Atwasat

القصور التراثية الفرنسية تخشى ارتفاع فاتورة الطاقة

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 25 أكتوبر 2022, 11:51 صباحا
WTV_Frequency

تسعى القصور التراثية في منطقة لوار بوسط غرب فرنسا، الخاصة منها والعامة، إلى مواجهة مشكلة ارتفاع تكلفة الطاقة من خلال الاستثمار في التقنيات الحديثة، مع الحرص في الوقت نفسه على حماية التراث.

فمع اقتراب فصل الشتاء، يشعر مالك قصر مان سور لوار كزافييه لولوفيه بالقلق من احتمال ارتفاع قيمة فاتورة التدفئة والغاز والكهرباء، إذ يتوقع أن تزيد هذه السنة عما كانت تبلغه عادة، إذ كانت تراوح بين 15 و20 ألف يورو، وفق «فرانس برس».

ويرجح لولوفيه أن تبلغ الفاتورة هذه المرة «ما بين خمسة وعشرة أضعاف». واعتبر أن «رفع ميزانية الطاقة بهذه الطريقة لا يخطر في البال».

ومن شأن هذه الزيادات أن «تؤثر فورا على سير العمل»، كما هي الحال في الكثير من الشركات، وأن تبطئ الاستثمارات في مجال حفظ التراث. تماما مثل الحوار المعقد أحيانا مع الجهة الحكومية المسؤولة عن التراث، أي المديرية الإقليمية للشؤون الثقافية.

العزل الحراري
ويوضح كزافييه لولوفيه أن بعض النوافذ في حال سيئة جدا في قسم غير متاح للزوار من القصر المصنف معلما تاريخيا. ولا يوفر الشريط اللاصق الموضوع على الخشب سوى وسيلة محدودة جدا للحماية من البرد.

لكن بعضها الآخر جديد. ونتيجة مفاوضات مكثفة مع مديرية الشؤون الثقافية، أمكن تصنيعها بمواصفات فائقة الدقة لاحترام جماليات المبنى.

ويشير إلى أن «تكلفة النافذة الواحدة تبلغ نحو عشرة آلاف يورو، وثمة 148 نافذة، ويمكن تاليا أخذ فكرة عن موازنة النوافذ».

أما شارل أنطوان دو فيبراي فارتأى، لأسباب لا تتعلق بالعقبات الإدارية، ألا يفعل شيئا، إذ لا يكترث لإمكان ارتفاع قيمة الفاتورة، نظرا إلى أن الإقبال الكثيف على قصر شوفيرني يمكنه من امتصاص الزيادة المتوقعة على المحروقات، ويستهلك منها 30 ألف لتر و40 ألفا سنويا.

ولا يعتزم دو فيبراي أيضا اعتماد العزل الحراري، إذ يخشى أن يؤدي إلى نمو «الفطريات والحشرات التي ستأكل الخشب». ويقول «أعتقد أن التدفئة يجب أن تقتصر على الحد الأدنى حتى لا تؤثر على الدورة الصحية للتبادلات الحرارية داخل معلم تراثي».

كذلك من الأفضل حفظ الأثاث القديم في جو مضبوط حراريا. ويشرح «يجب تأمين حد أدنى من الحرارة. تتم تدفئة ثلثي مساحة القصر، ولكن خصوصا في الغرف المفتوحة للزوار والتي تحوي أثاثا تاريخيا».

التدفئة ليلا بحرارة 8 درجات
وفي منطقة قريبة، يشعل قصر شامبور مواقده، ومصدر التدفئة الوحيد للزوار هو أربعة جذوع كبيرة فيها.

أما المكاتب والمحال التجارية ونحو 40 منزلا في أراضي القصر، فضلا عن أجنحة الغابات، فتتمتع بالتدفئة.

ويلاحظ مدير القصر جان دوسونفيل أن «الفاتورة تضاعفت في عامين، إذ ارتفعت من 260 ألف يورو إلى أكثر من 600 ألف في تقديرات موازنة 2023». إلا أن الموازنة البالغة 30 مليون يورو في السنة، لا يكفي هذا المبلغ سوى لمعرضين موقتين ومهرجان.

ويرى المدير أن ارتفاع الأسعار يسرع «التفكير في مصادر الطاقة النظيفة». ودفع ذلك شامبور إلى إجراء دراستين عن التحول إلى مصادر تراعي البيئة: الأولى عن تركيب الألواح الكهروضوئية على أسطح الحظائر التقنية، والأخرى عن الطاقة الحرارية الأرضية وتسخين الكتلة الحيوية، سعيا إلى الاتفادة من الغابة.

ويعتزم قصر شامبور في الأشهر المقبلة الاستثمار في غابته التي تبلغ مساحتها 50 كيلومترا مربعا من خلال تركيب منشرة، مما يتيح إمكان استخدام أخشاب الغابة للتدفئة على المدى البعيد.

وبانتظار تحقيق ذلك، يحاول القصر التابع للدولة تقليص فاتورة الطاقة بفضل نظام معلوماتي للإدارة التقنية للمباني.

ويقول المدير «إن البرنامج المعلوماتي يتيح مثلا إطفاء الأنوار عندما تصبح الغرف خالية وخفض درجة حرارة السخان ثماني درجات». ويضيف «ليس لدينا شكوك في شأن قدرتنا على خفض استهلاك الطاقة بنسبة 10 في المئة بحلول العام 2023».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الاستئناف يؤيد حكم السجن 20 عاما في حق آر. كيلي المدان باستغلال الأطفال لأغراض إباحية
الاستئناف يؤيد حكم السجن 20 عاما في حق آر. كيلي المدان باستغلال ...
واشنطن تُرجئ قرار حظر سجائر المنثول
واشنطن تُرجئ قرار حظر سجائر المنثول
بسبب ملامحها.. ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرّض لحملة تنمّر عبر الانترنت
بسبب ملامحها.. ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرّض لحملة تنمّر...
مليارات الزيزان تستعد لغزو الولايات المتحدة
مليارات الزيزان تستعد لغزو الولايات المتحدة
مهرجان دولي لـ«مربى البرتقال» في إنجلترا
مهرجان دولي لـ«مربى البرتقال» في إنجلترا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم