انضم الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية، رومانو برودي، إلى قائمة الأطراف التي تحذر من أي تورط إيطالي في عمل عسكري مباشر بليبيا.

وقال برودي، الذي كان وراء توجيه أول دعوة يتلقاها معمر القذافي لزيارة مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل العام 2002، إن أي تدخل عسكري في ليبيا سيزيد الأوضاع تعقيدًا ولم يسهم في بلورة مخرج فعلي للأزمة.

وينضم برودي إلى رئيس وزراء إيطاليا السابق سيلفيو برلسكوني الذي وجه بدوره تحذيرًا مباشرًا من مغبة تولي إيطاليا قيادة أي تدخل عسكري في ليبيا.

وبعد أن صرح السفير الأميركي في روما، جون فيلبس، بأن واشنطن تعتبر أن إيطاليا مؤهلة لأن تقوم بدور قيادي في أي عملية فوق الأراضي الليبية.

عودة الرهينتين الإيطاليين مثلت بارقة أمل لإيطاليا بالتمكن من نسج خيوط مجدية مع الأطرف الليبية

شبكات تواصل إيطالية في ليبيا
ومثَّلت عودة الرهينتين الإيطاليين جينو بوليكاردو وفيلبيو كوكانيو إلى إيطاليا بارقة أمل فعلية للسلطات الإيطالية بالتمكن من نسج خيوط مجدية ومثمرة مع الأطرف الليبية المختلفة.

وقال مصدر دبلوماسي على دراية بحيثيات إطلاق المواطنين الإيطاليين إنه تم الإفراج عن الرهينتين باتصالات مباشرة نسجتها الأجهزة الأمنية الإيطالية مع فعاليات «محلية» في مدينة صبراتة وليس عبر حكومة الإنقاذ في طرابلس.

وأشار المصدر إلى أن التطور يعكس نجاعة وصلابة الشبكات التي تمتلكها الأجهزة الإيطالية في روما وتتعامل بحذر شديد مع ما يجري في مستعمرتها السابقة.

وقال أيضًا إن الحكومة الإيطالية تبقى على الاتصالات الوثيقة مع الحكومة الموقتة في طبرق تعتبرها الممثل الشرعي حاليًا.

ويرى جانفرانكو داميانو، رئيس الغرفة التجارية الليبية الإيطالية أن الحضور في ليبيا غير مهدد، وأن الأعمال في غرب ليبيا تجري بشكل عادي ولكن بوتيرة أقل ولكن بنغازي لا تزال تشهد مواجهات.

المنافس الأول لإيطاليا في ليبيا يظل فرنسا بسبب تشابك مصالحها في شمال أفريقيا

مساعٍ لانتزاع دور إيطاليا في ليبيا
وتواجه السلطات الإيطالية موقفًا دقيقًا بسبب تعرضها داخليًا لأصوات عدة ترفض التدخل الخارجي ولكنها تتعرض في الوقت نفسه إلى سعي فرنسي ـ بريطاني واضح بانتزاع المبادرة السياسية والأمنية منها في ليبيا.

ويقول المحلل الإيطالي جوليو سابيلي مؤلف كتاب (إلى أين يسر العالم) إنه يعتقد أن الإيطاليين سيكثفون بشكل أكيد من أنشطة الاستخبارات في ليبيا لجمع المعلومات ونسج شبكات اتصال والاستعداد، لكن دون الذهاب لتنفيذ عمل عسكري. وأضاف أن التدخل يظل مستبعدًا في غياب وجود أهداف محددة لمهمة واضحة.

كما اعتبر أن المنافس الأول لإيطاليا في ليبيا يظل فرنسا بسبب تشابك مصالحها في شمال أفريقيا ودول جنوب الصحراء، في حين تبدو الاستراتيجية البريطانية أكثر تعقيدًا، وهي خليط بين العمل المخابراتي أكثر منه تعويلاً على العمل العسكري.

كما يرى المحلل الإيطالي أن أهم عائق على طريق إحلال الاستقرار في ليبيا يتمثل في خوض دول وقوى إقليمية «حرب بالوكالة» في البلاد.