Atwasat

ما سر حب الملكة إليزابيث لليبيا؟

محمد قصيبات الأحد 11 سبتمبر 2022, 11:40 صباحا
محمد قصيبات

تحملُ الملكة إليزابيث الثانية لليبيا حبًّا عظيمًا... ترى ما السر في ذلك؟

بالطبع لن أتحدث عن المقالة التي نشرتها الجريدة البريطانية «ديلي ميل» التي ادعت أن أصول الملكة عربية من قبيلة قريش. في الواقع ثمة أسباب تاريخية تعود إلى أبعد من ذلك فنحن نعرف أنّ الملكةَ هي ابنة الملك «جورج السادس» وهو اسم تحبه العائلة المالكة البريطانية حيث إنّ عددًا كبيرًا من أجداد الملكة كانوا يحملون الاسم نفسه.

ولكن ما علاقة جورج بليبيا إذن؟

ها هي الحكاية:
كان ثمة قديس يدعى جورج وُلد في كابادوسيا (تركيا الحالية)، قيل إنه ذهبَ في زيارة إلى ليبيا حين سمع أن الليبيين يعانون من وجود تنين يقلقهم.. ينفخ ناره بين الحين والآخر ولكي يتصالح الليبيون مع التنين قرروا أن يقدموا له كل يوم قربانا وهو خروفان يأكلهما فلا يرسل عليهم التنين أنفاسه ولا نيرانه، ولكن بعد فترة من الزمن لم يعد الناسُ يملكون من الخرفان ما يرضي شهيةَ التنين فصاروا يستبدلون أحد الخرفان بواحدٍ من الشباب يتم اختياره بالقرعة ثم بعدها كانوا يعطون التنين اثنين من الشباب، ولما لم يبق من الشباب غير القليل وقعت القرعةُ على الأميرةِ لكنّ الملكَ لم يوافق في باديء الأمر على طلب الرعية فهدد الليبيون ملكهم بانتفاضةٍ يحرقون فيها القصر وما فيه إنْ لم يطبق الملكُ ما جاءت به القرعة. قال الملك «أمهلوني أسبوعا» فكان له ما يريد فأعدّ للأميرة أجملَ الثيابِ مثل عروس وحملها إلى المكان الذي يتغذى فيه التنين، وفيما كانت الأميرة تنتظر التنين إذا بشابٍ جميل الهيئة يتقدم نحوها فتقول له «ابتعد أيها المجنون إن التنين قادم».

كان الشابُ هو القديس جورج الذي لم يتحمل موتَ أميرة في مثل هذا الجمال فقرر قتل التنين ليعود بعدها إلى وطنه ويحاول هناك أن ينشر الدينَ المسيحي لكن كان للإمبراطور رأيٌ آخر فحكم عليه بالإعدام وبقطع رأسه. حدث ذلك العام 303 ميلاديا ودفنت جثة القديس جورج بدون الرأس.
تقول الحكايةُ إنّ الجسد نقل بعد ذلك ليدفن في المعبد الموجود بقصر وندسور مقر إقامة الملكة إليزابيث الحالي والذي هو مقرها المفضل.

الإنجليز يعرفون هذه الحكايةِ عن ظهر قلب وقيل إنّ الملكةَ أرادت أن تزور المكان الذي قُتل فيه القديس جورج فكانت ليبيا هي ثاني بلد تزوره خارج بريطانيا بعد توليها العرش.
كان أجداد الملكة يحملون لليبيا الحبَّ نفسه حتى أنهم أحضروا من ليبيا بعض الآثار وهي الأعمدة التي وضعوها قرب قصر واندسور حيث ظنوا أنّ كلَّ ما يأتي من ليبيا هو فأل خير...
كان ذلك العام 1818.