تابعت الصحف العالمية باهتمام تطورات الأوضاع داخل ليبيا، خاصة الهجمات الأخيرة التي شنها تنظيم «داعش» ضد موانئ وخزانات النفط في السدرة ورأس لانوف، والهجوم ضد مركز للتدريب في مدينة زليتن.

هدف للتوسع عالميًّا
أبرزت جريدة «واشنطن تايمز» الأميركية الهجوم ضد ميناءي السدرة ورأس لانوف، وقالت إن أهداف التنظيم داخل ليبيا باتت واضحة بالاستيلاء على المواقع النفطية الغنية لتمويل شبكتها الدولية والتوسع عالميًّا وليس داخل ليبيا فقط.

وقالت الجريدة إن التنظيم يتحرك بطريقة بماشرة من داخل مدينة سرت شرقًا إلى داخل إقليم الهلال النفطي، الذي يضم عددًا من الموانئ وخزانات النفط مصدر القسم الأكبر من إنتاج ليبيا النفطي.

وأضافت أن قدرة «داعش» على فرض سيطرته كاملة على مواقع الإنتاج النفطي في ليبيا تعتمد على مدى رغبة القوى الدولية، بينها الولايات المتحدة وحلفاءها في أوروبا، على التدخل عسكريًّا في ليبيا للقضاء على التنظيم.

ونقلت الجريدة عن الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن توماس جوسكلين: «إن الهجمات ضد السدرة ورأس لانوف هي اختبار للقوات الأمنية، ومن الواضح أنها ستؤدي إلى هجمات أخرى».

وتدرس بريطانيا حاليًّا إرسال ألف جندي إلى ليبيا، وهم جزء من قوة دولية قوامها ستة آلاف جندي، لتدريب القوات الليبية.
تردد غربي للتدخل في ليبيا
ومن جانبها قالت شبكة «بلومبرغ» الأميركية إن الحكومات الغربية أظهرت رغبة ضعيفة للتدخل ضد تنظيم «داعش» في ليبيا، وفتح جبهة جديدة ضده خارج سورية والعراق، في الوقت الذي كثف فيه التنظيم من هجماته داخل ليبيا مقتربًا من الشواطئ الأوروبية.

وتعطي الدول الأوروبية، على رأسها فرنسا وبريطانيا، الأولوية لدعم تشكيل حكومة وفاق في ليبيا، واتخذت إيطاليا النهج نفسه، مشيرة في الوقت نفسه إلى «إمكانية تطبيق خطة أخرى مستقبلية لاحتواء الإرهاب في حال فشلت جهود تشكيل الحكومة».

وذكرت «بلومبرغ» أن الدول الأوروبية تدرس موقتًا إرسال قوات لحفظ السلام لدعم الحكومة المستقبلية.

ونقلت عن الباحث السياسي أرتورو فارفيلي قوله: «إن السيناريو المتوقع هو قيام الحكومة الليبية بالتدخل ضد التنظيم بمساعدة تحالف من قوات أجنبية. لا أحد يريد وضع جنود على الأرض، وأي تحالف أجنبي سيكون محدودًا على شكل وحدات صغيرة لتدريب القوات الليبية».
قوات ألمانية في ليبيا
وأوردت وكالة «سبوتنيك» الروسية أن ألمانيا تدرس إرسال بين 150 و200 جندي إلى تونس لتدريب القوات المسلحة الليبية لمواجهة تنظيم «داعش».

وستجرى التدريبات في تونس بسبب الأوضاع الأمنية الحالية داخل ليبيا. وتهدف القوات الألمانية لزيادة كفاءة القوات الليبية ووقف تقدم تنظيم «داعش»، وفق ما ذكرته مجلة «دير شبيغل» الألمانية.

وذكرت «دير شبيغل» أن مهمة التدريب ستبدأ فقط عقب الانتهاء من تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وتزيد ألمانيا من مشاركتها في التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، إذ أعلنت، الأربعاء، نشر 550 جندي إضافي إلى مالي والعراق، ووافقت ألمانيا، الشهر الماضي، على إرسال فرقاطة، طائرات استطلاع «تورنادو» و1200 جندي إلى إقليم الشرق الأوسط.
حزمة مساعدات أوروبية
وأبرزت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية إعلان ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تفعيل حزمة من المساعدات الأوروبية تساوي 100 مليون يورو مقدمة إلى حكومة الوفاق الوطني.

ودانت موغريني، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، الهجوم الذي شنه «داعش» ضد مركز للتدريب في مدينة زليتن، وقالت: «إن الأوضاع الأمنية مازالت التحدي الأكبر أمام ليبيا».

وقالت موغريني: «إن دول الاتحاد الأوروبي لن يرسل أي جنود على الأرض»، لكنها تتعهد بتقديم دعم فني ولوجستي للسلطات الليبية ومساعدتها في مواجهة التشكيلات المتشددة.

ومن جانبه أكد السراج وجود تنسيق كامل مع الاتحاد الأوروبي لمواجهة التهديدات الإرهابية.