء أقرب إلى الحكومات منهم إلى التمثيل الحقيقي للمهنة.

مع كل اجتماع دوري لهيئة مكتب الاتحاد، يسمع المجتمع الصحفي العربي أن هناك اتحادًا للصحفيين العرب، لكن لم يلمس أحد دوره في الدفاع عن حرية الصحافة، فلا جهود له تذكر في الإفراج عن الصحفيين المعتقلين، ولم ينظم الاتحاد دورات لتدريب ورعاية الصحفيين الشباب، ولم يتبنَ بحثًا لإنقاذ المهنة في ظل التطور التكنولوجي السريع.

ولم يقدم الاتحاد تصورًا علميًا لكيفية التعامل الأمثل لمنافسة الـ«سوشيال ميديا» المتصاعدة للصحافة التقليدية، حتى أصبح ينطبق عليه المثل الدارج «ضجيج بلا طحين».

تناقشت مع عديد الزملاء العرب حول مستقبل الاتحاد، وتوافقت آراؤهم على أن نقل رئاسته من مصر كان سببًا رئيسيًا في إضعافه وتهميش دوره، خاصة بعد رفض الراحل مكرم محمد أحمد، منافسة المرشح الإخواني على رئاسة الاتحاد.

أغلب من تحدثت معهم، اتفقوا على أنه لا إصلاح ولا دور فاعلًا للاتحاد سوى بعودته مرة أخرى إلى دولة المقر، باعتبار أن في مصر أقدم نقابة للعاملين بالصحافة في المنطقة، وبها أيضًا أكبر تجمع للصحفيين المؤثرين على المستوى العربي.