اهتمت الصحافة العربية الصادرة، اليوم الجمعة، بما تشهده الأوضاع في ليبيا، خاصة مع اقتراب ليبيا من شفا الانهيار الاقتصادي، كما أكد المبعوث الأممي برناردينو ليون، والمعاناة التي يواجهها المهاجرون عبر البلاد سعيًا إلى أوروبا التي تبحث التدخل لإنهاء تدفقهم إلى بلادهم.

بان كي مون وقوارب المهاجرين
انتقد الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون، المقترح الذي تقدمت به دول في الاتحاد الأوروبي لضرب قوارب المهربين قرب السواحل الليبية أو في مياهها الإقليمية بغية التقليص من ظاهر الهجرة السرية، مؤكدًا على وجوب احترام القانون الدولي وقانون البحار بقوله إن «عملاً مماثلاً يحتاج إلى موافقة مجلس الأمن وسلطات الدولة المعنية وهنا نتحدث عن ليبيا».واعتبر كي مون، خلال مؤتمر صحفي عقده في بروكسل بعد لقائه رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، أن تدمير قوارب المهربين التي تنقل المهاجرين غير الشرعيين عبر البحر المتوسط أمر محدود الأفق، مشيرًا إلى وجود طرق أخرى للتعامل مع ملف الهجرة واللجوء.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة إعطاء الأولوية لإنقاذ حياة الناس في البحر واحترام القانون الدولي، مشددًا على ضرورة التصدي لمشكلة الهجرة غير الشرعية عن طريق معالجة أسبابها والتوجه بالمساعدة لبلدان المصدر والعبور.

رحلة المهاجرين والموت
إلى ذلك، نقلت جريدة «الخليج» الإماراتية عن «التايمز» البريطانية، تقريرًا تناولت فيه رحلة المهاجرين من إفريقيا والشرق الأوسط وصولاً إلى الشواطئ الليبية بغرض عبور البحر الأبيض المتوسط والوصول إلى أوروبا وكيفية المعاناة التي يتعرضون إليها.ووصف أنتوني لويد، مراسل الجريدة في ليبيا، حال المهاجرين والمناظر المروعة بعد موتهم وكيف أنه رأى جثة طفل إفريقي في مشرحة مصراتة مطروحًا على منضدة دون أن يتعرف إليه أحد ولا يميزه شيء باستثناء الرقم الذي وضع على جثته.

وأوضح لويد، أن الوصول إلى هذا الحال هو ما ينتهي به المطاف بمئات المهاجرين بعد الموت غرقاً في مياه المتوسط حيث رأى بنفسه 40 جثة لمهاجرين أفارقة في مشرحة مصراتة.

ونقل لويد عن مسؤولين ليبيين، قولهم «إنهم يوثقون وضع الجثث وأي بيانات تتوفر قبل عملية الدفن». وأضاف «حضر منذ 3 سنوات، مسؤولون من السفارة الصومالية قبل أن تغلق أبوابها وأدوا صلاة الجنازة على 21 جثة يعتقد أنها كانت لمهاجرين صوماليين غرقوا في البحر».

وذكر لويد، أن عمليات الدفن تتم ببطء شديد للغرقى من المهاجرين، ويبرر ذلك بسبب غياب المسؤولين الدبلوماسيين نسبة للأوضاع التي تشهدها ليبيا. وأضاف «أن المعاناة التي يتعرض لها المهاجرون حتى بعد الموت تأتي نتيجة خليط من البيروقراطية والعنصرية وعدم التعرف إلى هوية الجثث».

ليبيا والانهيار الاقتصادي
وأوردت جريدة «الشرق الأوسط» السعودية نقلاً عن برناردينو ليون، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، قوله أمس، إن ليبيا على شفا الانهيار الاقتصادي، في الوقت الذي تتفاوض فيه الفصائل المتنافسة على تسوية سياسية.وأضاف ليون، الذي يحاول منذ أشهر التوسط في اتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا، أن الأمم المتحدة تعد مسودة جديدة لاتفاق سياسي محتمل، تأمل أن تقدمه إلى الأطراف المتنافسة في الأسبوع الأول من يونيو المقبل.

وتتصارع في ليبيا حكومتان؛ إحداهما في الشرق، والأخرى في طرابلس، للسيطرة على البلد الغني بالنفط، وذلك بعد أربع سنوات من الإطاحة بمعمر القذافي.

وأوضح ليون أن الفصائل المتنافسة توافقت في الجولة الماضية من المحادثات في المغرب على 80 في المائة من «اتفاق»، وأن المفاوضين يعملون على النسبة المتبقية، وأنها الجزء الأصعب. وتابع خلال حديثه في مؤتمر صحافي بمدينة بروكسل، أن الليبيين «يدركون أن الحل الوحيد هو الاتفاق السياسي، لكن من الصعب القول إنه ممكن في غضون الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة»، محذرا من أن الوقت بدأ ينفد أمام ليبيا.

وتابع ليون مستدركا: «ليبيا على شفا الانهيار الاقتصادي والمالي. إنها تواجه تهديدات أمنية هائلة بسبب الحرب الأهلية، وأيضا بسبب خطر (داعش)»، الذي اكتسب موطئ قدم له في ليبيا، وأضاف أن «الانهيار الاقتصادي لليبيا احتمال حقيقي. فقد التقيت أخيرا بمحافظ البنك المركزي، والوضع صعب للغاية في ما يتعلق بالماليات العامة الليبية».