تابعت الصحف العربية الصادرة اليوم السبت باهتمام تطورات الأوضاع داخل ليبيا، خاصة المعارك التي تشهدها مدينة بنغازي وسيناريوهات التدخل الخارجي ضد تنظيم «داعش».

معارك بنغازي
اهتمت جريدة «الشرق الأوسط» السعودية بمتابعة تطورات المعارك داخل مدينة بنغازي بين قوات الجيش الليبي وما يعرف بـ«مجلس شورى ثوار بنغازي»، إذ قصفت طائرات الجيش مواقع في محوري قاريونس والصابري.

وناشدت قوات الجيش في بيان له أهالي بنغازي عدم الاقتراب أو دخول المناطق التي تشهد معارك شديدة حتى يتم تحريرها بالكامل وتمشيطها من الألغام ومخلفات الحرب.

ونقلت الجريدة عن مسؤول عسكري إنه «تم رصد تجمعات لعناصر إرهابية خلف مقر كلية الهندسة داخل جامعة بنغازي، وتمت محاصرة جميع المنافذ، ومحاصرة الإرهابيين داخل الجامعة من ثلاث جهات».

ونقلت الجريدة تصريحات وزير الخارجية محمد الدايري التي نفي فيها ارتكاب قوات الجيش والقوات المساندة له أي انتهاكات لحقوق الإنسان في المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم «داعش».

وأكد الدايري أن «إحاطة المبعوث الأممي مارتن كوبلر التي قدمها لمجلس الأمن منافية للحقيقة»، مضيفًا أن قوات الجيش موجودة لكي تحترم حقوق الإنسان.

إقرأ أيضاً: الزوي لـ«بوابة الوسط»: الجيش يحاصر عناصر «داعش» داخل جامعة بنغازي 

وقالت جريدة «الأهرام» المصرية إن الجيش الليبي تمكن من تحقيق عدة انتصارات على الأرض في مدينة بنغازي منذ انطلاق عملية «دم الشهيد». ونقلت عن الناطق باسم القوات الخاصة، العقيد ميلود الزوي، إن قوات الجيش ستتمكن من تحرير مدينة بنغازي بالكامل في غضون أيام، إذ حقق انتصارات عدة بمحاور القتال كافة. وأوضح أن الاشتباكات مستمرة ومتواصلة لإنهاء المعركة، لافتًا إلى أن «ساعة الحسم قريبة من الجيش الليبي».

ومن جانبه عزا آمر القوات الخاصة «الصاعقة»، العقيد ونيس بوخمادة، تراجع قوات «شورى ثوار بنغازي» وتنظيم «أنصار الشريعة» و«داعش» إلى «جاهزية وهمة الجيش والوحدات المساندة له».

وأشار بوخمادة إلى أن عودة النازحين إلى بيوتهم ستكون بعد أن يقوم سلاح الهندسة العسكرية بتمشيط جميع الأحياء المحررة. وتمكنت قوات الجيش من تحرير معسكر ١٧ فبراير والحي الجامعي بالكامل، وفق ما أكده الناطق باسم سرية المدفعية بالمحور الغربي في مدينة بنغازي سالم غفير.
وصول قوات إيطالية إلى ليبيا
قال مسؤولون إيطاليون إن إيطاليا أرسلت سرًا نحو 40 عميلًا سريًا إلى ليبيا خلال الأسابيع الأخيرة، وإن من المقرر أن ينضم لهم 50 من أفراد القوات الخاصة قريبًا. وقال مسؤولون ووسائل إعلام إن قوات خاصة أميركية وفرنسية وبريطانية موجودة أيضًا في ليبيا، وفق ما ذكرته جريدة «الخليج» الإماراتية.

وفي مقابلة مع جريدة «كورييري ديلا سيرا» قال السفير الأميركي في روما جون فيليبس: «قد ترسل إيطاليا ما يصل إلى 5000 عسكري. نريد أن نجعل طرابلس آمنة ونضمن أن (داعش) لم يعد قادرًا على شن ضربات».

