Atwasat

الإبداع اليدوي في السجن

عمر أبو القاسم الككلي الأحد 03 يوليو 2022, 10:20 صباحا
عمر أبو القاسم الككلي

التبغ من المكيفات، مثل الشاي والقهوة. ويُزعم أن عملية امتصاص لفافة تبغ وإدخال دخانها إلى الرئتين ثم إخراجه، يهديء الأعصاب، ويمتص التوتر، لتأثير النيكوتين والاستغراق في حالة شهق الدخان وزفره. لذا كثيرا ما يلجأ إليه المرء في حالة الغضب والتوتر.

وأيا كان الحال، فإن نسبة عالية من البشر يدمنون التدخين، ونادرا ما يستطيعون من هذا الإدمان فكاكا.

وتؤدي علب التبغ لدى السجناء عموما، وسجناء الرأي خصوصا (بسبب عوز الأشياء)، أغراضا متعددة (طبعا إذا ما توفرت). فإضافة إلى تدخين لفافاتها، تستخدم بعض مكوناتها في مناحٍ أخرى. فالورق الداخلي الأبيض الذي يفرش العلبة يستخدم في الكتابة (في حال ما إذا كانت الكراسات ممنوعة)، وثمة سجناء كتبوا كتبا كاملة على هذه الأوراق، وغالبا بأقلام الرصاص. في حالتنا كانت الدفاتر والأقلام ممنوعة، لكن إذا وجدت عندنا فلا تصادر ولا نُسأل عن مصدرها.

أما علب التبغ ذاتها فقد كان البعض يصنعون منها صناديق صغيرة من خلال لصقها بغراء يصنع من لباب الأرغفة وإحاطتها، عبر اللصق أيضا، بأوراق الصحف.

أما الأرواق الفضية الرقيقة فقد وجد لها البعض تصريفا آخر.

إذ ابتكرت فكرة صناعة "أفران" صغيرة من علب التبغ ذات باب متحرك ويغلف داخلها بأوراق الفضة هذه. وكان ممكنا تركيب مصابيح كهربائية داخلها بحيث يولد انعكاس أشعة هذه المصابيح على الجدران المغلفة بأوراق الفضة درجة معقولة من الحرارة تمنح فرصة تحميص بقايا أرغفة الخبز، وإمكانية تحسين حال الطعام.

في أوضاع مثل الأوضاع التي مررنا بها، كان ثمة أشخاص ذوو عقلية إبداعية عملية يمكنها الاستفادة من كل شيء تقريبا. ففي الفترة التي كانوا يوزعون فيها علينا مشروبا في علب معدنية قام البعض بصناعة "كَرَاسٍ" منها (غير ذات مساند طبعا) صالحة للجلوس عليها.

وعندما كان صابون القوالب متوفرا نحت منه البعض قطع شطرنج. كما صنعت اوراق لعب من ورق مقوى كان متاحا. إلى غير ذلك من الحيل التي ابتدعها السجناء لتوفير "أدوات" وأشياء تمكنهم من سد بعض النواقص وتلبية بعض الاحتياجات.