ومن جهة أخرى، ذكرت جريدة «الخليج» عثرت قوة أمنية على ثلاثة جوازات سفر لزعيم «داعش» في تونس نور الدين الشوشان، الذي قتل في غارة أميركية في صبراتة، كما عثرت داخل المنزل على عبوات ناسفة مجهزة، وأحزمة ناسفة، وعدد كبير من الذخائر والأسلحة.
مؤتمر الجوار الليبي
وفي تونس، أعلن وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، أن بلاده ستحتضن يومي 21 و22 مارس الجاري اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي مع ممثلين من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، وقال الجهيناوي إن تونس تعمل مع دول الجوار الليبي على مساعدة الحكومة الجديدة إذا تشكلت على محاربة إرهاب « داعش»، وفق ما نقلته جريدة «البيان» الإماراتية.

وأضاف أنه تم الاتفاق مع كل من مصر والجزائر والسودان وتشاد والنيجر على عقد اجتماع في مستوى وزراء الخارجية لتدارس الملف، مردفًا أن بلاده تسعى من خلال احتضان مؤتمر دول الجوار الليبي إلى إعادة تقديم المبادرات وإعادة تموقعها وتحقيق مصالحها الاقتصادية والأمنية والسياسية.

ونقلت الجريدة تصريحات وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، أكد فيها أن الجزائر لن تنجر إلى مغامرة عسكرية في ليبيا، ودعا كل الأطراف الليبية والإقليمية والدولية إلى التركيز على إنجاح الحل السلمي بمساعدة الليبيين على إقامة حكومة وفاق بإمكانها قيادة عملية مكافحة الإرهاب وإعادة البناء.

وقالت «البيان» إن ملامح التدخل الدولي بدأت في الظهور، إذ كشف سفير الولايات المتحدة الأميركية في روما جون فيليبس عن ترتيبات تجري لتدخل دولي، وقال فيليبس في مقابلة نشرتها جريدة «كورييري ديلا سيرا»: «قد ترسل إيطاليا ما يصل إلى 5000 عسكري، نريد أن نجعل طرابلس آمنة ونضمن أن داعش لم يعد قادرًا على شن ضربات.
تحرير إيطاليين في صبراتة
وأبرزت جريدة «الخليج» الأنباء عن تحرير إيطاليين في مدينة صبراتة، كانا محتجزين منذ يوليو الماضي، وذلك عقب 48 ساعة من إعدام تنظيم «داعش» رهينتين آخرين.

وذكرت الجريدة أن الإيطاليين، جينو بوليكاردو وفيليبو كالكاجنو، كانا يعملان في شركة «بوناتي» الإيطالية للإنشاءات، وخطفا العام الماضي قرب صبراتة بالقرب من مجمع تملكه شركة «إيني» الإيطالية للنفط والغاز.

وأكدت أسرتا الإيطاليين إطلاقهما ونشرتا صورًا على «فيسبوك» ظهر فيها الرجلان وهما يتصلان بأسرتيهما.

وجاء في مذكرة كتبها بوليكاردو بخط يده ونشرها مركز صبراتة الإعلامي على الإنترنت: «نحن أحرار وبخير على المستوى الجسدي، لكن على المستوى النفسي نعاني انهيارًا».

ونقلت الجريدة عن الناطق باسم قوات الأمن في صبراتة، إنه تم إطلاق الرجلين خلال غارة صباح أمس الجمعة. وقال إنه عثر عليهما أحياء خلال الغارة التي شنها مقاتلون محليون على مخبأ لتنظيم «داعش» في صبراتة.

وكانت وزارة الخارجية الإيطالية قالت الخميس إن الموظفين الآخرين في «بوناتي»، وهما فاوستو بيانو وسلفاتوري فايلا قتلا على الأرجح في معارك مسلحة الأربعاء. وتم نقل جثمانهما إلى طرابلس تمهيدًا لنقلهما لإيطاليا.